خبر البابور يعود للمنازل الغزية مجدداً

الساعة 06:45 ص|20 يناير 2011

البابور يعود للمنازل الغزية مجدداً

فلسطين اليوم-غزة

تفوح في الآونة الأخيرة روائح احتراق الكاز والسولار من الكثير من المنازل، معلنةً عن البدء باستخدام بابور الكاز "الأخرس" والآخر ذي الضجيج إيذاناً بصعود أزمة غاز الطهي باتجاه ذروتها وتفاقم معاناة المواطنين، خاصةً ربات البيوت.

وعاد الكثير من المواطنين، خصوصاً الفقراء، إلى استخدام البابور، فنفضوا الغبار عنه بعد عام من إهماله في ظل انتظام إمدادات الغاز خلال الفترة الماضية، لاسيما أنهم يعجزون عن شراء أسطوانات معبأة أسوةً بالموسرين.

وعلى الرغم من ظهور مؤشرات الأزمة منذ أكثر من شهرين، فإن الكثير من هؤلاء المواطنين فوجئوا بجدية الأزمة بعد أن فشل العديد منهم بتعبئة أسطواناتهم عند ذهابهم إلى محطات التعبئة.

وأبدى المواطن عبد العزيز القانوع امتعاضه الشديد لعدم معرفته مسبقاً بالأزمة، مبيناً أنه لم يعبئ أسطوانة فرغت من الغاز قبل أسبوعين وانتظر حتى تفرغ الاسطوانة الثانية ليعبئهما معاً، لكنه فوجئ بعدم وجود غاز في المحطة.

وقال: إن العاملين في المحطة طلبوا منه إبقاء الأسطوانة في المحطة والانتظار عدة أيام، إلى أن يحين دوره.

واضطر القانوع إلى استخدام بابور الكاز بعد أن استغنى عنه طيلة الأشهر العشرة الماضية، وأعرب عن استهجانه لعدم معرفته المسبقة بأزمة الغاز كي يأخذ احتياطاته، منتقداً بشدة وسائل الإعلام والجهات المسؤولة لعدم إشعارها المواطنين بالأزمة منذ بدايتها.

المواطن رمضان الأدهم من جباليا يخشى أن تطول فترة انقطاع الغاز، خصوصاً أنه يستهلك أسطوانة واحدة كل أسبوع وهو ما يشكل أزمةً وعبئاً إضافياً على زوجته.

وأضاف: إن نذر الأزمة طالته بعد أن استخدم بابور الكاز لثلاثة أيام متتالية قبل أن يتمكن من تعبئة الاسطوانة بمساعدة من أحد أصدقائه، منوهاً بأنه فوجئ كغيره من المواطنين بوجود الأزمة.

وعلى الرغم من تعبئة الاسطوانة، فإن عائلة القانوع لا تستخدم غاز الطهي إلا للضرورة القصوى، وتستخدم البابور في أغلب الأوقات.

ويحتفظ القانوع باثنين من بوابير الكاز اشتراهما بعد تفاقم أزمة الغاز قبل أكثر من عامين، وحافظ عليهما بعد انتظام دخول الغاز، متوقعاً تجدد حاجته لاستخدامهما في أية لحظة.

واختارت عائلة المواطن سعيد العزامي استخدام النار لطهي الوجبات الرئيسة التي تستهلك كميةً كبيرةً من الغاز.

وعلل أحد أفراد العائلة ذلك بتوفر كميات من الأحطاب المجانية، إضافة إلى تخوفهم من الفشل في تعبئة اسطوانات الغاز في مرات قادمة بسبب أزمة الغاز وارتفاع أسعار المتوفر منه في الوقت الراهن.

ويسعى أفراد العائلة التي تسكن غرب مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، إلى جمع أكبر كميات ممكنة من الحطب من المناطق الزراعية المجاورة تحسباً لتفاقم الأزمة.

ويتعرض قطاع غزة بشكل سنوي إلى أزمة في غاز الطهي في أشهر الشتاء بسبب رفض قوات الاحتلال إدخال الكميات اللازمة للقطاع، ويلمس المواطنون الأزمة بسرعة لعدم وجود بنية تحتية لتخزين الغاز، حيث يقتصر احتياطي الغاز في المحطات على تغطية استهلاك أيام محدودة، بينما يواصل الجانب الإسرائيلي تقنين كمية الغاز الواردة إلى القطاع كوسيلة لتشديد الحصار المفروض عليه منذ أربعة أعوام.

وقال محمود الشوا، رئيس جمعية شركات الوقود في تصريحات صحافية: إن أزمة نقص الغاز ترجع إلى أكثر من شهرين، إلا أن نتائج النقص التدريجي في هذه السلعة ظهرت حالياً بخلو كافة المحطات من الغاز وتكدس آلاف الأسطوانات الفارغة فيها.