خبر التفكجي:الاحتلال يسعى لبناء 58 ألف وحدة استيطانية ضمن مشروع « القدس 2020 »

الساعة 02:43 م|20 يناير 2011

التفكجي:الاحتلال يسعى لبناء 58 ألف وحدة استيطانية ضمن مشروع "القدس 2020"

فلسطين اليوم- الاستقلال

أكد د.خليل التفكجي، مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات في جمعية الدراسات العربية، أن المشاريع الاستيطانية التي تطلقها سلطات الاحتلال في مدينة القدس تأتي ضمن المشروع الصهيوني لسنة 2020 والمتمثل بإقامة 58 ألف وحدة استيطانية.

وقال التفكجي في حديث خاص بـ" الاستقلال":" عندما أعلنت سلطات الاحتلال مدينة القدس"أفضلية قومية وعاصمة لكل اليهود في العالم" تم تخصيص أموال ضخمة لجعلها مدينة جاذبة للسكان اليهود وليست طاردة، ضمن المشروع الذي يطلق عليه "القدس 2020".

وأشار التفكجي، إلى أن سلطات الاحتلال تهدف أيضاً من التصعيد الاستيطاني، إخراج السكان المقدسيين ووضع مستوطنات داخل حدود بلدية القدس، لجعل المدينة المقدسة في قلب دولة الكيان.

وكانت ما تسمى بـ" اللجنة المحلية للتنظيم والبناء" في بلدية القدس الاحتلالية صادقت الاثنين الماضي على إقامة 32 وحدة استيطانية جديدة في مغتصبة "بسغات زئيف" شمالي القدس المحتلة، وسبق ذلك مناقشة بلدية القدس الاحتلالية خطة لإقامة وبناء 1400 وحدة استيطانية في مغتصبة "جيلو" جنوبي المدينة.

وقال التفكجي:"وما نلاحظه في السنوات الحالية أن العدو الصهيوني يعلن بين الحين والآخر عن بناء وحدات استيطانية جديدة، وهي تأتي ضمن الإطار العام في التغيير الديموغرافي لصالح تثبيت أن اليهود أغلبية يهودية مطلقة تصل إلى 88 % يهود و12 % عرب.

استكمال الجدار

وبخصوص الخطة الصهيونية لاستكمال بناء الجدار الفاصل حول مدينة القدس خلال عام 2011 الحالي، قال خبير الخرائط والاستيطان:"بناء الجدار داخل مدينة القدس له هدفان من الأساس: أولهما الديموغرافي،  وهو تهجير السكان الفلسطينيين، حيث تمكنت سلطات الاحتلال من إخراج 125 ألف فلسطيني خلف الجدار العازل".

وحسب التفكجي، فإن الهدف الثاني من الجدار، هو أن تكون المدينة معزولة بشكل كامل عن الضفة الغربية. مشيراً أن الكيان الصهيوني أعلن أن بناء الجدار كان لأسباب أمنية، أما اليوم فأصبح لأسباب ديموغرافية.

وأضاف: نستطيع القول إن استكمال بناء الجدار في المنطقة الجنوبية الغربية من مدينة القدس في (منطقة الولجة)، يعني أن مستوطنات جديدة ستقام وأهمها "جفعات يائيل" لإقامة 5000 وحدة استيطانية بالإضافة إلى إقامة سلسلة من المستوطنات وتوسيع القائمة منها لفصل المدن الفلسطينية (بيت ساحور- بيت جالا -بيت لحم) عن مدينة القدس.

ويتابع التفكجي:"وفي الوقت نفسه ، تكون قد أخرجت كل السكان الفلسطينيين نتيجة للدراسات الصهيونية التي قالت إنه في العام 2040م سيكون هناك غالبية للسكان الفلسطينيين داخل القدس -حوالي 55% عرب، و45% يهود-، بمعنى أن القدس لن تكون عاصمة للكيان، وبالتالي جاء الجدار في هذه اللحظة لتحقيق الهدف الإستراتيجي الذي وضع إعادة التوازن، وخلط الأوراق الديموغرافية لصالح اليهود، و12% عرب يسهل السيطرة عليهم".

ووفقًا للخطة التي أقرها نائب رئيس هيئة أركان الجيش الصهيوني، يائير نافيه، فإنه سيتم العمل على استكمال بناء الجدار في النقاط المركزية المتبقية فيه والموجودة في مناطق قرية «قلنديا وغربي شعفاط وجبل جيلو» بمساحة لا تتجاوز عشرين كيلومترا خلال العام الحالي، علما بأن سلطات الاحتلال فرغت من إنجاز بناء 200 كيلومترا من مساحة الجدار الكليّة.

هدم فندق شيبرد

وحول الأهداف الحقيقة من هدم سلطات الاحتلال لفندق "شيبرد" المفتي سابقا، في هذا التوقيت، أكد التفكجي أن فندق "شيبرد" كان رمزا للمقاومة وللسلطة والمفتي الذي قاوم الاحتلال الإسرائيلي والغزو البريطاني "والكيان الصهيوني يعتبر المفتي العدو الرئيس، وبالتالي هدمه يعني هدم وإزالة أي أثر للمقاومة الفلسطينية قبل 1948".

ويرى التفكجي ان إزالة معالم أو بناء استيطاني داخل القدس، وخاصة في منطقة "فندق شيبرد" يعني أن القدس بشرقها وغربها لا يمكن أن تقسم بأي شكل من الأشكال مرة أخرى، باعتبار أن هذه البؤر الاستيطانية مقامة داخل الأحياء الفلسطينية.

ولفت إلى أن هذه المبادرة هي الأولى التي يقوم بها الاستيطان بالقطاع الخاص داخل مدينة القدس، على اعتبار أن الجانب الصهيوني كي يخرج من إطار الضغوطات الدولية والأمريكية يسوق أن الذي يقوم بالاستيطان في داخل مدينة القدس أو خارجها هو القطاع العام".

تقصير عربي إسلامي

أما فيما يتعلق بالدعم العربي والإسلامي والسلطة الفلسطينية لمدينة القدس في ظل التصعيد المتواصل من قبل الكيان الصهيوني، قال التفكجي:" في عام 2009 انتظر الكيان الصهيوني ماذا سيفعل بمدينة القدس وخاصة مع إعلان القدس عاصمة ثقافية، وكنا نتوقع أن يكون هناك دعما عربيا وإسلاميا وفلسطينيا، وكل ما حصلنا عليه 39 مليون دولار من العالم العربي الإسلامي و10 مليون من السلطة الفلسطينية لدعم هذه المدينة، ما يؤكد أن المدينة المقدسة خارج دائرة الاهتمام العربي والإسلامي وحتى الفلسطيني الرسمي.

وحول الـ500 مليون دولار التي خصصت لمدينة القدس في القمة العربية الأخيرة التي عقدت بمدينة سرت الليبية، أكد خبير الخرائط والاستيطان:" لم يصل ولا قرش حتى اللحظة، وهذا يعني أن الكيان أخذ على عاتقه أن "مدينة القدس لا تهمكم فهي تهمنا من الدرجة الأولى"!.