خبر الخوف على الدوام هو الأساس-هآرتس

الساعة 08:57 ص|23 يناير 2011

الخوف على الدوام هو الأساس-هآرتس

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: الدول الكبرى في العالم لا تعمل في احباط المشروع الذري الايراني بسبب التعجل الاسرائيلي أو الخوف الاسرائيلي. فلتطمئن اسرائيل الى ان الضغط الدولي باقٍ حتى من غير ان تسلك هي سلوكا ما - المصدر).

        الخوف من الهجران يمسك بخناق اسرائيل. فعلى نحو مفاجيء يتغلغل في وعيها معرفة ان التهديد الايراني يبتعد وان الخيار العسكري الحبيب الذي منح ثقة كبيرة جدا الى الآن يتلاشى. كيف تستطيع الدولة الاستمرار في الوجود بلا تهديد مباشر وبلا خيار عسكري؟.

        ليس المذنب في هذه الخسارة سوى رئيس الموساد التارك عمله مئير دغان. فالشخص الذي بدأ المعركة على ايران منح دولة اسرائيل فجأة مهلة اربع سنين. فلا يوجد فناء محقق غدا أو هذه السنة بسبب قنبلة ايرانية بل تأجيل مقلق. والمفارقة ان منتقدي دغان الذين انتشوا بنجاح غرس الفيروس في المنشآت الذرية – بحسب مصادر اجنبية – وبتأخير تطوير القنبلة، يقلقهم النجاح الآن. ولا يكفي هذا فقد تبين ان قضية اراضي رئيس الاركان التالي قد تشوش على الخيار العسكري. فاذا تم اتهام يوآف غالنت، والعياذ بالله، بالفساد فمن سيقود الهجوم على ايران؟ ان الدولة العديمة التهديدات ورئيس الاركان حكمها الموت كما تعلمون.

        يمكن اذا قبل كل شيء تنفس الصعداء وشرب الماء لانه يوجد ما يكفي من التهديدات. فاذا لم تكن القنبلة الذرية تنتظرنا وراء الركن فما زال عندنا حزب الله وحماس والاسلام المتطرف وكتف امريكا الباردة والقطيعة مع تركيا والعنصرية المتغلغلة.

        ويمكن الاطمئنان ايضا من خوف ألا تسارع القوى الكبرى – على أثر كلام دغان – للضغط على ايران، لان اسرائيل وهي المشرعة العالمية في شأن التهديد الايراني قد منحت مهلة. هذا تصور مضلل وخطِر. فقد أدركت اسرائيل نفسها سريعا جدا ان احتكار مكافحة ايران سيف ذو حدين. فهو يعلق استعداد دول العالم لصد ايران بسياسة اسرائيل في المناطق خاصة وبمكانتها الاخلاقية عامة. فعلى سبيل المثال عندما رفضت اسرائيل طلب تجميد البناء في المستوطنات لم تُر معوقة للمسار السياسي فقط بل صادة عن بناء الجبهة العربية في مجابهة ايران.

        يتبين ان اسرائيل لم تتأثر بهذه الدعوى. كان يمكن ان نزعم على نحو غوغائي ان المستوطنات أهم عندها من الذرة الايرانية وبهذا تحبط بيديها تجنيد العالم نفسه في مجابهة ايران. لكن الحقيقة انه لا توجد علاقة في الحقيقة بين سياسة ايران الذرية وسياسة اسرائيل في المناطق. وفي الواقع لا توجد دولة عربية واحدة تبنت خيار "القنبلة الاسلامية" الايراني. فالقطيعة بين أكثر الدول العربية وبين ايران عميقة جدا والخوف من هيمنة سياسية ايرانية رادع جدا، الى درجة ان الدول العربية انشأت حلفا معاديا لايران دونما صلة بسياسة اسرائيل في المناطق. واذا كانت الدول العربية ترغب باتخاذ سلاح ذري فقد منحتها اسرائيل في الماضي سببا أقرب من ايران. وفي واقع الامر لا توجد اليوم دولة في العالم، ربما عدا كوريا الشمالية، مستعدة لمنح تطوير السلاح الذري في ايران الشرعية.

        فُرضت عقوبات على ايران قبل أن تهب اسرائيل لمعالجة القضية الذرية بكثير. بدأ تصور تهديد ايران قريبا من الثورة الاسلامية، ولم يتم شملها في قائمة الدول التي تساعد الارهاب تكريما لاسرائيل. في الثلاثين سنة التي مرت فُرضت على ايران عقوبات شديدة كانت ترمي الى المس بقدرتها على تخصيب اليورانيوم وباعثها على فعل ذلك ولم تكن اسرائيل مشاركة في أكثرها.

        لم ينبع تعجل فرض عقوبات أكثر صرامة في السنتين الاخيرتين من أن التهديد لاسرائيل زاد بل من تقدير ان الزمن قصير. اذا كانت العقوبات الاخيرة – تحت السطح – نتيجة خوف القوى الكبرى من مهاجمة اسرائيل لايران فان هذا الخوف ما يزال موجودا. ان حربا جديدة في الشرق الاوسط ما تزال خيارا اسرائيليا. لكن يُحتاج الى أكثر من الحمق لاعتقاد ان اسرائيل هي التي تدفع دول العالم على ايران.

        ان التقديرات الاستخبارية هي دائما موضوع مختلف فيه ولا توجد أي معلومات استخبارية منيعة في وجه اخطاء عامة. لم يُبعد دغان التهديد بل قدّر من جديد المدة المطلوبة لتحقيقه. فاذا كان هذا التقدير الجديد صحيحا، فانه يمنح الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية على ايران مجالا حيويا آخر، أو سياسة تُبطل باعثها على تطوير سلاح ذري.