خبر غزة: قوات الاحتلال تنفذ تهديداتها بالقتل المباشر للمدنيين

الساعة 06:21 ص|23 يناير 2011

غزة: قوات الاحتلال تنفذ تهديداتها بالقتل المباشر للمدنيين

 فلسطين اليوم-غزة

يؤكد استشهاد المواطن أحمد أبو وادي شرق مدينة غزة وإصابة آخرين من عمال جمع الحصمة، أمس، حقيقة الموت الذي ينتظرهم وغيرهم من العمال كلما اقتربوا أكثر من الحدود الفاصلة بين قطاع غزة وإسرائيل.

ووفقاً لتقديرات وزارة الداخلية في حكومة غزة، فإن حادثة استشهاد أبو وادي الذي كان يجمع الحصمة لغرض بيعها وكسب بعض الشواكل لإعالة أسرته ناجمة عن لغم من مخلفات الاحتلال بالقرب من موقع عسكري إسرائيلي في المناطق الحدودية.

لا يعلم هؤلاء المواطنون حقيقة التهديدات الإسرائيلية التي تطبقها قوات الاحتلال على أرض الواقع، لكنهم يتعرضون لها ويظلون هدفاً لنيران الاحتلال كلما تواجدوا في تلك المناطق.

ففي السادس والعشرين من الشهر الماضي، نشرت سلطات الاحتلال بياناً تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية يؤكد هذه التهديدات، وورد في البيان أن قوات الجيش ستقتل الفلسطينيين الذين سيدخلون المناطق الحدودية، سواء كان ذلك لغرض العمل أو الوصول للممتلكات، مشددة على أن هذه المناطق هي مناطق أمنية عازلة يحظر الوصول إليها.

وتذرعت سلطات الاحتلال في بيانها بأن حظر الوصول إلى هذه المناطق يهدف إلى حماية أمن حدودها مع الفلسطينيين، الممتدة إلى عمق 300 متر داخل الأراضي الفلسطينية.

وتقول مصادر محلية إن الشواهد على أرض الواقع تشير إلى أن إسرائيل دأبت على استهداف المدنيين طيلة الوقت، لكن استهدافهم لا يقتصر عند مسافة 300 متر كما تدعي، بل يصل في بعض الأحيان إلى أكثر من مسافة كيلو متر داخل أراضي المواطنين والمزارعين.

ومن بين هذه الحوادث حادثة استشهاد الشاب أمجد الزعانين (18 عاماً) من بيت حانون وإصابة اثنين آخرين من عمال جمع الحصمة، الأسبوع الماضي، حيث وقعت حادثة القصف بقذائف المدفعية عند مسافة تقدر بنحو ألف متر عن الجدار الحدودي.

وسبقتها حادثة استشهاد المسن شعبان قرموط قرب معبر بيت حانون "إيريز"، الذي كان يعمل في أرضه عند مسافة تبعد نحو 600 متر عن الجدار الحدودي، وقبلها بنحو أسبوعين حادثة استشهاد الراعي سلامة أبو حشيش بالقرب من القرية البدوية، الذي كان متواجداً على بعد أكثر من 1200 متر من الجدار، بالإضافة إلى إصابة العشرات من عمال جمع الحصمة بشكل شبه يومي.

وقال المواطن سعيد أبو معتق أحد السكان في منطقة أبو صفية شرق بلدة جباليا، إن اعتداءات الاحتلال وإطلاق النار لم تعد تستهدف فقط المقاومين في تلك المناطق، بل أصبح الجميع مستهدفا، بمن في ذلك النساء والأطفال.

وأضاف في حديث لصحيفة "الأيام" المحلية، أن قوات الاحتلال تقوم بإطلاق النار نحو المدنيين يوميا بذريعة حماية حدودها، مشيراً إلى أن جنود الاحتلال يعلمون أن هؤلاء المدنيين مواطنون يبحثون عن لقمة العيش فقط ولا دخل لهم بالسياسة أو بمهاجمة هذه القوات.

ولفت إلى أنه بالرغم من استمرار هذا الاستهداف وإطلاق النار وكذلك الوقوع في شرك مخلفات الاحتلال من الألغام، فإن الكثير من الشبان يمرون يومياً من هنا ويتوجهون للمناطق الحدودية بهدف جمع الحجارة وبيعها، كما يضطر المزارعون إلى الوصول إلى أراضيهم بهدف زراعتها لتأمين لقمة العيش.

من جانبه، اعتبر مركز الميزان لحقوق الإنسان في تقرير أصدره، مؤخراً، أن استهداف جامعي الحصى يأتي في سياق منظم من استهداف المدنيين من سكان ومزارعين وعمال في المناطق التي تسعى قوات الاحتلال إلى تقييد ومنع وصول الفلسطينيين إليها تحت ذريعة الأمن.

ورأى المركز أن زيادة وتيرة هذا الاستهداف جاءت في أعقاب البيان الذي أصدرته سلطات الاحتلال الشهر الماضي الذي حذرت فيه من اقتراب المدنيين من المناطق الحدودية، وهددتهم بالقتل.

ودعا المركز المجتمع الدولي إلى توفير الحماية الدولية للسكان الفلسطينيين كمقدمة لإعادة الاعتبار للعدالة ومبدأ المحاسبة عن انتهاكات قواعد القانون الدولي الإنساني.