خبر خطة محمد ضيف: قصف مدينة ايلات وشلها - معاريف

الساعة 09:57 ص|30 ابريل 2015

فلسطين اليوم

من نوعام أمير

بعد ثمانية أشهر من حملة الجرف الصامد تطرح التقارير عن نجاة ما يسمى رئيس أركان حماس محمد ضيف السؤال الى أين تتجه المنظمة الارهابية.

 

فتصريحات حماس عن التسلح، استئناف حفر الانفاق واطلاق الصواريخ اليومية نحو البحر، تبين ان خلف الامور يقف زعيم يسحب المنظمة بأسرها وراءه. وليس أقل أهمية من ذلك، يستخلص الدروس.

 

فمثلا، تفهم المنظمة بان الحدود المصرية يمكنها أن تعود لتكون ميزة كبرى. صحيح أنه لا يمكن حفر الانفاق هناك، ولكن حماس تكثف بناها التحتية على طول الحدود، بحيث توجه في يوم المواجهة ضد مدينة ايلات ومطارها. فقد رأت حماس جيدا كيف تحول شل مطار بن غوريون في الجرف الصامد « نوعا من النجاح » وهي تفهم بان ايلات هي ذخر استراتيجي.

 

وتقدر أوساط المنظمة بان شل المدينة الجنوبية في ايام القتال، سيكلف الاقتصاد الاسرائيلي ملايين الشواكل، وذلك الى جانب حقيقة أنه اذا ما قصفت مناطق مختلفة في البلاد، فيفترض بايلات أن تستوعب السكان من هذه المناطق.

 

كما أن تصريحات الجهات الامنية في أن القبة الحديدية ستفقد قدرة اعتراضها في الجبهة الشمالية، ولا سيما بسبب الكمية الكبيرة من اطلاق الصواريخ من جانب حزب الله، دفعت ضيف حسب المنشورات لان يفهم بان اطلاق مكثف للصواريخ وقذائف الهاون نحو بلدات غلاف غزة سيمس بنسب نجاح القبة الحديدية.

 

اضافة الى ذلك، فان النبأ في أن ضيف حي هو زخم معنوي للمقاتلين في الميدان. والتقديرات هي ان حماس تشغل اكثر من الف عامل في حفر الانفاق. ومع ذلك فانه لم تجري بعد محاولة لحفر نفق خلف الحدود وتنشغل اساسا بترميم البنى التحتية في اراضيها. وهذه مهامة غير بسيطة على الاطلاق في ضوء حقيقة أن وحدات الانفاق في الجيش الاسرائيلي تسببت ليس فقط بتدمير الانفاق، بل وايضا بالتدمير الكامل للمسارات الميدانية الامر الذي يجعل من الصعب على الحافرين ترميم البنى التحتية.

 

للجيش الاسرائيلي قدرة تكنولوجية على مواجهة الانفاق، وعلى احداها حصل أمس قائد لواء جفعاتي، العقيد عوفر فينتر، على جائزة من وزارة الدفاع. فقد طلب قائد المنطقة الجنوبية اللواء سامي ترجمان من فينتر ايجاد حل للانفاق.

 

لقد أعد محمد ضيف للجرف الصامد الاف المقاتلين الذين كان يفترض ان يخرجوا من عشرات الانفاق ليخلقوا صورة نصر باحتلال بلدات، قتل أبرياء، قتل مقاتلين في استحكامات واختطاف جنود. وقد فشلت حماس في معظم المحاولات. والى جانب الاخفاقات نجحت المنظمة في قتل 15 مقاتلا واسر اثنين، هدار غولدن الراحل واورون شاؤول الراحل.

 

يفهم ضيف بان هذا الفشل ينبع اساسا من الخبرة المتدنية لاولئك المخربين وهو يؤهل للمواجهة التالية وحدة مختارة، من بضع مئات من مخربي حماس يدربهم الايرانيون لمحاولة الوصول الى ذات الانجازات التي فشلوا فيه في الجرف الصامد.

 

لا تعترف المحافل العليا في الجيش الاسرائيلي بذلك، ولكنها تقول في الغرف المغلقة انه اذا عادت حماس الى مواجهة هامة مع الجيش الاسرائيلي في مدى السنة – السنتين القريبتين، فان الجرف الصامد ستسجل كفشل.

 

فشل اسرائيل معناه نجاح ضيف، وهو يسعى الى هذا الهدف. والى جانب ذلك لا يزالون في الجيش الاسرائيلي يقدرون بان حماس مردوعة. القطاع مدمر وليس للمنظمة القدرة والتأييد من الشارع للعودة الى مواجهة هامة وطويلة في السنوات القريبة القادمة.