خبر سيكون اتفاق وهو سيء- يديعوت

الساعة 08:24 ص|07 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: علم التسويق، كما يذكر، اخترعه الامريكيون. وهكذا سنحصل على منتج ايراني يغير موازين القوى في المنطقة، بتسويق امريكي كاسح ولامع - المصدر).

في واشنطن أعدوا منذ الان « خطاب الانجازات » الاحتفالي للاتفاق مع ايران، والذي يقف على قدمين تغرقان في مستنقع عميق. قدم واحدة تقول أن ايران ستكون على مسافة سنة واحدة من الاختراق للمادة المخصبة لانتاج قنبلة نووية اولى. والقدم الثانية تتعلق بنظام الرقابة الوثيق الذي سيستمر نحو 10 سنوات. كل ما تبقى – كيف ستنفذ الرقابة في المستقبل، ما الذي ستكشفه ايران عن ماضيها المظلم في المجال النووي، متى ترفع العقوبات وفي أي ظروف تعاد العقوبات – هو خليط مغرق من المفاهيم القانونية التي ستبتلع مع الزمن الانجازات المزعومة للبيت الابيض.

يواصل الايرانيون من جهتهم حتى اللحظة الاخيرة التنكيل بالامريكيين. في بداية الاسبوع طرحوا فجأة مطلبا جديدا لم يكن جزءا من المفاوضات. فقد أدخل وزير الخارجية الايراني محمد ظريف الى الغرفة عنزة في شكل مطلب لرفع كل القيود المفروضة على انتاج الصواريخ الباليستية. وذلك خلافا لكل التفاهمات المتعلقة بنظام الرقابة على تصدير برامج وتكنولوجيا الصواريخ (MTCR). وحتى أمس حاول اعضاء مجلس الامن الدائمين ومندوب المانيا الفهم هل هذه عنزة حقيقية أم هي عنزة تستهدف نزع مزيد من التنازلات من الغرب. ويواصل الايرانيون الضغط وهم سيفعلون ذلك حتى بعد خمس دقائق من انتهاء اللعبة وزيادة الزمن – فقط لانهم يستطيعون.

في 9 حزيران سيخرج الكونغرس الامريكي في اجازة. حتى 8 منه يتعين على الادارة ان تضع على طاولة الكونغرس الاتفاق المفصل، بملاحقه. وحسب التشريع، فان الكونغرس ملتزم بالاطلاع على الوثيقة واقرارها في غضون ثلاثين يوما. واذا ما عرضت الوثيقة مع 9 تموز، فان الامر سيتأجل لشهرين على الاقل. وفي ادارة اوباما يقدرون، وعن حق بان الشهرين هما زمن طويل جدا سيسمح لمعارضي الاتفاق في مجلس النواب أن يحاولوا تقويضه. وبالمقابل اذا ما عرضت الوثيقة الان، فللادارة اغلبية في الكونغرس لاقراره. وعليه ففي اسرائيل ايضا يقدرون بان الاتفاق سيوقع هذا الاسبوع.

في هذه المعركة، في نهاية معركة الصد التي استمرت نحو 15 سنة، خسرت اسرائيل. وفي جهاز الامن ينشغلون منذ الان باليوم التالي: كيف ستبدو سلة التعويضات التي ستطلبها اسرائيل من الولايات المتحدة. ماذا ستكون الاستراتيجية الاسرائيلية في العصر الجديد وماذا سيكون حجم الميزانية حيال التهديد الايراني. معقول جدا الا يضن وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون، الذي يتواجد هذا الاسبوع في ايطاليا على مضيفيه الاوروبيين في ارائه عن الاتفاق.

في نهاية الاسبوع تغلب الامريكيون والاوروبيون على عائق مركزي واقاموا آلية « متجاوزة لمجلس الامن ». فقد اراد الايرانيون نقل المداولات في حالات خرق الاتفاق الى مجلس الامن، حيث يوجد لهم فيتو تلقائي من الصين وروسيا لمنع عودة العقوبات. ولكن الغرب نجح في اتخاذ قرار بتشكيل لجنة تتشكل من سبعة اعضاء، يوجد للامريكيين فيها اغلبية أربعة. ويمكن لهذه اللجنة ان تقرر اذا كان ارتكب خرق واذا كان ينبغي اعادة العقوبات. غير أن للايرانيين ايضا امكانية لرفع عددا لا يحصى من الشكاوى ضد الغرب على عدم الالتزام ببنود الاتفاق مما سيغرق اللجنة ويشلها.

لقد علق الامريكيون آمالهم على الوكالة الدولية للطاقة الذرية. فهي التي سيتعين عليها أن تفحص ماذا حصل في ايران في المجال النووي العسكري في الماضي، وهي التي يفترض أن تراقب بشكل وثيقة على تنفيذ التعهدات الايرانية في المستقبل. غير أنه حتى الان لم يسمح الايرانيون لاي مراقب بالدخول الى منشأة عسكرية والنبش في ماضيها. وبالنسبة للمستقبل، يواصل الايرانيون الاصرار على أن كل زيارة « عفوية » في منشأة عسكرية ستتم بالتنسيق معهم.

مع التوقيع على الاتفاق سيحصل الايرانيون على حتى150 مليار دولار مجمدة في البنوك الغربية. وهم يطالبون الان بالالغاء الفوري لكل عقوبات مجلس الامن وفي غضون نصف سنة رفع العقوبات التي فرضها الكونغرس.