خبر عربة الـ«بوعزيزي» ليست للبيع!

الساعة 08:22 ص|23 يناير 2011

عربة الـ«بوعزيزي» ليست للبيع!

فلسطين اليوم- وكالات

قال سالم البوعزيزي إنّ عربة أخيه محمد، الذي أضرم النار في جسده فوقها في كانون الأول الماضي، مشعِلاً «ثورة الياسمين» التي أطاحت نظام بن علي، «ليست للبيع». وأكد سالم، 30 عاماً، وهو يعمل نجاراً، أنه رفض عرضاً من رجلَي أعمال خليجيين للتخلي عن عربة شقيقه، مقابل مبلغ يساوي قيمتها عشرات المرات.

 

وأوضح سالم أمس «لقد اتصل بي رجلَا أعمال، أحدهما من السعودية، والثاني من اليمن، عرض عليّ اليمني عشرة آلاف يورو للتخلي عن عربة بيع الفواكه، التي كان يعمل عليها المرحوم أخي، لكنّني لن أبيعها أبداً».

وعاد سالم البوعزيزي ليوضح أنه تلقى عرضاً من شخص يمني آخر للتخلي عن العربة لقاء 20 ألف دولار، مشيراً الى أنه لا يفقه شيئاً في تحويل العملات الأجنبية. وقال «ظننت أنّ 20 ألف دولار تساوي 10 آلاف يورو، أنا لا أعرف إلّا الدينار التونسي».

وعن العرض السعودي قال سالم «لم أترك لصاحبه الفرصة لعرض أيّ مبلغ، إذ حالما قال إنه يريد شراء العربة، أغلقت الخط في وجهه من شدة الغضب». وأضاف «مستحيل أن أبيع العربة، ليفهم الجميع أنها ليست للبيع، أريد أن أحتفظ بها كذكرى من أخي».

في المقابل، أشار سالم إلى أنّ ما قد يقبله في يوم ما هو «أن تُوضَع في إحدى الساحات كمعلَم» في المدينة، التي تقع في منطقة الوسط الغربي الفقيرة، على بعد 260 كلم جنوب غرب العاصمة التونسية.

يُذكر أن أسرة البوعزيزي وضعت العربة التي استردتها الأربعاء من الشرطة، في مخزن تابع للعائلة. وكانت لا تزال آثار حرق بادية عليها، وتناثرت بقايا قشور برتقال كان يبيعه البوعزيزي. وبدت آثار الحرق جلية، وخصوصاً على صندوق فاكهة أحمر من البلاستيك كان بجانب البوعزيزي حين وقف على العربة وسكب قاروة بنزين على رأسه وجسده، وأضرم النار مستخدماً ولّاعته.

وبدت آخر علبة سجائر دخّنها البوعزيزي مرمية فارغة على العربة ذات العجلات الثلاث، التي كان يدفعها بقوة جسده، فيما رُصفت صناديق فارغة عديدة في المخزن الذي كان يستخدمه لعمله في حي النور الغربي بمدينة سيدي بوزيد.

وقالت أمه منوبية، 49 عاماً، «كان يذهب كل يوم في الساعة الواحدة صباحاً لإحضار الفواكه من سوق الجملة، ثم يجهّزها ليبيعها في اليوم التالي، ثم يعود ليدفع ثمن البضاعة لمزوّديه، ويعود بربحه ليسهم به في إعالة أسرته».

وأكد زياد الغربي، 26 عاماً، الذي قال إنه عمل مع البوعزيزي خمس سنوات في السوق، «لم يكن لديه رأس مال، لكنه كان صاحب كلمة ويزوّده التجار بالبضاعة دون أن يدفع، وحين يبيع بضاعته يأتي ليدفع لهم». وقالت خالته، التي بدت شديدة الانتقاد للسلطات المحلية، التي لم يأت أحد منها للتعزية بوفاة محمد، إنه كان يكدح على أمل أن يقتني سيارة للتخلص من عناء دفع العربة.