خبر رئيس الوزراء التالي... هآرتس

الساعة 10:20 ص|29 مايو 2015

بقلم

ما حصل هذا الاسبوع بين بيبي ونير بركات في موضوع القدس يثبت ان بيبي هو رجل بلا كوابح. وكأننا لم نعرف. « فماذا اذا كان وعد » – في الصيغة الراهنة لرئيس الوزراء ذات مرة ليفي اشكول – « محظور الوعد؟ » لدينا دولة تتدهور في المنحدر ورئيس وزراء فقد الكوابح. شيء لا يهمه، باستثناء انهاء كامل ولايته ذات الاربع سنوات. رجل بلا خجل، يمكنه أن يخيف الشعب بالبلاغ الدراماتيكي بان العرب يندفعون الى الصناديق بجموعهم، وبعد ان حقق الهدف ليس لديه أي مشكلة في أن يعلن « لم اقصد ان اكون عنصريا ». فعلى أي حال مرة يكون فيها مع الدولتين للشعبين ومرة اخرى ضدها.

عندما يدور الحديث عن تواصل تطوير نفسه كزعيم الامة، هنا وهناك بعض الخداع وبعض التخويف. بركات صدقه، فاكتوى. بيني بيغن هو الاخر ابتلع اقوال التملق، في أنه يحتاجه وانه لا بديل له كوزير في الحكومة لتخليد إرث أبيه مناحيم بيغن. وها هو فجأة بات زائدا لا داعي له. مكتظ هناك فوق. إذن « نو بروبلم »، بلغة الشعب – نلقي ببيغن الى الخارج، أو نجعل اكونيس سفيرا في الامم المتحدة. نأمل أن يصر بيغن على موقفه إذ أنه الوحيد الذي يمكنه أن يلقن بيبي درسا. فما الذي يمكنه أن يفعله له؟ ان يجلب الحراس لاخراجه من جلسة الحكومة؟

ما يحصل هنا اعمق في معناه من حيث طبيعة « مهنة » الزعامة في اسرائيل. فرغم أن اصطلاح « كرسي » مقدس في حياتنا السياسية منذ اقامة الدولة، ثمة مؤخرا تغيير حقيقي في كل ما يتعلق بالولاية والتناوب. في الكيبوتس وكذا في الجيش لم تعد هنا وظيفة للابد. رئيس « أمان » (شعبة الاستخبارات) ومسؤول الحظيرة في الكيبوتس يغيران المنصب في كل ثلاث – أربع سنوات. هذا جيد للدولة. لماذا؟ لانه في مرحلة معينة يبدأ الانسان بعشق نفسه، اخطاءه، الموالين له وجنونه. وهذا خطير.

ماذا حصل لبيبي؟ لقد نجح بمساعدة عاملين في تثبيت مكانته كحاكم طويل الامد. 1. بمعونة قانون التبريد اغلق القناة من الجيش الى الحكومة. شخصيات مثلما كان في حينه شارون، رابين، دايان، وايزمن، باراك، موفاز، مردخاي، بارليف، موتي غور – لن يروا بعد اليوم الطريق الى البيت عبر وظيفة في الحكومة. 2. سيطر على محافل انفاذ القانون في الدولة. ذات مرة كانت وزارة الشرطة تودع في يد سياسي « شرقي ». أما الان فتؤدي الشرطة دورا هاما في السياسة. تتطلع الى كل تعيين سياسي هام، من الرئيس فما دون، من ليبرمان وحتى اشكنازي. وزير الامن الداخلي الاخير عارض منح سنة رابعة للمفتش العام. ولكن بيبي ضغط، بيبي عمل، والمفتش العام بقي. لم يعد انزال مفاجيء من فوق.

بيبي واثق في كرسيه اكثر من أي وقت مضى. لا توجد كفاءة تهدده، وهو واثق من ان الاساليب التي اختارها ستسمح له بان ينتصر على اوباما وحتى على نوني موزيس. ولكن هذه طريقة زعامية ليس فيها زعامة، لا رسمية، لا سخاء المنتصرين، لا سمو ولا بهاء. هذه زعامة سلبية، في محل للفخار. وبدلا من التقريب والربط فانه يشق، ويثبت حكم الرعب والخوف. وزارة خارجية بدون وزير خارجية. فقط مع حوتوبيلي كنائبة وزير من السماء ودوري غولد كمدير عام. كرسي الوزير الشاغر هو الذي سيتخذ القرارات، وبيبي يمكنه أن يطير الان مع غرفتين نوم في البوينغ الرسمية التي ستبنى له.

حامي الحمى لديه كان يفترض أن يكون كحلون، ولكن هذا تعثر منذ الان في خطوته الاولى. ضحك كل الطريق الى حقيبة المالية ولكن في السياسة يضحك من يكون آخر من يضحك. يقال ان هذا سيكون بيبي إذ في اللحظة الاخيرة سيغري بوجي للدخول في حكومة وحدة. ولكن بوجي، بطل الفيلم، مع كلمات من الحارة مثل « فليخوزق » و « خالص » أنهى حياته السياسية من الان. صحيح أن بيبي مغرور، ولكن من سيكون رئيس الوزراء التالي آجلا أم عاجلا – ورجاء سجلوا – هو يئير لبيد.