بالصور « حسين » وليلة الثالث عشر من رمضان..!

فلسطين اليوم

« في الثالث عشر من رمضان الماضي .. جلس حسين تحت أغصان الأشجار يقرأ بصوته الجميل آياتٍ من القرآن الكريم .. غادر المنزل قبل آذان المغرب .. جلب مستلزمات الإفطار من أجبان وألبان وعصائر .. تناول فطوره وصلى بأهله وانتظر حتى آذان العشاء حيث قال لأهله: »إذا سمعتم إطلاق نار كثيف كبروا وزغردوا دون الإفصاح عن نواياه« وانطلق مبتسماً ».

هكذا أمضى الشهيد المجاهد حسين عبد القادر محسين (أبو عبيدة) ساعاته الأخيرة قبل الرحيل إلى العُلا مقبلاً غير مدبر .. نفذ عمليته البطولية، مع رفاق دربه من وحدة المغاوير التابعة لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قبل المعركة البرية شرق حي الشجاعية بأسبوع حيث قُتل وأُصيب فيها عدد من جنود الاحتلال.

استشهد حسين بتاريخ الـ15 من رمضان1435ه  (13/7/2014 م) بعد أن نفذ عملية بطولية على الحدود الشرقية لحي الشجاعية قبل يومين من استشهاده خلال معركة البنيان المرصوص التي أطلقتها سريا القدس على حرب عام 2014، حيث أثخن حسين ورفاقه في صفوف جنود الاحتلال فقتل وأصاب عدد كبير منهم قبل أن يصيبه صاروخ حاقد ليرقد في مستشفى الشفاء مدة يومين في العناية المكثفة حتى نال الشهادة.

أشعر بفراغ ونقصان كبيرين في هذا الشهر المبارك فحسين كان له أثر كبير وبصمة خاصة

لم يكن الخبر صادماً لوالدته التي قالت: « أن حسين هو الابن الأصغر من الأبناء الأربعة كان لحوحاً جداً على الشهادة وسعى لها عملاً وقولاً وفي أخر أيامه تمنى أن يأتيه صاروخ استطلاع ويقطع جسده ليرتقي إلى ربه شهيداً ».

وأضافت والدته لمراسل « فلسطين اليوم الإخبارية »: « أشعر بفراغ ونقصان كبيرين في هذا الشهر المبارك فحسين كان له أثر كبير وبصمة خاصة تختلف عن أشقائه كان يُسارع في زيارة إخوته (صلة الرحم) وقبل استشهاده قام بزيارة شقيقته وكان مرحاً ومسروراً جداً ».

وأشارت إلى أن حسين يتمتع بصفات كثيرة منها الحب والحنان والسر والدقة وإتقان العمل والطموح، قائلة: « هذه الصفات لا تفارق مخيلتي فكلما أشاهد صوره أتذكره في (الحديقة - المنزل - الزيارات – الإفطار في كل مكان) وأتذكر ابتسامته الجميلة قبل رحيله بساعات ».

زيارة بيت الله الحرام لأداء العمرة كانت أفضل الأيام التي أسعدته

وعن أكلته المفضلة قالت: « كان حسين يحب (الملوخية والبامية) بشكل كبير جداً وعندما أقوم بطبخها كان يعزم أنسابه وأصدقائه عليها ».

وعن أكثر أيام سعادته قالت: « كان شديد الحرص على زيارة بيت الله الحرام لأداء العمرة رغم ما تعرض له من معيقات كبيرة خاصة وأن السلطات المصرية أرجعته أكثر من مرة ورغم ذلك لم يفقد الأمل وعند عودته من أداء العمرة كان وجهه يشع نوراً وسعيد جداً وقام بمداعبة طفله عبيدة حتى ضحك الجميع وابتسم كثيراً رحمه الله.. ».

أطلق رصاصة في الهواء ابتهاجاً برضا والدته

وعن أكثر المواقف الصعبة التي عايشها شقيقه أبا أسامة قال: « البيوت لا تخلوا من المشاحنات بين الإخوة والأم ففي إحدى الأيام كانت والدتي زعلانة كثيراً من حسين وعندما علم حسين بذلك قام باسترضائها وطلب السماح منها وقام بدفع أشقائه بالتدخل حتى رضِت عنه وحينها لم يتمالك حسين أعصابه والموقف كان صعب حيث قام على الفور بسحب مسدسه وأطلق رصاصة في الهواء ابتهاجاً برضا والدته ».

وأكد أن شقيقه كان محبوب للجميع فلا يخلوا شارع من شوارع الشجاعية إلا ويعرفه ويعرف أخلاقه وصدقه وإخلاصه للعمل المقاوم وكان يقدم المساعدات للفقراء والمحتاجين خاصة في شهر رمضان المبارك.

وشدد شقيقه أن حسين يحمل هم القضية منذ صغره فكان يحب الجهاد والعمل المقاوم ولديه انتماء كبير للقضية والوطن.

وعن أكثر ما أحزن شقيقه حسين قال أبا أسامة: « عندما توفي القائد في سرايا القدس ياسر الجعبري وحينما استشهد القائد رائد جندية كان حزيناً جداً ومهموماً .. كان في مقدمة الناس التي شاركت في وداعهم وكان يتواصل مع عائلاتهم ليقدم لهم العون والمساعدة.

 

البطاقة التعريفية بالشهيد حسين محيسن:

الشهيد المجاهد / حسين عبد القادر محيسن »أبو عبيدة« .

السكن / غزة – الشجاعية.

تاريخ الميلاد/ 15-9-1989م.

الحالة الاجتماعية / متزوج ورزقه الله باثنين من الأبناء »عبيدة« و »خطاب".

الرتبة التنظيمية / قائد سرية في كتيبة حطين.

تاريخ الاستشهاد / 13-7-2014م.

بزغ نور الشهيد حسين محيسن في السعودية بتاريخ 15/9/1989م تربى وترعرع حسين في أسرة متواضعة مكونة من والديه وأربعة أشقاء وثلاثة بنات وبعدها رجعت الأسرة إلى أرض الوطن فكانت طفولته هنا على أرض فلسطين.

ودرس الشهيد المجاهد حسين محيسن في مدارس حي الشجاعية  فحصل على شهادة المرحلة الإعدادية من مدرسة معاذ بن جبل وعلى شهادة الثانوية العامة من مدرسة جمال عبد الناصر، ولكن لم يدخل الجامعة بسبب الظروف الخاصة به.