خبر وفاة رئيس تحرير الواشنطن بوست بن برادلي عن 93 عاما

الساعة 12:00 م|22 أكتوبر 2014

وكالات

نعت صحيفة الواشنطن بوست بنجامين سي. برادلي الذي رأس تحريرها لمدة 26 عاما وقادها مسيرة تحولها الى إحدى كبريات الصحف الريادية في العام والذي توفي الثلاثاء في منزله عن عمر يناهز 93 عاما.

وقالت الصحيفة، منذ ترأسه صالة التحرير عام 1965 سعى برادلي الى خلق صالة تحرير تتجاوز النموذج التقليدي لصحيفة العاصمة. ولتحقيق هذا الهدف، دمج القصص الإخبارية الملزمة على قاعدة التقارير العدوانية مع القطع المتميزة مثل تلك التي كانت مرتبطة في السابق مع أفضل المجلات، حيث ساعده سحره وموهبته القيادية على تجنيد والهام طاقم موهوب جعله في النهاية من أكثر محرري الصحف شهرة في عهده.

وذكرت الصحيفة أن أكثر القصص الحاحا في فترة برادلي، هي التي تركت بالتأكيد آثارا عظيمة، وتمثلت بفضيحة ووترغيب السياسية التي كشفتها الصحيفة وأدت في النهاية الى استقالة رئيس في تاريخ الولايات المتحدة. وأضافت بأن أهم قرار اتخذه برادلي بالتعاون مع ناشرة الصحيفة كاثرين غراهام، نشر قصص مستندة الى أوراق البنتاغون تتضمن التاريخ السري لوزارة الدفاع الأميركية أثناء حرب فيتنام. وحينها لجأت إدارة الرئيس نيكسون الى القضاء لمنع نشرها، بيد أن المحكمة العليا الأميركية أيدت قرار الواشنطن بوست والنيويورك تايمز والبوست على نشرها.

وقال الصحفي وارد جست الذي أوفده برادلي لتغطية حرب فييتنام في أعوام 1966 - 1967، "من الصعب وصف القوة الكاملة لشخصيته لأشخاص لا يعرفونه، لكنه أحد الأشخاص الذي يمكن أن تضحي بحياتك من أجله."

وبدوره، نعى الرئيس باراك أوباما برادلي من خلال الإشادة بتركته، حيث قال: "بالنسبة الى بنجامين برادلي، الصحافة كانت تمثل أكثر من مجرد مهنة، فتركته مثلت العمل الجيد للجمهور والهام لديمقراطيتنا. فهو صحفي حقيقي حول الواشنطن بوست الى إحدى أفضل الصحف في البلاد. ومع تربعه على القمة، قاد جيشا متناميا من الصحفيين في نشر أوراق البنتاغون وفضح ووترغيت ونشر قصصا كانت بحاجة الى أن تنشر، وساهمت في فهم عالمنا وفي فهم كل منا للآخر بشكل أفضل. والمعيار الذي أنشأه هو النزاهة والموضوعية والتقارير الدقيقة، كما ساعد الكثيرين على دخول معترك المهنة. وبسبب هذا المعيار، قمنا في العام الماضي بتكريمه بوسام الحرية. واليوم، نحن نفكر ونصلي من أجل عائلته وكل من حالفهم الحظ بالمشاركة في الحياة الحقيقية."

ونوهت الصحيفة أن توزيعها تضاعف بينما كان برادلي مسؤولا عن غرفة الأخبار، بداية عندما كان يشغل منصب رئيس التحرير وبعدها عندما شغل منصب المحرر التنفيذي. كما تضاعف في ذات الوقت عديد الموظفين، ووهب الصحيفة الطموح.

وكان برادلي نشر المراسلين في أصقاع المعمورة وفتح المكاتب في أنحاء واشنطن وعلى امتداد السواحل الأميركية وخلق الملامح والأقسام وبخاصة الأسلوب، الذي يعتبر أحد الابتكارات التي يفتخر بها والتي قام الآخرون بتقليدها.

وفي عهده، فازت الصحيفة بأربعة جوائز بوليتزر، وفازت بـ 17 أخرى وبضمنها جائزة خدمة الجمهور بسبب كشفها فضيحة ووترغيت.

وقال ناشر الواشنطن بوست دونالد غراهام، الذي خلف والدته في هذا المنصب، أن "بن برادلي هو أفضل محرر صحيفة أميركي وكان له أكبر الأثر على الصحيفة من أي محرر حالي،" وكان غراهام قد قال عام 1994 عندما تقاعد برادلي أن الكثير من الواشنطن بوست هو حقيقة صورة عن برادلي.

أما خليفة برادلي في منصب المحرر التنفيذي ليونارد دوني، فقد قال أن الكثير من تأثيره بقي حيا لفترة طويلة بعد تقاعده مما ميز الصحيفة وغرفة الأخبار في الإعلام.

وختمت الصحيفة بالقول أن التكتيك البسيط لبن برادلي في العمل ينص على توظيف أشخاص أكثر ذكاء وتشجعهم على الإنطلاق.