خبر الاحتلال يشدد قبضته في محاولة لإخماد هبة القدس

الساعة 07:06 م|24 أكتوبر 2014

وكالات

استعان الاحتلال الإسرائيلي بالمئات من عناصر الشرطة والوحدات الخاصة السرية وطائرة مروحية وبالونات مراقبة وتصوير؛ في محاولة لإخماد هبة مواطني القدس الشرقية المحتلة، ومع ذلك فقد استمرت المواجهات في المدينة التي بدت أحياؤها، أمس، وكأنها احتلت من جديد.

وانتشرت دوريات شرطة الاحتلال الإسرائيلي في شوارع الأحياء الفلسطينية في المدينة، وخاصة في ساعات الليل، وعمدت إلى توقيف السيارات الفلسطينية خاصة في المناطق المحيطة بالبلدة القديمة.

واستخدمت الشرطة الصهيونية بالون مراقبة في منطقة شعفاط لمتابعة المناطق التي يمر منها القطار الخفيف، وخاصة في بلدة شعفاط، في ظل استمرار حوادث رشقه بالحجارة.

وألقى شبان فلسطينيون في أحياء سلوان والعيساوية ورأس العامود والصوانة والطور ووادي الجوز ومخيم شعفاط وبيت حنينا الحجارة على قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأعلنت شرطة الاحتلال إصابة سائق حافلة صهيونية بجروح طفيفة في رجله بعد رشق حافلتين إسرائيليتين بالحجارة في منطقة الكنيسة الجثمانية.

وأغلقت قوات الاحتلال المدخل الغربي لبلدة العيساوية بالكتل الإسمنتية؛ ما أدى إلى وقوع اشتباكات فيها بين الشبان وقوات الاحتلال.

وجاء هذا الانتشار بعد ساعات من استشهاد عبد الرحمن الشلودي (20 عاماً) من سكان بلدة سلوان، برصاص مستوطنين بعد اتهامه بتعمد دهس إسرائيليين بسيارته في محطة توقف للقطار الخفيف في حي الشيخ جراح في المدينة؛ ما أدى إلى مقتل طفلة وجرح 8 إسرائيليين آخرين.

ولكن مصادر محلية قالت إن الشلودي لم يتمكن من السيطرة على سيارته قبل وقوع الحادث، مشيرين بالاستناد إلى مقاطع فيديو تم تداولها بين مستوطنين إلى أنه استشهد بدم بارد بعد إطلاق عدة رصاصات عليه، حيث ظهر في أحد الأشرطة مستوطن وهو يصوب مسدساً باتجاه رأسه وهو ملقى على الأرض بعد إصابته.

وسادت حالة من التوتر الشديد أنحاء بلدة سلوان بانتظار معرفة موعد تشييع جثمانه.

وأعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أنها شرعت بتطبيق خطة جديدة لوقف حوادث رشق الحجارة تشمل "أجهزة تكنولوجية متطورة وبالونات مراقبة وتصوير لرصد الأحداث، فضلاً عن نشر وحدات سرية خاصة".

وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أوعز إلى الشرطة بتعزيز وجودها في القدس المحتلة، فيما قال قائد هيئة العمليات في الشرطة الإسرائيلية أهارون أكسول إن "الشرطة ستضرب المشاغبين في القدس بيد من حديد" متوقعاً "استعادة الهدوء فيها خلال فترة قصيرة".

ويقول فلسطينيون إن الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في القدس والمسجد الأقصى زادت من الاحتقان في المدينة، ما فجر حوادث رشق الحجارة.

وقال محللون إسرائيليون إنهم يخشون اتساع رقعة الانتفاضة في القدس المحتلة لتصل إلى الضفة الغربية، داعين إلى سرعة إخمادها في المدينة المقدسة.

بينما أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في حديث للصحافيين أن نتنياهو يتعمد تجاهل تصرفات "إسرائيل" المستفزة في الجزء المحتل من المدينة المقدسة.

وقال: "هذا الرجل، عندما ينظر إلى المرآة... عليه أن يعلم من المسؤول عن وضع الفلسطينيين والإسرائيليين المزري وتصعيد العنف".

وأضاف "إنه يزرع بذور اليأس".

