خبر مع عدم معارضة..هآرتس

الساعة 09:45 ص|21 يناير 2011

بقلم: أنشيل بيبر

(المضمون: المعارضة الاسرائيلية عاجزة عن إبراز بديل عن الحلف اليميني في اسرائيل كالمعارضة في تونس اليوم - المصدر).

        "ليست عندنا معارضة حقيقية، ليست عندنا معارضة ألبتة"، يكرر التونسيون القول في كل حديث. ينحصر أساس غضبهم في الرئيس المخلوع زين العابدين ابن علي وأناس حزبه الذين ما يزالون يتمسكون بالسلطة. لكنهم يوجهون النقد الشديد ايضا الى رؤساء احزاب المعارضة "القانونية"، الذين وافقوا على الانضمام الى الحكومة المؤقتة واعطائها وجها شرعيا.

        اضطر الوزراء الثلاثة من قبل المعارضة الى تلقي غضب رفاقهم في الحزب ايضا لانهم خانوا مبادئهم وتعاونوا مع من اضطهدوا عشرات السنين كل مبشر بالديمقراطية. مع هذه المعارضة، يتمنى تونسيون كثيرون يخافون الفوضى ان يدخل الجيش ويتولى السلطة.

        ما يزال الشبان يُعبرون عن خيبة أملهم في التويتر والفيس بوك، لكنهم ليس عندهم أي علم كيف ينظمون انفسهم ويعرضون بديلا حقيقيا. وفي اثناء ذلك ينتظر الاسلاميون ساعتهم المناسبة.

        من السهل جدا النظر عن بعد وتحليل عدم قدرة التونسيين بعد 54 سنة حكم واحد، على افراز أبدال مناسبين. لكن تم البرهان هذا الاسبوع نهائيا على ان الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط غير قادرة على أن تُبرز منها بديلا ما عن حكومة الليكود. إن تحطيم اهود باراك حزب العمل ينضم الى استخذاء كديما واختفاء ميرتس. ربما يكون ائتلاف نتنياهو قد خسر على الورق ثمانية اعضاء كنيست انضموا الى المعارضة، لكن أمل اسرائيليين كثيرين ان يروا قوة سياسية تتحدى حلف اليمين – الحريديين بقي فارغا.

        إن معارضينا عاجزون. اجل كأمثالهم في تونس بالضبط. فهم عندنا ايضا لا يعلمون كيف يرسمون لانفسهم أو للناخبين خريطة طريق تخلص الدولة من الوحل. وليس الحديث فقط عن مسيرة السلام غير الموجودة. فمتى في آخر مرة أظهرت المعارضة في اسرائيل رؤيا اجتماعية أو اقتصادية. عندنا ايضا الأسهل هو إسكات معارض بعمل مُغرٍ. لا اجوبة عند المواطنين في شوارع تونس. وليس للجمهور الاسرائيلي اجوبة ايضا لكن التونسيين مستعدون للخروج الى الشوارع على الأقل، وأن يقوموا في مجابهة هراوات رجال الشرطة وغيوم الغاز المسيل للدموع، والمخاطرة بالاعتقال وربما بأسوأ من ذلك. لا يوجد ما يشتاق اليه في الديمقراطية الاسرائيلية حتى من داخل الفوضى في تونس.