خبر « ونعتاد الغياب ».. قصة إبداع في عالم الكتابة

الساعة 09:09 م|27 مارس 2015

فلسطين اليوم

ونعتاد الغياب، قصة نجاح للكاتبة الشابة ابنة مدينة القدس فاطمة خليل، التي رصدنا نجاحها على رفوف المكتبات، ومواقع التواصل الاجتماعي وصفحات « الفيس بوك »، وعلى ألسنة طلبة جامعة بير زيت في.. القهوة والحب والغياب.

فاطمة خليل، التي سجلت أول نص لها وهي ابنة اثني عشر عاماً في الصف السادس، في ذلك الوقت لقيت تشجيع من أهلها وأسرة المدرسة على الاستمرار في الكتابة وتنمية موهبتها لكونها تحمل أسلوب مميز عن باقي قريناتها في حصة التعبير للغة العربية، ومن هنا ابتدأ المشوار.

« نعتاد الغياب » كتاب نصوص جاءت مواضيعه تحت أربعة أبواب،  وهي الرحيل، الاشتياق، الحب، وآخر فصل كان خربشات، عملت فاطمة على حفظ كل نص تكتبه لعل أملها يتحقق في نشر رواية أو كتاب نصوص.

ونصوص الكتاب هي عبارة عن تجميع لكتاباتها ما بين عام 2008 إلى 2013، ليكون حفل توقيع الكتاب في الثامن عشر من ديسمبر لعام 2014.
أوضحت الكاتبة خليل أنها لم تعتمد على الترتيب الرتيب، كما يفعل الكثيرون لحياة أي شخص، أن تبدأها بالحب وتنهيها بالرحيل، إذ أنها عملت على عكس المألوف.

للوهلة الأولى يظن الجميع بأن المقصود من الغياب، هو غياب حبيب وعاشق لمعشوقته ولكن، ليس كل عنوان يدل على المضمون.
« اسم الكتاب مستوحى من وفاة جدتي »، كما قالت خليل، عندما قابلناها في جامعة بير زيت، « جدتي التي كانت تعيش معنا بنفس البيت، وكانت أنفاسها وصوتها هو الباعث للحياة »، وعندما فارقت الحياة وغيابها طال، حتى طغى على كتاب نصوصي، فأسميته « ونعتاد الغياب ».
تتحدى المرأة الفلسطينية الكثير من المعيقات بمختلف نواحي الحياة اليومية، بل يتعدى التحدي أحياناً إلى القيام بنشاطات فردية لتتحول إلى إبداعات يسجلها التاريخ كبراءة اختراع.

ولكل نجاح ثمن، إلا أن حلاوة الفوز بالنجاح هو تخطي الصعوبات، ولأنه لا يوجد شخص لا يواجه صعوبات، كانت الصعوبات التي واجهت فاطمة هي اختيار العنوان المناسب لكتاب نصوصها، إلا أنها تخطت هذا الأمر من استحياء هذا الاسم من فقدان عزيز عليها « جدتها ».
ولكن المشكلة الأكبر في نظر الكاتبة كانت هو في نشر الكتاب في ظل غياب الاهتمام في الكتابة والكتاب في فلسطين بشكل عام.
شعرت الكاتبة بالتوهان، لأنها التجربة الأولى لها في عالم النشر، وأنها مستغلة من دور النشر على حد تعبيرها، إذا انه طُلب منها مبلغ مادي كبير مقابل نشره، ولكن بعد مساعدة زميل لها في الكتابة، نُشر « ونعتاد الغياب » في فلسطين، لتصل إلى مشكلة ما بعد النشر وهي حفل توقيع الكتاب في المكتبات المنتشرة في فلسطين، وهذا الأمر كان يؤرق بالي، بسبب صعوبة التنقل بين المدن لاسيما الدخول والخروج للمدينة التي أقطنها وهي القدس.

« الكثير من القهوة والقراءة لساعات عدة، والكتابة كفيلة بقتلك وإعادة إحيائك مرةً أخرى، نحن لا نحيا حين نكون على قيد الحياة، وإنما نحيا حين نكون على قيد الحب »

هذه إحدى الاقتباسات من كتابها، الذي زين رفوف المكتبات وبسطات الكتب في فلسطين والأردن.

الكتابة هي هواية وموهبة من الله، ولكن كل شخص يعمل على تنمية موهبته أو قتلها، وعملت على تنميتها بالقراءة المستمرة لأدباء وكتاب قديمي النشأة وحديثي الطور، هذه إجابتها لسؤالي: هل الكتابة موهبة أم صناعة؟

وتابعت عن الكتابة، « نحن لا نكتب لدفن خيبتنا، لا نكتب لقتل خسارتنا، نكتب لنقتل أنفسنا داخل أنفسنا ونحيها من جديد، وحدها الكتابة تبقينا على قيد الحياة ».
وطالبت خليل المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني، بتسليط الضوء على القراءة والكتابة بشكل أكبر مما هو موجود داخل مدارسنا وجامعاتنا والمجتمع بشكل عام.
وعبرت عن استيائها لأنه لا يوجد دورات متخصصة في تنمية موهبة الكتابة لدى حديثي النشأة في عالم الكتابة.

وأضافت "انه يجب على الجميع أن يتمسكوا  بالقراءة، لأننا أمة اقرأ، والقراءة تكون خارج نطاقهم العلمي والتخصصي، ليطورا مخزونهم الثقافي.
ونصحت الجميع باختيار مادتهم التي يريد أن يقرأوها بعناية، لأنها إذا لم تضف لهم فكرة، وتعمل على تطوير أسلوبهم، فكانت قراءتهم مضيعة للوقت.