خبر في الطريق الى تراجع آخر – واتفاق- اسرائيل اليوم

الساعة 10:10 ص|30 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: يعقوب عميدرور

 (المضمون: الولايات المتحدة مستعدة لتليين مواقفها حول كل ما يطلبه الايرانيون. والايرانيون فهموا ذلك وهم لا يخشون رفع الثمن، ويمكن أن يتراجعوا عن التفاهمات السابقة  - المصدر).

 

          لو سُئلت قبل اسبوعين حول الاتفاق مع ايران، لأجبت ببساطة: نعم. الامريكيون يريدون، يريدون جدا، الاتفاق – هم يحتاجونه أكثر من الايرانيين، والايرانيون بحاجة ماسة اليه. الولايات المتحدة بعيدة عن الصيغة التي حددها وزير الخارجية: « عدم الاتفاق أفضل من اتفاق سيء ». وموقفهم اليوم هو « تحقيق شيء عن طريق الاتفاق أفضل من عدم الاتفاق ». لذلك هم مستعدون للتنازل في كل ما يتعلق بما يطلبه الايرانيون الذين فهموا ذلك من جانبهم ولا يخافون من رفع الثمن، أي عدم التنازل، بل التراجع عن التفاهمات التي يعتقد الامريكيون أنهم حققوها في الماضي.

 

          لكن الولايات المتحدة دولة ديمقراطية، والكونغرس فرض نفسه على العملية، حيث سيفحص الاتفاق، حتى وإن كان لن يصادق عليه. في النقاش على صعيد الرأي العام يستطيع المهنيون طرح رأيهم واحدى المساهمات الهامة في هذا النقاش هي رسالة من « معهد واشنطن »، حيث وقع عليها خبراء من الحزبين، ومن ضمنهم اكاديميون ومطلعون على المفاوضات. أو أنهم كانوا على صلة بالموضوع، لذلك فهم يفهمون في مجال السلاح النووي الايراني والتجربة الامريكية المتراكمة في أعقاب فشل منع التسلح النووي لكوريا الشمالية. وقد حددوا عددا من المطالب التي اذا لم يحققها الاتفاق فلا يمكن اعتباره جيدا حتى حسب معايير البيت الابيض، لأن الحديث منذ البداية على مستوى متدني من المطالب.

 

          ويوضحون في السياق أنه يجب الزام الايرانيين بفحص المواقع العسكرية، وأن العقوبات سترفع بالتدريج حسب تنفيذ ايران للاتفاق، « والحكام » سيكونون من منظمة الرقابة النووية في فيينا، والامم المتحدة لن يكون لها أي دور في عملية اعادة العقوبات اذا لزم الامر. الايرانيون من جانبهم يحاولون الحصول على المزيد من الامتيازات في الاتفاق، وقد أعلنوا أنهم لن يسمحوا بالرقابة على المواقع العسكرية. ويطلبون ايضا رفع الجزء الاكبر من العقوبات بشكل تلقائي.

 

          هل سيصمم الايرانيون على مواقفهم؟ لا أعرف. يمكن أنهم وضعوا الشروط كي يكون لديهم ما يتنازلون عنه، لأن انجازاتهم تتجاوز حتى الآن ما حلموا به، والآن « يتنازلون » عن المطالب الاضافية ويسمحون للادارة الامريكية أن تقدم انتصارا في الكونغرس. في المقابل اذا صمم الايرانيون فانهم سيرتكبون الخطأ الكلاسيكي الذي ترتكبه عادة الدكتاتورية أمام الديمقراطية. الديمقراطية تسعى بجهد من اجل السلام والاستقرار وتتردد في الخروج للحرب التي هي آخر الخيارات. أما الطرف الدكتاتوري فهو لا يتنازل ويقود المفاوضات الى الزاوية – احيانا يكون الرد هجوميا بطريقة تفاجيء الطرف الآخر.

 

          لا أعرف ما هو الخط الاحمر للولايات المتحدة. هناك من يقول إنه لا يوجد خط كهذا، وفي نهاية المطاف سيتنازل الامريكيون لأنهم فقدوا عمودهم الفقري. آمل أنهم مخطئون. وآمل أنه عندما يتضح للامريكيين أن الاتفاق لا يُلبي الحد الأدنى الذي وضعته رسالة معهد واشنطن، بأن يستيقظ الامريكيون. حينها سيكون أمامهم سؤال ما العمل – الجواب لن يكون سهلا. اذا أرادوا مواصلة العقوبات، فسيكون من الواجب عليهم اقناع الاوروبيين والصينيين والروس، وهؤلاء لن يقتنعوا بسهولة. اذا أرادوا استخدام القوة العسكرية – لديهم القدرة على ذلك – فسيكون هذا عكس غريزة ومباديء الادارة. ويخشى الامريكيون من هذا الخيار الصعب.

 

          لهذا، أعتقد أن الامريكيين سيفعلون أي شيء من اجل التوصل الى الاتفاق، و« سينجح » الايرانيون في افشاله اذا صمموا على مطالبهم وتسببوا بعدم قدرة مؤيدي الاتفاق على تبرير هذا الاتفاق والدفاع عنه عند التوقيع عليه. صحيح أن الايرانيين يصعب عليهم فعل ذلك، لكن يمكن أن يغريهم الضعف الامريكي ويدفعهم الى ارتكاب خطأ كهذا، لذلك لا أعرف ماذا سيحدث، ولكن اذا أردت الرهان، لكنت راهنت على أن الولايات المتحدة ستجد « الطرق المناسبة » للخضوع لمطالب ايران، وسيكون اتفاق.