خبر لا يكفي أن نكون محقين- يديعوت

الساعة 09:27 ص|24 يناير 2011

لا يكفي أن نكون محقين- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

تنفس الصعداء الذي أبداه أمس في القدس بنيامين نتنياهو، باراك وآخرون، كان يمكن ان نسمعه أيضا في سفوح جبال كيلمنغارو. نحيا نحن! حضرة قاضي العليا يعقوب تيركل ورفاقه في اللجنة، بمن فيهم الشخصيتان الاجنبيتان والمحترمتان، قرروا بالاجماع بان الجيش الاسرائيلي، أي جنود الوحدة البحرية 13 وقادتها، تصرفوا على نحو فهيم وسليم حين منعوا "مرمرة" التركية من الوصول الى بوابات غزة. لم يعثر على أي خلل في سلوك الجنود وقادتهم – والان نحن مرتاحون. تلقينا "شهادة حسن سلوك" على الاقل من قبل أنفسنا.

وفقط ولد واحد صغير، مثلما في قصة "ملابس الملك الجديدة" سأل أمس بصوت عال: اذا كان كل شيء جيد – فلماذا كل شيء سيء بهذا القدر؟ وبكلمات الولد اياه: الملك عارٍ.

منعا لسوء الفهم: لم يكن لدينا شك، حتى ولا للحظة واحدة، بان جنود الجيش الاسرائيلي تصرفوا كما ينبغي وخاطروا بحياتهم امام عصبة رجال الارهاب الاتراك، المشاغبين والزعران. لم يكن لدينا شك، ولا حتى للحظة واحدة، في اخلاقيات المقاتلين، في القيم الانسانية، في المزايا العديد لمقاتلي الجيش الاسرائيلي في كل الازمنة. قليلة الجيوش في العالم، اذا كانت توجد مثل هذه على الاطلاق، كانت ستتصرف مثلما تصرف جنود الوحدة البحرية 13. في أماكن اخرى كانوا سيذبحون الاتراك دون أن يرف لهم جفن.

وعليه فاذا كنا نحن أخلاقيين جدا وتصرفنا على نحو سليم – وهذه هي الحقيقة  في صميمها – فلماذا خرجت اسرائيل بصعوبة من موضوع الاسطول الى غزة؟ لماذا؟

منذ سنين ودولة اسرائيل لم تعاني ضررا سياسيا واعلاميا مثلما عانت من الاسطول اللعين هذا. تكاد تكون كل العالم نزلت الى حياتنا، قاطعتنا، وصفتنا بالوان اسود من السواد. وعليه فاذا كان كل شيء جيد لنا في تقرير تيركل، فلماذا سيء بهذا القدر؟

بعد أن نحيل كل الادعاءات الى اللاسامية وكراهية اليهود واسرائيل، سيبقى فقط سؤال واحد لم يجب تقرير تيركل عليه، كونه لم يكن مطالبا بان يتناوله: لماذا، على الاطلاق، كانت حاجة الى أن نوقف بالقوة هذا الاسطول؟ فقد حفر الاتراك حفرة ونحن وقعنا فيها. لماذا إذن خدمنا أهدافهم حسب السيناريو الذي كتبوه مسبقا؟

ليس صدفة اننا نطرح هذا السؤال: في عهد حكومة اولمرت، في 2008، كان اسطولان حاولا الوصول الى مياه غزة؟ أنتم تقولون: لم يكونا! لانكم لم تسمعوا عنهما، لم تقرأوا عنهما في الصحف. ونحن نقول: كانا بل وكانا! لم تسمعوا عنهما؟ لم يكن فيهما ضربات وطلقات؟ وذلك لان رئيس الوزراء ايهود اولمرت، أمر بادخال هاتين السفينتين الى غزة. هو ها، ماذا جرى؟ لا شيء. السفينتان جلبتا البيجامات للسكان، مسحوق التفاح، وصلتا، رستا، انزلتا حمولتيهما وعادتا الى الديار. لم تقرأوا عن هاتين السفينتين، حتى ولا في الصفحة 19، قرب صفحة "مناوبات الصيدليات".

تقرير تيركل أمس يصف عمل المقاتلين ويثني عليه، وعن حق. لم تفحص في اللجنة عملية اتخاذ القرارات والسؤال: لا يوجد سلاح على السفينة، فمن يهمه انها تترنح على الامواج الى غزة؟

دولة اسرائيل خسرت جدا في المعركة السياسية والاعلامية في أعقاب الاسطول التركي، ولا يمكن لاي تقرير ان يغطي عورتها. يعيش الجيش الاسرائيلي، يعيش، يعيش، يعيش. والقيادة السياسية يجدر بها ان تطل احيانا من نوافذ سيارتها الى الخارج لترى اليافطات على جانبي الطرق: "لا تكن محقا – كن حكيما". نحن بلا ريب محقون. أما حكماء؟ فمشكوك فيه.