وعدا الرضيعة التي توفيت إثر نقلها للمستشفى ودفنت مساء الأربعاء في القدس، أصيب سبعة أشخاص في الهجوم، اثنان منهم جروحهما خطرة.

وأعلنت شرطة الاحتلال أمس، في بيان أن "شرطة القدس تؤكد أنها ستتبع سياسة عدم التساهل إطلاقاً حيال أي أعمال عنف وستوقف أي شخص متورط في أي إخلال بالنظام العام".

وقال المتحدث باسم شرطة الاحتلال ميكي روزنفيلد لوكالة فرانس برس: "على المستوى العملاني وطبقاً لما تقرر بعد الاعتداء مباشرة، تم تعزيز قوات الأمن وخصوصاً حرس الحدود ووحدات الدوريات الخاصة والوحدات الخاصة للتعامل مع الاضطرابات".

وأضاف: إن "هذه القوات عملانية منذ صباح الخميس ولا سيما في القطاعات المتوترة" مثل وادي الجوز والعيساوية وحي سلوان.

وتابع: إن الشرطة تطبق دون إبطاء خطة عامة تقررت في مواجهة تزايد الصدامات في القدس المحتلة ولكنها ستنفذ تدريجياً، موضحاً أن هذه الخطة تجمع بين الوسائل التقنية والبشرية بما في ذلك الاستخبارات "لوضع حد للحوادث الجارية".

وقال روزنفيلد إنه جرت "بعض الاعتقالات" ليلاً.

واندلعت اشتباكات عنيفة، ليل الأربعاء الخميس، في أحياء عدة في القدس المحتلة منها سلوان والعيسوية والطور ورأس العمود.

وتم إلقاء الحجارة على خط القطار الخفيف في حي شعفاط الفلسطيني دون وقوع إصابات.

وحول تفاصيل الهجوم، أظهر شريط فيديو نشر على الإنترنت سيارة رمادية اللون عند تقاطع على جادة رئيسة في القدس الشرقية قرب المقر العام للشرطة وقد صعدت إلى ممر يستخدمه المشاة بين الطريق وسكة الترامواي.

وفي موقع الهجوم بدت السيارة وقد ارتطمت بعنف بعمود وتطاير زجاجها وقسمها الأمامي مدمر بالكامل؛ ما يشير إلى عنف الصدمة.

وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن عبد الرحمن الشلودي عضو في حركة حماس.

وكان الشاب الفلسطيني خرج قبل فترة قصيرة من سجن إسرائيلي حيث أمضى عقوبة السجن 18 شهراً، بحسب أفراد أسرته.

وهو قريب أحد مصنعي قنابل حماس محي الدين شريف الذي قتل في رام الله في ظروف غامضة في 1998.

وعلى صفحته على فيسبوك نشرت صور علقت في الحي للاحتفال بخروجه من السجن وتظهره في صورة مركبة مع عمه وأحمد ياسين مؤسس حماس الذي اغتالته "إسرائيل" في 2004 في قطاع غزة.

وتأجج التوتر الدائم في القدس المحتلة في الأشهر الأخيرة بسبب سلسلة أحداث بلغت أوجها إبان الحرب على قطاع غزة. وتشهد بعض أحياء المدينة مواجهات شبه يومية بين الفلسطينيين وشرطةالاحتلال الإسرائيلي.

وشهدت القدس في 4 آب في أوج الحرب على غزة، أول هجوم دام منذ أكثر من ثلاث سنوات حين صدم شاب فلسطيني جرافة يقودها بحافلة؛ ما أدى إلى مقتل يهودي متطرف وإصابة خمسة آخرين بحسب الشرطة.

واحتج أقارب الفلسطيني على هذه الرواية الإسرائيلية.

وقالت ماري هارف المتحدثة المساعدة باسم الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة "قلقة" وتحث "كافة الأطراف على ضبط النفس والحفاظ على الهدوء".

من ناحيته، أكد رئيس بلدية القدس الصهيوني نير بركات أنه لا يوجد أي خيار سوى نشر قوات معززة من الشرطة في الأحياء الفلسطينية لإعادة الهدوء.

وقال في بيان "الوضع في القدس المحتلة لا يحتمل.. ويجب علينا نشر قوات الشرطة في الأحياء التي تشهد اضطرابات لتحقيق الاستقرار فيها".