خبر المستوطنات ليست جزءا من اسرائيل -هآرتس

الساعة 09:33 ص|02 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          قانون التجارة الحرة، الذي وقع عليه الرئيس براك اوباما الاسبوع الماضي، يتضمن فقرة هامة، وبموجبها لن تتاجر الولايات المتحدة مع دول تقاطع دولة اسرائيل. ويفترض بان الفقرة ان تحمي اسرائيل من المقاطعة الاقتصادية. ولكن في داخل ذات الفقرة، التي تخول الرئيس باتخاذ كل الوسائل لحماية التجارة مع اسرائيل من أعمال تحركها دوافع سياسية، كتب ايضا ان هذه الحماية لا تنطبق فقط على دولة اسرائيل بل وايضا على « المناطق التي توجد تحت سيطرتها ».

          وقصد المبادرون الى القانون حماية المنتجات التي مصدرها المستوطنات، وكأنها جزءا لا يتجزأ من دولة اسرائيل؛ ولكن هذه المحاولة لتشويش الحدود بين اسرائيل والمناطق حظيت بحمام بارد من الرئيس. فقد اوضح اوباما بانه رغم صيغة القانون الذي وقع عليه، فانه لا يعتزم حماية البضائع المنتجة في المناطق. واوضح الناطقون بلسانه بان الولايات المتحدة عارضت وتعارض سياسة الاستيطان ولم تعترف ابدا بالمناطق كجزء من دولة اسرائيل.

          ويشارك في هذه السياسة دول الاتحاد الاوروبي، التي وقع 16 من وزراء خارجيتها في شهر نيسان على كتاب يؤيد  التأشير على المنتجات التي مصدرها المستوطنات.

          لا ينبغي للرد السريع والحاد من الادارة الامريكية ان يفاجيء. فبعد أن اوضح رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بانه لا يرى حلا سياسيا في فترة ولايته؛ وعندما يبعد وزير الدفاع، موشيع يعلون، الحل لسنوات جيل؛ وعندما تكون حكومة اسرائيل قد داست وسحقت صيغة الدولتين للشعبين – والتي تؤيدها الادارة الامريكية ومعها معظم دول العالم – فقد كان لزاما الاشارة بلون بارز الى خط الحدود الذي تشوش بين اسرائيل والمناطق.

          يمكن مرة اخرى اطلاق صرخة القوزاقي السليب، التي تتهم اوباما بهجر دولة اسرائيل، بل ويمكن ان يعزى من الان للرئيس التأييد لمنظمات المقاطعة مثل البي.بي.اس . ولكن يجدر التشديد على الفور على أن اوباما لا يقاطع اسرائيل، والقانون الذي وقع عليه يحميها صراحة؛ ولكن عندما تجتهد اسرائيل لان تضم بذاتها المستوطنات، فان عليها أن تتوقع من الاسرة الدولية ان تشدد فقط سياسة الفصل بينها وبين المناطق.

          ان الرسالة الامريكية الحادة والواضحة ليست موجهة فقط لحكومة اسرائيل او للشركاء في الاتفاق التجاري. فهذه الرسالة توضح للمستوطنين وللمنتجين الاسرائيليين في المناطق بان اصوات العالم آخذة في الانغلاق امام منتجاتهم، وان من الافضل لرجال الاعمال اولئك ان يفكروا جيدا باستمرار استثماراتهم في المستوطنات.

          لعل المنطق الاقتصادي ينجح في المكان الذي لفظ فيه المنطق السياسي روحه، وخط الحدود الاقتصادي يضع حجارة الميل على طول الحدود السياسية. 

 

*     *    *