خبر باراك ذهب، ما الضير؟- يديعوت

الساعة 09:57 ص|20 يناير 2011

باراك ذهب، ما الضير؟- يديعوت

بقلم: ارييلا رينغل – هوفمن

ما الذي اجمالا فعله؟ ما الذي اجمالا قاله – "أنتم ستبقون هنا وأنا سأذهب الى الجحيم؟". ما هو الفظيع هنا اذا ما أخذنا بالاعتبار حقيقة أن هذا بالضبط ما ارادوا ان يحصل؟ ليس في الاسبوع الاخير، ليس في الشهر الاخير، ليس في السنة الاخيرة. هذا بالضبط ما اراده الرفاق – ان لم يكن جميعهم، فمعظمهم – بعد ثلاث ثوان وسبع عُشريات الثانية بعد ان تبين انه انتخب ليكون رئيسا لهذا الحزب.

        خمسة رؤساء كانوا لحزب العمل في العقد الاخير الى هذا الحد او ذاك، ولجميعهم، دون استثناء امتصوا دمائهم. شمعون بيرس، باراك في الولاية الاولى، عمرام متسناع، بنيامين بن اليعيزر وعمير بيرتس. رقم قياسي في كل الازمنة، في كل الاحزاب، والذي سيبقى بلا ريب بعناية حتى مع انتخاب الرئيس التالي من بين ثمانية الرؤساء المحتملين في كتلة ثمانية الاعضاء المتبقين. حزب اخترع الشعار الشهير "اذا كان رأس الفجل هذا مناسب لان يكون رئيسا، فعندها يمكنني أن اكون رئيس الولايات المتحدة، فما بالك الرئيس بذاتي". باذني هاتين سمعت ذلك.

        إذن فقد صنع باراك جميلا وذهب. هرب؟ اوكي، هرب. بل وأخذ معه بعض الرؤساء المحتملين. حسنا، إذن لماذا هذا ليس خيرا؟ هذا يبدو بالذات خيرا كبيرا، فسيكون متنافسون أقل على المنصب، أليس كذلك؟ أم اني فوت شيئا ما في حسابي. وبشكل عام، للحظات تذكرني هذه الادعاءات بالنكتة عن الطفل الذي يشرح للجدة بان الام سافرت وهو، الاب، راحيل، شلومو، عنات، روبين ويعقوب بقوا وحدهم.

        فهل أضعف الحزب؟ دعكم، واضح ان الحديث يدور عن التخلص من الشر. حزب مستقبله خلفه، وفي كل واحدة من الحملات الانتخابية الاخيرة فقد جزءا آخر من ناخبيه التقليديين. وبالمناسبة، رغم الميل لاتهام الرؤساء بفقدان المقاعد، من غير المستبعد ان يكون الحال معاكسا تماما. الحد الاقصى الذي يمكن قوله هو أن باراك قصر ايام منازعة الحياة، بل واليوم كثير من الحاخامين المتشددين مستعدون للنظر في هذه الامكانية حين يكون الوضع ميؤوس منه.

        هل سرق مقاعد؟ الويل، كم فظيعا أن هذا الكليشيه الفوضوي يضرب بنا المرة تلو الاخرى. قبل كل شيء، من حيث الحقيقة هذا يحصل في السياسة الاسرائيلية منذ عشرات السنين بل ويحصل في السياسة العالمية ايضا. ليس كل تفكير لزعيم يتوجه نحو تغيير مواقفه هو سرقة مقاعد. والا كان يكفي أن نضع رجلا آليا محوسبا في رئاسة الحزب وبرمجته حسب البرنامج السياسي.

        حتى عندما لا يكون الانتخاب مباشرا، الادعاء بان الناخبين ينتخبون الحزب وليس رئيسه، او الاخرين في القائمة، فان هذا الادعاء كما ينبغي القول هو ترهات تافهة. يكفي أن نذكر أنه في الانتخابات الاخيرة كان شعار "تسيبي أو بيبي"، في محاولة قام بها نتنياهو لتجنيد اناس مثل دان مريدور، بيني بيغن وموشيه يعلون. يكفي أن نرى ما حصل لميرتس مع القائمة الجديدة التي طبخت لها، وماذا حصل لحزب العمل نفسه.

        مع من بقينا؟ ربما بدون أ م ت (الرمز الانتخابي لحزب العمل والذي يعني عند ضم كل أحرفه – حقيقة) ولكن مع الحقيقة في جوهرها: صحيح أنه توجد ايديولوجية، ولكن احيانا يتم ادراجها في برنامج سياسي واضح وغير متذاكٍ ولكن في السطر الاخير كله يتلخص بالناس. الناس الذين يختارون الناس. هذا هو البرنامج الانتخابي  الذي يسافر فيه الحزب. وعليه، فبعد أن يصبح هذا الاسبوع العاصف خلفنا سيكون ممكنا القول ان من يؤمن بالقيم التي رمزت اليها هذه الحركة على مدى السنين يمكنه أن يجد في الفقاعة الباراكية وتسونامي الصغير الذي خلفته وراءها في العمل أمل كبير في التغيير بالذات. مدخل لانتخاب متجدد وحريص لاناس مناسبين، يقفون على رأس هيئة يسارية صهيونية وديمقراطية، تجمع تحت جناحيها شركاءها في الفكر.

        وعليه فان هذه الخطوة، مهما كانت مثيرة للغضب، تضع الامور في نصابها. تحدث نظاما. ترسم جيدا خريطة الاطر الجديدة، تسمح بفحص متجدد للاهداف، ولا سيما أهداف من يريدون ان يقودوا نحو تحقيقها. وحتى ذلك الحين، فان كل المتحمسين، المنفعلين والعاصفين، ممن يتباكون فليشربوا بعض الماء. المهم ليس ما يصرخون به بل ما يفعلون.