خبر غزة تغرق بحمضيات الأنفاق مرتفعة الأسعار

الساعة 06:46 ص|23 يناير 2011

غزة تغرق بحمضيات الأنفاق مرتفعة الأسعار

فلسطين اليوم-غزة

تخلو جلسات المواطنين في قطاع غزة في شمس الشتاء الدافئة من الحمضيات التي يعشقونها كعشقهم الأرض، واستبدلوا ثمارها التي اختفت من القطاع بفعل جرائم الاحتلال بالمسليات الأقل سعرا، إذ لم يعد معظم مواطني القطاع قادرين على شراء الحمضيات لارتفاع أسعارها إلى مستوى يفوق أسعار أي نوع من الفواكه الأخرى المتوفرة في الأسواق.

ويعرف عن سكان القطاع حبهم لزراعة الحمضيات وتناولها خاصة خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة الميلادية، حيث تنضج غالبية الحمضيات خصوصاً البرتقال الشموطي والبالنسيا والكريبفروت وغيرها.

وبعد أن كان يتم توزيع الحمضيات في السبعينيات والثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي مجاناً على المواطنين الفقراء وغير الفقراء أصبحت الآن تباع بأسعار ليست في متناول أيدي الغالبية العظمى من المواطنين.

أبو حسام عبد الله أحد تجار الحمضيات خلال العقود الماضية يؤكد اشتياقه الكبير للحمضيات بأنواعها المختلفة، مضيفا إنه يفتقدها أشهر طويلة بعدما كان يهدي منها الكثير للمواطنين.

وقال عبد الله الذي أجبرته جرائم الاحتلال وعمليات تجريف الأراضي على ترك عمله إنه يجد صعوبة في إيجاد الحمضيات ذات الجودة العالية في الأسواق، مبينا أن معظم الحمضيات المتاحة في الأسواق تأتي عبر الأنفاق من مصر، وأنها ذات جودة متدنية.

ويجلس عبد الله في أواخر الخمسينيات من عمره في منزله دون عمل منذ أكثر من أربع سنوات، لافتا إلى أنه لم يكن يتوقع أن يشتهي الحمضيات خلال فترة عمله.

أما عبد الكريم أبو جميل صاحب مزرعة للحمضيات جرفتها قوات الاحتلال خلال الانتفاضة عدة مرات فيؤكد افتقاده للحمضيات بعد أن كان يتناولها بشكل يومي، وقال إنه يواجه صعوبة في تناول الحمضيات المنتجة محلياً.

وبحسب العديد من المواطنين فإن الحمضيات المستوردة عبر الأنفاق تفتقد المذاق اللذيذ للحمضيات، كما تعاني من الجفاف، ويصل سعر كيلوغرام البرتقال المستورد ذات الجودة المنخفضة إلى خمسة شواكل.

ودفع ارتفاع الأسعار المواطنين إلى استبدال الحمضيات بالموز والتفاح الأقل سعراً كما يقول المواطن محمود الحادي، مؤكدا أنه يشتري كيلوغرامين من الموز بسعر حبتي برتقال.

وعبر عن استغرابه الشديد من ارتفاع أسعار البرتقال وأصناف أخرى من الحمضيات ذات الجودة المنخفضة.

وتباع الحمضيات بأسعار خيالية مقارنة بما كانت عليه الأسعار قبل سنوات قريبة.

ويقول الصحافي إياد عبد ربه من سكان شرق محافظة شمال قطاع غزة إن قوات الاحتلال عمدت خلال سنوات الانتفاضة إلى تجريف الأراضي شرق مدينتي جباليا وغزة التي كانت مزروعة بالحمضيات.

وأضاف إن قوات الاحتلال لم تكتف بتجريف الأراضي مرة واحدة بل كانت تعود لتجريفها مرات عديدة ما تسبب في القضاء على زراعة الحمضيات في القطاع بشكل عام وفي محافظة شمال غزة ومدينة جباليا بشكل خاص.

وأوضح أنه لم يتبق أي دونم من أصل نحو ستة آلاف دونم كانت مزروعة بالحمضيات شرق جباليا، ما يشكل خسارة وكارثة بيئية وزراعية.

ويخشى المواطنون والمزارعون تحديدا العودة لزراعة أراضيهم بالحمضيات تحسبا من قيام قوات الاحتلال بتجريفها مرة أخرى.

ويقول المزارع رجب نصر إنه استبدل زراعة الحمضيات بزراعة القمح والشعير لقصر فترة النمو وانخفاض التكاليف والنفقات، مؤكدا أنه يشتاق للحمضيات التي كان يوزع جزءا كبيرا من محصولها مجانا على الأقرباء والمواطنين الذين لا يمتلكون أراضي زراعية....

صحيفة الأيام