بالصور سرقة التراث صناعة صهيونية.. « الشكشوكة » فلسطينية ولو كره « الإسرائيليون »!

الساعة 02:14 م|23 ابريل 2015

فلسطين اليوم

لم يكن من قبيل الصدفة أن يقوم وفد إسرائيلي رفيع المستوى بتقديم أكلة (الشكشوكة) للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال الاحتفال السنوي التقليدي بمناسبة ما يسمى بـ« عيد الاستقلال »، وهو اليوم الذي يعرفُ لدى العرب عامة والفلسطينيين خاصة بـ« النكبة » والتي سرق الاحتلال خلاله كل مقدرات الشعب الفلسطيني بما فيها التراث المطبخي.

 وجاء في الخبر الذي أوردته صحيفة « يديعوت احرونوت » على موقعها الالكتروني ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال معلّقًا على هذه الأكلة وباللغة العبرية « لذيذة جدا ».

المطبخ العربي الفلسطيني هدفاً للسطو الإسرائيلي

وتعتبرُ « الشكشوكة » من الأطعمة الشعبية الشامية المعروفة والتي نشأت وعرفت في فلسطين المحتلة منذ قدم التاريخ؛ وانتشرت لتصبح واحدة من الأكلات الرئيسية المعروفة في الوطن العربي.

وتتكون الشكشوكة الفلسطينية من طبق من البيض المسلوق في صلصة الطماطم والفلفل الحار والبصل، وغالباً ما يضاف إليها بهار الكمون، ولها أسماء عدة منها « قلاية البندورة بالبيض »، كما وتعرف بـ« الجز مز ».

وفي الفترة الأخيرة أعلنت « اسرائيل »، ان « الشكشوكة » ستُصبح الطبق الشعبي « طبق الشهر »، وسيُقدِم ما لا يقلّ عن خمسين مطعما في أنحاء إسرائيل الطبق المسروق بأسعار زهيدة.

وكان المطبخ العربي الفلسطيني هدفاً للسطو الإسرائيلي، فجيرت « إسرائيل » لنفسها العديد من الأكلات العربية الفلسطينية، الشامية والمغربية، فراحت تجوب العالم وتقول إن الحمص والفلافل والمقلوبة هي أكلات إسرائيلية.

تجدر الإشارة أن الاحتلال زعم أن (القمباز والزى الفلسطيني) و(الكوفية) و(الشيقل الكنعاني) من محض التراث اليهودي في المنقطة وهي أكاذيب وافتراء وتزييف دحضه كبار الفلاسفة اليهود المهتمين بالتراث الإسرائيلي أمثال الكاتب والمفكر اليهودي (روجيه جرودي) صاحب كتاب (الأساطير المؤسـِـسـَّــة للسياسة الاسرائيلية).

خبير: الجماعات الصهيونية منذ فجر التاريخ تحاول إقناع العالم بأنهم أصحاب الحق في المنطقة العربية عن طريق تزييف الحقائق


 

 من جانبه، اكد الأكاديمي وأستاذ التاريخ في جامعة الازهر بغزة الدكتور رياض الأسطل أن الجماعات اليهودية منذ فجر التاريخ وقيام دولتهم المزعومة على الأراضي الفلسطينية تحاول جاهدة لإقناع العالم بأنهم أصحاب الحق في المنطقة العربية، وخاصة بالأرض الفلسطينية عن طريق تزييف الحقائق وتزييف التراث لصالحهم.

وقال الأسطل لـ« فلسطين اليوم »:« العقلية الصهيونية عقلية خبيثة تصطاد بـ »الماء العكر« وتحاول استغلال الفرص مهما كانت جدوتها، وتقديم تلك الأكالات وتجييرها للتراث اليهودي تحمل في طياتها رسالة من الصهيونية مفادها أننا أصحاب الحق بالأرض الفلسطينية وماضينا تليد في هذه المنقطة وأكلاتنا وتراثنا الغذائي شاهد على ذلك ».

وأشار الأكاديمي الأسطل أن « اسرائيل » تسعى إلى جانب سرقة المأكولات سرقة الزي الفلسطيني (القمباز والثوب) وتسويقه على أنه تراث من الماضي اليهودي، مؤكداً أن تلك الهجمة والسياسية البشعة تتطلب وقفة مؤسساتية جادة وفعالة تدحض الأكاذيب اليهودية وتؤرخ وتؤرشف للتراث الفلسطيني وتعمل على نشره بالعالم".

د. الاسطل: المعركة التراثية مع الاحتلال حامية الوطيس ولا تقل خطورة عن احتلال الأرض ومطلوب إستراتيجية واضحة للتصدي لتلك السرقات

وطالب المؤسسات والحكومات العربية لتبني مشروع قومي عربي وإسلامي لحماية التراث الفلسطيني من الاندثار والتزييف وإبرازه للرأي العام العالمي عن طريق خطوات إبداعية جديدة، موضحاً أن المعركة التراثية مع الاحتلال حامية الوطيس ولا تقل خطورة عن احتلال الأرض وعن ما يجري يدور في فلك القضية الفلسطينية من ناحية سياسية ووجودية؛ داعياً الهيئات الدولية كاليونسكو للتصدي لتزييف التراث.



705

201504230156413