تقرير العناق بغزة لم يقنع الضفة..!

الساعة 08:36 ص|23 ابريل 2014

رام الله -خاص

بالرغم من الجدية التي بدت على وجوه المجتمعين يوم أمس في منزل إسماعيل هنية، رئيس حكومة القطاع من حركته و حركة فتح وباقي الفصائل الفلسطينية، إلا أن هذه الجدية لم تقنع الشارع الفلسطيني بحتمية إتمام المصالحة، وإنهاء الإنقسام المستمر منذ سبع سنوات كاملة.

و بدى الحديث عن الأخوة و المصالحة وضرورة تطبيق الإتفاقيات الموقعة بين الطرفين في السابق، من إتفاق القاهرة و الدوحة و صنعاء ومكة، كمن يطحن الهواء لكثيرين ممن تابع الخطابات التي بثت على الهواء مباشرة عبر شاشات التلفزة الفلسطينية و العربية أيضا.

يقول المواطن عبد الهادي عزام، من مدينة نابلس أن ما يجري مسرحية جديدة لإيهام الشعب بإن هناك مصالحة ولكن في الواقع الأمر يبدو كمن يريد أن يرسل رسائل لإسرائيل بأن لدينا ورقة ضغط في الصمالحة نستخدمها في حال أغلقت طريق المفاوضات.

و تابع عزام "42" عاما:" لا نسمع بالمصالحة إلا بعد أن تتعثر المفاوضات مع إسرائيل، وفيما سوى ذلك لا أحد يتحدث أو يسعى لإنهاء هذا الإنقسام الذي تكرس خلال هذه السنوات ".

وقال أنه وفي أحسن الأحوال سيتم الإتفاق على "إدارة الإنقسام" بين الطرفين و إبقاء الوضع على ما هو عليه، وأن يبقي كل من الطرفين على المصالح و المكاسب التي وصلوا لها من خلال هذه الإنقسام.

ويرى البعض أن المصالحة الحقيقة لا تكون عبر شاشات التلفزة، وإنما أعمالا على الأرض، وخاصة فيما يتعلق بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين من حماس في الضفة الغربية، ووقف ملاحقتهم على خلفية إنتمائهم للحركة.

تقول والدة أحد المعتقلين، وهو طالب في الجامعة و أعتقل لأكثر من خمس مرات لدى جهاز المخابرات في مدينة نابلس على خلفية نشاطات للكتلة الإسلامية في جامعته:" عندما يخرج أبني و تتوقف الأجهزة الأمنية عن إعتقاله و أستدعاءه أقتنع أن هناك مصالحة".

وبحسب الوالدة، فإن أبنها و هو في السنة الثالثة في الجامعة، يعاني كما العشرات من قضية الإعتقال السياسي على خلفية الإنقسام الذي جعل الأجهزة الأمنية تلاحقهم بإستمرار و تعتقلهم بدون أي سبب يذكر.

من جهته أبدى قيس عمر من مدينة قلقيلية عدم تفاؤله بهذه اللقاءات، وقال أنها حلقة من مسلسل استغباء الشارع الفلسطيني لكسب كل جهة منهم مصالح شخصية، فحركة فتح و السلطة الفلسطينية تسعى للضغط على الجانب الإسرائيلي، بإن لها بديلا عن المفاوضات.

و في المقابل، كما يقول عمر، تسعى حماس لتحسين صورتها و ترتيب أمورها الداخلية و خاصة بعد تراجع علاقتها مع مصر، وهذا ما كان واضحا في التركيز على الرعاية المصرية للإتفاق و المصالحة.

وتابع:" ما شاهدناه على شاشات التلفاز يوم أمس من عناق وتفاؤل ما هي إلا محاولات من الجانبين بإيصال رسائل إعلامية بإن المصالحة أكيدة، ولكن النتيجة بالنهاية واحدة.

دكتور الشريعة في جامعة النجاح الوطنية محسن الخالدي قال أن الجميع يأمل بالمصالحة ولكن الواقع على أرض الواقع ليست مبشرة نهائيا، وخاصة في ظل تضارب الأيدلوجيات و اللاءات التي رفعها كل طرف قبل أن يذهب للقاء.

وتابع:" الخالدي:" أعتقد أن وسائل الإعلام تحاول تضخيم الأمر وأننا قاب قوسين أو أدنى من المصالحة، ولكن على أرض الواقع لم يتغير شئ وخاصة في الضفة، فالتضييق على الحريات و الإعتقالات و مظاهر الإنقسام لا تزال موجودة".