خبر ثقب في القلب -يديعوت

الساعة 08:51 ص|01 يوليو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: يفعات ايرلخ

(المضمون: الابن:« أنا لن اسافر اليوم الى البركة. كل الوقت يطلقون النار هنا ». الابنة: « لا يجب الخوف. خطير في كل مكان. حتى في البيت. أولم يقتلوا بوغل في بيتهم؟ اذا كان الرب يريد أن تموت في عملية فيمكن لهذا ان يحصل في كل مكان، في الطريق أو في البيت » - المصدر).

بضعة ثقوب صغيرة على سيارة مستأجرة بيضاء، هذا كل شيء. عملية اخرى. تتحدث العناوين الرئيسة عن موجة ارهاب، ولكن عندي في القلب لا توجد بهجة أو اصداء، بل مجرد ثقوب صغيرة والم كبير وصلاة عميقة لسلامة ملاخي روزنفيلد. روزنفيلد من كوخاف هشاحر، البلدة المجاورة، هو بالنسبة لي ذكرى حلوة لنغمات وعزف في أمسية ساحرة واحدة قبل 16 سنة. اب العائلة، اليعيزر، أرقص في حينه ضيوف عرسنا مع فرقته الموسيقية، فهز القلوب بالكلارينت في فمه. روزفيلد هو حياة وفرح. لا ألم، لا دم، لا ثكل. فقط ليس ثكلا اضافيا.

والثقوب في قلبي تهمس بالخوف. اسكت الاصوات كي لا تصل الى اذان الاطفال، وانصت للحديث الذي يجري بين طفل ابن 9 وطفلة ابنة 11 في الصباح الاخير من السنة الدراسية:

الابن: « أنا لن اسافر اليوم الى البركة. كل الوقت يطلقون النار هنا ».

الابنة: « لا يجب الخوف. خطير في كل مكان. حتى في البيت. أولم يقتلوا بوغل في بيتهم؟ اذا كان الرب يريد أن تموت في عملية فيمكن لهذا ان يحصل في كل مكان، في الطريق أو في البيت ».

الابن: « ما هذا كل هذه العمليات؟ من اين يأتي كل هؤلاء المخربين؟ من غزة؟ يجب الدخول الى غزة وقتلهم ».

الكبيرة، خريجة « الجرف الصامد » كابنة مقاتل في الاحتياط في غزة، تسعى على الفور الى لجم اخيها: « ماذا دهاك لتقول ان ندخل الى غزة الان؟ بعد شهرين فقط، بعد أن تنتهي الاجازة الكبيرة ».

وأنا اضحك بصوت عال، وضحكي المتدحرج ينجح في أن يهزم للحظة همسات الخوف. اضحك على الصحة النفسية لهؤلاء الاطفال، التي لا ينجح أي مخرب في أن يسرق منهم الفرح على شرف حلول الاجازة الكبيرة. ونحن نجمع منشفة ونظارات غوص، واشرح لان التسعة بان السفر الى البركة هو في باص محصن ضد النار. ولهذا ليس له ما يخافه. فيرفع اليّ عينيه العسليتين ويسألني ماذا عن يوم المرح الذي خططنا للخروج اليه في الايام القريبة القادمة. فأقول اننا سنسافر كالمعتاد، وهو يقول ان من الافضل ان نؤجل. فهيم هو الولد. فهو يعرف بان ليوم المرح مع الام لا يتم السفر في باص محصن ضد النار. ليوم المرح مع الام يسافر المرء في السيارة العائلية. وأنا اجيبه بتلعثم غير ملزم، وارسل العصبة الى اليوم الاخير من السنة الدراسية.

اعانق بشدة الصغيرة قبل ان اتركها ليوم آخر عادي في الروضة. وهذا العناق يذكرني بايام صعبة مرت علينا، ايام كان فيها كل عناق يمر في الرأس تساؤل هل سيكون هذا هو العناق الاخير. كم لطيفا كان أن ننسى تلك الايام. فهل هذه ستعود؟ والعينان اللوزيتان الفرحتان والشعر المجعد للصغيرة تفعم قلبي بالفرح وتدحر القلق جانبا.

وبلا جلبة الاطفال يملأ الهدوء البيت والاصوات تخرج مرة اخرى عبر الثقوب في القلب وتهمس بالخوف. وبعد بضع ساعات سأغلق الخوف من خلف باب البيت واخرج الى السيارة غير المحصنة، لاسافر الى لقاء عمل عادي في تل أبيب، ام هي اوزة في مرمى استهداف الاوز الذي لا ينتهي.

وفي الطريق بين عوفرا وتل أبيب سأتنفس المشهد الشاعري وانصت الى الموسيقى التي تعزف في السيارة. واليوم، على سبيل التضامن ستعزف في السيارة نغمات اليعيزر روزفيلد في نايه الخشبي من احد الاقراص التي اصدرها. هكذا اغرس العزف في الثقوب التي في القلب.

وفي الطريق الى البيت يضربني النذر المرير عن موت ملاخي روزنفيلد. ثقب كبير في القلب.