خبر أخيرا نسمي الولد باسمه- اسرائيل اليوم

الساعة 09:43 ص|29 يونيو 2015

فلسطين اليوم

بقلم: درور ايدار

 (المضمون: رغم انكار الغرب والولايات المتحدة، فان ما يحدث اليوم هو صراع بين الحضارات، الاسلام من جهة والغرب من جهة اخرى - المصدر).

 

          لا يجب الاستخفاف بكلمات « صراع الحضارات » التي تخرج من فم زعيم بارز في اليسار الفرنسي. يمكن النظر في يوم من الايام الى الخلف وأن نشير الى تصريح رئيس الحكومة الفرنسي مناويل فالس أنه لحظة تحول في صحوة الغرب.

 

          منذ أن وضع صموئيل هنتنغتون مفهوم « صراع الحضارات » في تسعينيات القرن الماضي، تحول هذا المفهوم الى اسم مستهجن في اوساط الليبراليين الغربيين. بالنسبة لليسار الفرنسي فان كلمات فالس، مثلها مثل الكفر. ماذا هنالك لنقول صراع حضارات؟ الحديث فقط عن « راديكاليين »، « متطرفين »، « اشخاص أهملهم المجتمع »، وبشكل عام فان هذه الهجمات البربرية « لا ترتبط بالاسلام ». ليس عندنا فقط بل في العالم كله، اليسار يعاني من العمى الثقافي ويقوم بتبديل الواقع بأحلام ونبوءات تلائم يوم القيامة.

 

          داعش لم يولد من الهواء. فهو له جذور في الثورة الايرانية والتيارات الاسلامية، التي ترافق الانسانية منذ 1500 سنة. إن محاولة فهم من يقطعون الرؤوس والذين يغرقون ويحرقون الأسرى، وتجار النساء والذين يدمرون الكنوز الثقافية – هي استمرار انكار الذات عند مثقفي الغرب. ادارة اوباما تمنع منذ ست سنوات قول الاسم الواضح « الارهاب الاسلامي ». ايضا في اوروبا، مثل المتحدث في « وولدمورت » في « هاري بوتر »، فان عدم تسمية الولد باسمه الواضح، سيطمس الواقع. وتركز اوروبا جميع مصادرها الاخلاقية الفاشلة لتكبيل أيدي اسرائيل في حربها ضد البربرية لدينا، التي تهدد اوروبا نفسها. نحن الموقع المتقدم في الدفاع عن الغرب، لكن أجزاء من اوروبا تعتبرنا المشكلة وليس رافعي الاعلام السوداء الذين يريدون احلال الظلام على العالم بالدم والدين.

 

          الفرنسيون يذكرون جيدا اللحظة التي لفظ فيها الطبيب برنارد رييه اسم « ديفر » لاول مرة في كتاب ألبير كامو. ومثلنا، فان رييه « لم يؤمن بالأوبئة »، لذلك هو لم يكن جاهزا.

 

          إن ما يميز القائد هو قدرته على تسمية المشكلة باسمها. في القرن العشرين كان هناك شخص كهذا: تشرتشل. لكن الوباء كما قال كامو كبير على الانسان، « لهذا يقول الانسان بينه وبين نفسه إن الوباء غير موجود، وإن هذا كابوس وسيزول. لكنه لا يزول دائما، ومن حلم سيء الى حلم سيء فان الناس هم الذين يزولون، والانسانيون الذين بينهم يكونون الأوائل لأنهم لم يتخذوا جانب الحيطة والحذر ». هل ما زال كامو ذا صلة في فرنسا؟.

 

          في هذه الاثناء على جميع القوى العقلانية في العالم، اولئك الذين لم تقع على أعينهم أشعة السلامة السياسية، ولم يتم خصي تفكيرهم من قبل مفكرين عديمي المسؤولية – أن يتحدوا من اجل انقاذ الحضارة الغربية. يجب أن نتذكر أن تاريخ الغرب قديم وواسع أكثر كثيرا من تاريخ قاطعي الرؤوس. الكتاب الرئيس للغرب، الانجيل، يشمل في بدايته جنة عدن، حيث يسأل الله الانسان لماذا أكل من الثمر الممنوع، ويسأل المرأة. لكنه لا يسأل الافعى – بل يعاقبها فورا. وهذا ضوء أحمر للجنس البشري: لا يجب اجراء المفاوضات مع الافاعي أو محاولة فهمها: يجب سحق رأسها، وإلا فانها ستقوم بفعل الشيء الوحيد الذي تعرف عمله: أن تلدغ. نعم، إنها حرب بين الحضارات.