خبر ميشيل إليو ماري: ذهبت إلى غزة للتضامن مع أهلها

الساعة 04:14 ص|23 يناير 2011

ميشيل إليو ماري: ذهبت إلى غزة للتضامن مع أهلها

فلسطين اليوم-الأهرام المصرية

بالرغم أنها تولت حقيبة الخارجية في شهر نوفمبر الماضي‏,‏ إلا أن ميشيل إليو ماري وزيرة خارجية فرنسا لم تضع وقتا كثيرا لكي تقوم بأول زيارة لها في المنطقة وهي تحمل صفتها الجديدة‏.

 وقد أجرت صحيفة الأهرام المصرية حوارا خاصا مع الوزيرة المثقفة التي تحمل درجة الدكتوراة في القانون‏,‏ وتقوم بالتدريس في الجامعات الفرنسية‏,‏بعد وصولها إلي مصر أمس في زيارة تستغرق ساعات تجتمع خلالها مع كبار المسئولين‏,‏ حيث لم تمانع السيدة في فتح كافة ملفات المنطقة‏,‏ وهذا نص الحوار‏...‏

الأهرام‏:‏ جولتكم الحالية في المنطقة هي الأولي‏,‏ فهل ستكون استكشافية أم حملتم مقترحات محددة لكسر الجمود‏,‏ خاصة علي الصعيد الإسرائيلي الفلسطيني؟

ماري‏:‏ هي الأولي بالفعل منذ توليت وزارة الشؤون الخارجية والأوروبية في نوفمبر‏2010‏ إلا إن مناصبي الوزارية السابقة قادتني لزيارات منتظمة للشرق الأوسط‏.‏ ونظرا للأهمية الإستراتيجية لهذه المنطقة ولروابط الصداقة العديدة القائمة منذ زمن قديم للغاية بين فرنسا والعالم العربي‏,‏ أردت للزيارة الأولي أن تتم بأسرع وقت ممكن‏,‏ حيث إنها فرصة لتوجيه رسالة صداقة وتضامن مع بلدان لدينا معها علاقات قوية ومبنية علي الثقة‏.‏

الأهرام‏:‏ حاول سلفكم وزير الخارجية الفرنسي السابق جاهدا الحصول علي موافقة إسرائيل علي زيارته غزة وفشل‏,‏ فما المتغير الذي طرأ لتغير إسرائيل موقفها السلبي في هذا الخصوص معكم؟ وهل تعتقدون بأن إسرائيل تسعي كي يعينها طرف علي النزول من فوق شجرة تسلقتها بنفسها ولا تستطيع النزول منها؟

ماري‏:‏ ذهبت لغزة لإظهار تضامن باريس مع شعبها ضحية الحصار‏;‏ ففرنسا لا تنسي غزة‏.‏ أما عن إسرائيل‏,‏ فقد اتخذت إجراءات لتخفيف الحصار‏,‏ بعد أن وعت بشكل تدريجي عدم جدواه‏,‏ وهي الإجراءات التي أشدنا بها‏,‏ ويتعين أن تطبق بصورة ملموسة وأن تستكمل بإجراءات أخري تسمح باستئناف الصادرات وحرية انتقال الأشخاص‏.‏

الأهرام‏:‏ماذا سيكون موقف بلادكم في حال ممارسة الفلسطينيين حقهم المشروع لإعلان قيام الدولة علي الأراضي المحتلة عام‏1967‏ أو أن تلجأ الجامعة العربية لطرح القضية برمتها علي مجلس الأمن؟

ماري‏:‏ فرنسا‏,‏ كما أوروبا‏,‏ ترغب في قيام دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية وقابلة للعيش‏,‏ وهو ما يحتم تناول المفاوضات قضايا الوضع النهائي‏,‏ مرتكزة علي مرجعيات محددة‏,‏ وهو الأمر الذي يجب أن يقود في‏2011-‏ كما التزمت بذلك اللجنة الرباعية‏-‏ إلي قيام دولة فلسطين بناء علي حدود‏1967‏ وكذلك لضمان أمن إسرائيل واندماجها في المنطقة‏,‏ولتسوية تتضمن القدس عاصمة لدولتين‏.‏ وبالنسبة إلي موقفنا من الاستيطان‏,‏ فإنه واضح وثابت‏,‏ وقد جدده الرئيس نيكولا ساركوزي بوضوح خلال استقباله الرئيس محمود عباس في باريس سبتمبر الماضي‏,‏ من أن الاستيطان هو أمر غير قانوني‏,‏ ويجب بالتالي أن يتوقف‏.‏ بيد أننا نري‏,‏ كما سبق وأن قلنا لأصدقائنا الفلسطينيين‏,‏ إنه من المهم تحقيق تقدم نحو استئناف المفاوضات‏,‏ وهناك اتساق كامل في وجهات النظر بين فرنسا ومصر حول هذه المسألة‏.‏

الأهرام‏:‏ فرنسا كانت من أوائل الدول التي اعترفت بإعلان كوسوفو أحادي الجانب بالاستقلال بالرغم من أن مفاوضاتها مع صربيا استغرقت خمس سنوات فقط‏,‏ وبتجاهل تام لقرارات مجلس الأمن الدولي من ضرورة الوصول إلي الاستقلال من خلال عملية تفاوضية‏.‏ وفي نفس السياق جاء دعم فرنسا لتقرير مصير جنوب السودان بالرغم من عدم كون الشمال قوة محتلة‏.‏ في رأيك لماذا لا يصلح مع الفلسطينيين ما صلح مع ألبان كوسوفو والسودانيين بالنظر إلي أن قضيتهم تخطت الـ‏60‏ عاما بسبب تعنت إسرائيل؟‏!‏

ماري‏:‏ كل وضع له سماته الخاصة‏,‏ وقد ضربتم مثلا باستقلال كوسوفو الذي اعترفنا به‏;‏ فهذا الاستقلال جاء كنتيجة تتعلق بمسيرة تاريخية ذات سمات خاصة‏,‏ ألا وهي تفكك جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية والذي أسفر عن نتائج دامية رأيناها في البوسنة وكرواتيا وكوسوفو‏.‏ أما بالنسبة لاستقلال جنوب السودان‏-‏ في حال كان ذلك هو نتيجة الاستفتاء‏-‏ فإنه سيمثل إحدي المراحل الرئيسية التي تم إنجازها وفقا لاتفاق السلام الشامل لعام‏2005‏ ألا وهي حرية جنوب السودان في تقرير مصيره لوضع نهاية لحرب أهلية مروعة‏.‏ أما فيما يتعلق بفلسطين‏,‏ فأكرر أننا مصممون علي قيام الدولة في أسرع وقت ممكن‏.‏ ولكن ألن تكون مغامرة أن يتم إعلان دولة من دون الاتفاق علي حدودها‏,‏ ومن دون ضمان المبدأ الذي يحكم طريقة تعايشها مع جيرانها‏,‏ ومن دون الانتهاء من عمليات بناء مؤسساتها‏,‏ وهو المشروع الذي يقوده سلام فياض رئيس وزراء السلطة الفلسطينية بعزم كبير إن فرنسا تري‏-‏ كما هو حال الاتحاد الأوروبي والعديد من الشركاء‏-‏ أن أولويتنا يجب أن تتجه لاستئناف المفاوضات بهدف توفير شروط قيام دولة فلسطين خلال العام الحالي‏.‏