خبر 30 طفل فلسطيني يثيرون خوف « اسرائيل »

الساعة 05:53 م|01 فبراير 2015

فلسطين اليوم

كانت بارقة أمل لآبائهم لنيل الحرية، و خصوصاً انها الأولى في تاريخ حركات التحرر، و أداة أخرى من أدوات الكفاح لنيل ما سلبه الاحتلال من حقوق مشروعة، فكانت مواجهة إنسانية مع الاحتلال الذي يحرم الأسرى من حقهم الطبيعي بالإنجاب ، إنها عملية « تهرب النطف » من داخل المعتقلات، التي وجد الأسرى المتزوجين فيها ملاذهم لاختصار الوقت على أنفسهم و على زوجاتهم و الإنجاب رغم القيود و طول حكم الاعتقال.

و كعادته يحاول الاحتلال سرقة أحلام الفلسطينيين بشكل عام، و الأسرى على وجه الخصوص، فقد وضع الاحتلال العراقيل أمام تسجيل هؤلاء الأطفال الذين أنجبوا عبر « عمليات الإخصاب »، و لم يعترف بهم، بل و إضافة لذلك يرفض السماح لمعظم هؤلاء الأطفال بزيارة آبائهم في المعتقلات، في محاولة يائسة لتبديد فرحة ذويهم بهم،  تعاقب الأسرى وتعطل إنجابهم في حين تعمل من اجل تقييد مستقبل من يولد بهذه الطريقة

زوجة الأسير فهمي أبو صلاح، من بلدة بيت حانون في غزة، التي أنجبت طفلها « اسعد » عن طريق تهريب نطفة من زوجها الأسير، من داخل سجن ريمون، حيث يقضي حكماً مدته 22عاماً، قالت: « إن الاحتلال ما زال يرفض السماح لطفلها بزيارة والده في السجن، بدعوى انه غير معترف به ».

و أوضحت في حديث لـــ وكالة فلسطين اليوم الإخبارية  أنها تقوم بزيارة زوجها ضمن الزيارات التي يسمح بها الاحتلال لذوي الأسرى من قطاع غزة بين الحين و الآخر، إلا انه لم يسمح لابنها بالزيارة حتى الآن.

و أشارت إلى أنه تم استخراج شهادة ميلاد لطفلها « اسعد » من دائرة الأحوال المدنية في قطاع غزة، رغم أن الاحتلال كان يرفض ذلك.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الأسير فهمي أبو صلاح في شباط 2008 بعد مداهمة منزله المجاور للمناطق الحدودية شمال قطاع غزة وحكمت عليه بالسجن 22 عامًا. 

من ناحيته قال  مدير دائرة الإحصاء بهيئة شؤون الأسرى والمحررين وعضو اللجنة المكلفة بإدارة مكتب الهيئة في قطاع غزة، عبد الناصر عوني فروانة بأن الاحتلال ماطل فيما يتعلق بمنح أطفال « النطف المهربة » شهادات الميلاد، إلا أنه أكد بأن الموضوع في طريقه للحل.

و أوضح في حديث لــ وكالة فلسطين اليوم الإخبارية« ، إنه تم إصدار شهادات ميلاد لحالتين في غزة، و أن الأمور في الضفة تسير نحو إصدار شهادات وذلك بعدما أصبحت »عملية الإنجاب« عن طريق »الإخصاب« منتشرة وارتفع العدد وباتت تشكل ظاهرة، و ثورة إنسانية لأجل الحياة،  وإبداع آخر من إبداعات الأسرى.

و أشار إلى أن »إسرائيل« اتخذت إجراءات مشددة وعقوبات كثيرة بحق الأسير وزوجته وعائلته وحتى الأطفال الجدد، بهدف الانتقام منهم والحد من هذه الظاهرة الآخذة بالتنامي في السجون، ومنعتهم من الزيارة في سياق الإجراءات العقابية وحرمان الآباء من رؤية أبنائهم (المواليد الجدد).

و لفت إلى أن »إسرائيل« تصر وكعادتها على مصادرة أبسط الحقوق الممنوحة والمكفولة للأطفال، مشيراً إلى أن هناك جهوداً تبذل في هذا الجانب، حيث انتزعنا حق الزيارة لأحد الأسرى من عائلة الريماوي أواخر العام المنصرم بعد جهود قانونية.

و حذر من أن »إسرائيل« ربما تضع عراقيل أيضا أمام  سفر هؤلاء الأطفال أو لربما أمام تنقلهم داخل المدن الضفة، مشيراً إلى أن هذه مشكلة تحتاج الى علاج.

و قال: »في الوقت الذي ندعم ونساند ونشجع عمليات تهريب النطف المنوية من داخل السجون، باعتبارها إبداع جديد وانتصار مستحق. فإننا يجب أن نبذل قصارى جهودنا لمعالجة ما يترتب على ذلك من إجراءات إسرائيلية بحقهم ويجب العمل على إزالة كافة التبعات والآثار السلبية لتلك الإجراءات الإسرائيلية القمعية« .

و شدد فروانة على أن هذه الظاهرة مقلقة بالنسبة لادارة السجون، فيما تشكل انتصارا بالنسبة للأسرى وذويهم ومن يقف معهم، وبالتالي فقد اشتد الصراع فيما بين الإرادتين، موضحاً بأن »إسرائيل" لا تملك سوى إرادة الباطل المجسدة بالقمع والتنكيل والإجراءات العقابية، والأسرى وذويهم يملكون إرادة الحق متمثلة بالإصرار على مواصلة ثورة الحياة والمضي قدما نحو تسجيل مزيد من الانتصارات.

و يذكر أن سلطات الاحتلال تشدد في الاونة الأخيرة من سياسة التفتيش لذوي الأسرى اثناء الزيارة، خوفاً من عمليات تهريب لنطف أخرى.

فروانة أكد بأن تلك الاجراءات المشددة والعقوبات الكثيرة لن توقف هذه الظاهرة ولن تحد منها، و أن الأسرى ماضون، لافتاً أن  الظاهرة تتسع وتنتشر. ولكن علينا ألا نتركهم وحدهم، لافتاً الى أن الجهود في تذليل العقبات عامل مهم في مسيرة استمرارها من عدمه.

و يشار إلى أنَّ عدد الأطفال الذين تم إنجابهم بهذه الطريقة بلغ 30 طفلاً، ثلاثة منهم في قطاع غزة والباقي في مدن الضفة الغربية، وفي غالب تلك الولادات يرزق الأسير بتوأم من المواليد.