خبر وهم فياض ..مصطفى إبراهيم

الساعة 08:36 م|19 يناير 2011

وهم فياض ..مصطفى إبراهيم

 

نصدق أنفسنا ونعتقد ان من يحكم في الضفة الغربية سلطة وطنية مستقلة، ونعتقد ان الحواجز العسكرية الإسرائيلية لا علاقة لها بالنمو الاقتصادي وازدهاره؟ نوهم أنفسنا ببناء مؤسسات الدولة تحت الاحتلال، كما نوهم أنفسنا بان حكومة فياض تستطيع دعم الناس والسلع الأساسية، ونصدق خوف فياض من جشع التجار ان يستغلوا

 

دعم الحكومة للقمح ويستخدموه علف "للدواب"، نعتقد أننا نبني اقتصاد بجباية الضرائب.

 

لا نصدق أن حكومة فياض تنفذ سياسة البنك الدولي، ولا نسال أنفسنا كيف يتم بناء الاقتصاد الوطني، ونحن لا نستورد احتياجاتنا عبر ميناء خاص بنا، وليس عبر ميناء "أسدود"، نتحدث عن الاستثمار بوجود 600 حاجز عسكري وجدار الفصل العنصري، ونصدق ان هناك تنمية تحت الاحتلال، ونصدق ان الإصلاحات ومكافحة الفساد أثمرت عن نتائج مهمة.

 

نصدق ان الطرق التي دشنتها حكومة فياض بتمويل وكالة التنمية الأمريكية، تعزز من التواصل الإقليمي الفلسطيني في الضفة الغربية، ونصدق أنها تربط بين المدن والقرى التي تقطع أواصرها المستوطنات والحواجز العسكرية، ولا نصدق أنها لا تربط الأرض يبعضها، وأنها تعزز وهم السيادة الفلسطينية فيما تبقى من بقايا الأرض الفلسطينية في الضفة، ولا نصدق أنها أقيمت لخدمة  تنمية المستوطنات وربطها بإسرائيل وفرض وقائع على الأرض.

 

نصدق ان الدول المانحة تراقب المال العام والمشاريع، ونصدق ان حكومة فياض استثمرت مشاريع قرب الجدار ووراء الجدار، وفي المنطقة المسماة "ج"، ونفتخر بأننا أنجزنا 178 مشروعا قرب الجدار وان 2568 مشروعا معلناً أنجز منها 2000 مشروع، ولا نلتفت للانتقادات الموجه الى مشروع السلام الاقتصادي، ولا نخجل عندما نقول أننا نفذنا 13 مشروع في القدس وداخل القدس!

 

ونبيع الوهم لأنفسنا عندما نتحدث عن أسباب النجاح التي تتمثل في تحسن الرقابة والجباية والإدارة السليمة، نبيع الوهم للناس عندما تجبى الضرائب للاعتماد عليها في بناء الاقتصاد وزيادة دخل السلطة، ونبيع الوهم للناس عندما ندعي أننا سنعتمد على أنفسنا والاستغناء عن دعم الممولين، وهل الاقتصاد الوطني يبنى بزيادة دخل السلطة من الضرائب أو الاستغناء عن الدعم الخارجي؟

 

نفتخر بنشر الإحصاءات عن الزيادة غير الحقيقية في التنمية، وان الناس سعداء بحياتهم، ونفتخر بالأمن والأمان ونحن لا نعلم شيئ عن ميزانية الأجهزة الأمنية، وكم ترهق تلك الأجهزة الموازنة وكاهل المواطن، ولا نعلم ان ميزانية وزارة الزراعة 1%، ولا نعلم كم هي موازنة وزارة التربية والتعليم، ونفتخر بأننا شعب متعلم و نسب الأمية لدينا اقل من مثيلاتها في دول الجوار.

 

نفتخر بأننا على موعد مع الدولة المستقلة بعد الانتهاء من بناء مؤسساتها الوطنية، كما نفتخر بالقضاء المستقل ونحن لا نطبق قراراته، ونفتخر بعدم وجود معتقلين سياسيين، وان هؤلاء المعتقلين هم أعداد قليلة من المجرمين الذين يعملون في تبييض الأموال، وتجارة السلاح، وعدد منهم يريد تعكير الصف الوطني بالانقلاب على السلطة، وتشكيل فرق مسلحة لعودة الانفلات الأمني.

 

ندعي ان عدد موظفي السلطة وصل الى 150 ألفاً، وانه منذ العام 2007، لم يتم توظيف أي مواطن "غزاوي"، وان الوضع الاقتصادي في نمو مستمر، مع ان أعداد البطالة لدينا في ازدياد، ووصلت في الضفة الغربية الغنية الى 106 ألاف عاطل عن العمل، بينما في غزة الفقيرة وصل العدد الى 112 ألف، نفتخر بالزيادة التراكمية في غلاء المعيشة منذ العام 2001 إلى العام 2010، وأن الزيادة على الراتب بلغت 50% في العقد الأخير، بالإضافة الى الزيادات المنتظمة، ونفتخر انه خلال الثلاث سنوات القادمة لن يكون هناك أي موظف في السلطة من غزة.

 

هذه بدع البنك الدولي، والسلام الاقتصادي، وهذه نسب مضللة، في ظل الجوع والفقر والبطالة، وارتفاع الأسعار، والاحتكارات والتبعية والشراكة الإسرائيلية، والتراجع عن مقاطعة بضائع المستوطنات، والعمل فيها، وتحسين وابتداع قوانين وانشاء قضاء فاعل لضبط التبادل التجاري مع اسرائيل في خدمة السلام الاقتصادي التابع لاسرائيل.

 

بيع الوهم للناس وترويج السلام الاقتصادي والتبعية لاسرائيل، وبقاء الاحتلال يزيد من نسب الفقر والجوع والبطالة.

 

[email protected]