خبر الشيخ حمتو يتحدث عن: صلة الرحم والزكاة والمشاكل الاجتماعية

الساعة 11:09 ص|28 يونيو 2015

فلسطين اليوم

كثيراً ما تتداخل العادات والتقاليد الاجتماعية مع تعاليم الدين الإسلامي، لكن الدين يبقى الأصل والعادات فرع ليس من الواجب الاحتكام إليها على حساب الشرع الإسلامي، وهنا نتحدث عن زيارة صلة الرحم والهدايا. وربط البعض الزيارة بالهدية.

ولأن الكثير حكموا العادات على الشرع وأحجموا عن زيارة الرحم بسبب أوضاعهم الاقتصادية وعدم قدرتهم على حمل الهدايا، كان لنا هذا الحوار مع الشيخ الداعية عماد حمتو:

الهدية يجب أن لا تمنع الزيارة

فأكد على ان شهر رمضان المبارك هو فرصة ثمينة وهامة للمسلمين في التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بشتى أنواع الطاعات، ومن ضمنها زيارة صلة الأرحام، وأن شرف الزمان والمكان يتطلب المسارعة في عمل الخيرات، لقوله تعالى :« (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين). مشدداً على أن من أهم هذه المسائل الهامة التي تحقق البنية المجتمعية الصحيحة مسألة البر وصلة الرحم، لافتاً إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها مذهلة، والأرقام تتحدث عن ذلك، وبالذات في شهر رمضان معظم الظروف قاسية سواء في تحضير وجبة السحور أو الإفطار، لكن كل هذا لا يغني عن المبادرة لحل الاشكاليات. ويكون لدينا بادرة أمل. ومع ذلك زيارة الرحم واجبة ويجب عدم تحكيم أهوائنا ورغباتنا إلا لشرع الله. وأن الهدية شيء كمالي، إن تمكن حملها كان نور على نور.

وشدد على أنه من غير المقبول قطع صلة الرحم بسبب الهدية ، مؤكداً ان الجميع يعيش ظروف متشابهة والكل يعذر الآخر.

واستدل الشيخ حمتو على وجوب صلة الرحم من القران الكريم:   »خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين« صدق الله العظيم. ورسول الله سأل جبريل عندما أنزل هذه الآية قائلاً: » ما هذا يا جبريل، قال : إن الله أمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك« .

كما أن رسول الله حث على صلة الرحم، كما جاء في الحديث، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : » إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ ، فَقَالَ : مَهْ، فَقَالَتْ : هَذَا مَكَانُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ : فَذَاكَ لَكِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ {22} أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ {23} أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا {24} سورة محمد آية 22-24.، وأوضح الشيخ حمتو، ان القصد من هذا هو صلة الرحم ولم يذكر الهدية أو العطية.

رمضان فرصة لتهذيب الأخلاق

من ناحية أخرى، أوضح الشيخ الداعية عماد حمتو، أنه في شهر رمضان تصطف فيه الشياطين، وتزين فيه الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران« . كما قال رسول الله.

واصطفاف الشياطين لا يعني منع المشاكل، فهناك أصحاب الأنفس الملتوية الذين يكونون سبباً في المشاكل ولا علاقة للشيطان بها.

كما حدث مع قابيل عندما قتل أخيه هابيل، قال تعالى : » فطوعت له نفسه قتل اخيه فقتله". لم ينسب الفعل للشيطان بل للنفس الأمارة في السوء.

التجاوزات التي تحدث عن الناس ، فالمطلوب أن يهذب الصيام أخلاق وسلوك الناس، وتكون مهاراتهم مهارات أخلاقية. موضحاً أن الثلاثين يوماً بمثابة دورة في تهذيب الأخلاق.

هذه الدورة الرمضانية تنعم فيها الميل للصفح والعفو والصبر، وأن خلاصة شهر رمضان في العشرة الأواخر، وخلاصة العشرة الأواخر في ليلة القدر، وخلاصة ليلة القدر، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عنا (العفو).. ولكي نصل للعفو يتطلب منا أن نتعامل بالعفو مع الآخرين، حتى يكون لنا قدراً في ليلة القدر ونفهم أن سر الصيام هو العفو.

العبادات والمعاملات

المسألة التي يجب أن نأخذ بالنا فيها، أن الناس تفهم الدين بجناح واحد، وهو جناح العبادات، ويختفي جناح الطائر الثاني وهو جناح المعاملات. الطائر لا يطير إلا بجناحين، عبادات ومعاملات.

وكما لنا قدم في المسجد لابد من قدم في صلة الرحم، وكما لنا قدم في قراءة القران، يجب أن يكون لنا قدم في الصدقات ومساعدة الفقراء، قدم في المحراب وقدم في السوق.

لابد أن نسير في الخطين بشكل متوازي خط العبادات وخط المعاملات. والعلماء يقولون إن العبادات نوعين، عبادات ينتفع بها الإنسان لنفسه كالصلاة والصيام وقراءة القرآن. لكن الأفضل العبادات التي يتعدى نفعها إلي غيره، كالصدقة يستفيد منها المزكي والفقير، أفضل العبادات التي ينتقل خيرها للطرف الآخر.

قضية التشريع قائم على ان الله يريدنا جميعنا جسد متماسك.

الزكاة

الزكاة فريضة وعبادة ويجب أن يتلذذ الإنسان بها ويتحسس فيها الخشوع كما يتلذذ في باقي العبادات، فالإنسان عند إخراجه الزكاة أفضل له أن يتعبد بها من خلال قيامه بنفسه بتوزيعها، لا أن يوكل أحداً عنه ، وهناك فرق فيمن يتصبب عرقه في خدمة الدين ورحمة المساكين وإعطاء الصدقات ويسمع دعوة حامية من الفقراء والمساكين ، خير من أنه يتخلص من هذه الزكاة بطرق أخرى كأن يعطيها لجمعية خيرية. لافتاً إلى أن بعض الناس قد يعجزون في التعرف على المساكين فلا بأس في منحها للجمعيات لتوزيعها. ولكن الأصل أن يستمتع الإنسان بهذه الفريضة.