خبر عصابة الرابع من تشرين الثاني.. هآرتس

الساعة 09:17 ص|19 يناير 2011

بقلم: سافي ريخلافسكي

(المضمون: تهييج للمواطنين الاسرائيليين الذين ما زالوا يؤمنون بالديمقراطية والكلمة على العمل في مجابهة الحكومة الحالية وعصابة الاربعة الهاربين من حزب العمل قبل ان يصبح الأمر متأخرا - المصدر).

قبل 15 سنة أدار شمعون بيرس ظهره لمقتل اسحق رابين. وبحسم ساخر اختار محاولة أن يُنتخب باسم نفسه وأن يُنسي في انتخابات 1996 الموضوع الرئيس والغالب. وبذلك أسهم بيرس اسهاما مهما في اثارة رواية جديدة لمأساة الكتاب المقدس "كرم نبّوت". بعد سبعة اشهر من تنظيمه مظاهرات "بالدم والنار سنطرد رابين"، انتقل بنيامين نتنياهو الى بيت المقتول. واهود باراك الآن يخطو أبعد من بيرس.

اختار باراك القيام بخطوته التي وطئت الديمقراطية، من اجل الحاكم الأشد عداءا للديمقراطية، تمهيدا لتغلب تحريض السلطة على الديمقراطية. ففي ذروة الموجة العنصرية المضادة للديمقراطية خاصة، مع استقرار رأي نتنياهو على تشجيع الكنيست على التحقيق مع مواطنيها – وأن يُغير بذلك تعريف نظام الحكم من ديمقراطية الى ديكتاتورية – اختار باراك الانتقال الى صفوفه. وبهذا أوجد باراك اسما لوزرائه الاربعة. ليست هذه مجرد "عصابة الاربعة". الحديث عن عصابة الرابع من تشرين الثاني.

إن اختيار باراك يعطي فرصة للكابتين ليدركوا ما حدث هنا في 15 سنة الطلقات الثلاث. "لا يوجد شريك" ليس جزما من اليسار الذي تنبه بل جزءا من عالم ثار على اتفاق اوسلو. ان اتفاق اوسلو الثاني – الذي قُتل اسحق رابين من اجله والذي ضمن للفلسطينيين أكثر مناطق الضفة على ثلاثة أقساط في غضون تسعة اشهر – لم يفِ نتنياهو وباراك وشارون به، وهكذا انتقلت المنطقة كلها الى مرحلة القوة. تبين جيدا انه لن يتم الحصول من اسرائيل على شيء في الضفة ولبنان وغزة "بتفضل"، فمنذ الآن فصاعدا لن تتحدث سوى القوة.

أُنشئت عصابة الرابع من تشرين الثاني على نحو ثلاثي. فاذا استثنينا تشرين الثاني للقتل، واذا استثنينا تشرين الثاني الحالي الذي جزمت فيه السلطة بأن "المستوطنات أفضل من السلام" فقد نشأ في تشرين الثاني مشهد تأسيسي آخر. مشهد بيّن عالم حكومة "طهران – عقارات".

هل سيتم تنفيذ الهجوم الذي من اجله نشأت الحكومة، سيعلم هذا من سيبقون أحياء. لكن عالم العقارات الذي لا حدود له تدحرجه السلطة على كل حال. ليس الحديث فقط عن التغييرات العقارية التي ستطرأ على غوش دان بعد حرب. في تشرين الثاني عُقد حول "قانون لجان التمييز" حلف انشأته الحكومة. تآلف عليه المتطرفون من عنصريي ليبرمان وقادة ما كان الاستيطان العامل في الماضي.

صيغ العالم الجديد جيدا على أيدي حائك الاجراءات شالوم سمحون. فهو يرى انه اذا مكّن القانون ساكنا "شرقيا" من قريته ايفن مناحيم، من السكن في قرية "اشكنازية" – فسيظلمه. وذلك لانه لن يكون ملائما للنسيج الاجتماعي الثقافي.

ليس سمحون وحده. فقبل يوم من خروج عصابة الاربعة من الظلام عبّر عن عالمها مذيع المذياع الرسمي يارون ديكل، صاحب البرنامج المسمى "كل شيء كلام". قضى مذيع "صوت اسرائيل" بأن أشد تهديد للديمقراطية الاسرائيلية – وهو تهديد أكبر من الحاخامين ورسالات تحريضهم – يشكله "المثقفون". وذلك لان مجموعة صغيرة من الباحثين والفنانين اختارت الاحتجاج على انتخاب من يعرضون انفسهم باعتبارهم مؤيدي الديمقراطية، وعلى رأسهم وزراء العمل، لتكرار خطأ عناصر من المركز في الثلاثينيات في اوروبا عندما انضموا الى قوى ثارت على الديمقراطية.

"انها الروح فقط"، تُسكّن بهذا ديكتاتورية الخلاصة التي تتشكل في اسرائيل، نفوس "أبنائها". لم تعد الكلمات في العمل تعبيرا عن رؤيا بل عن جزء من حرب نفسية فقط. وكما هي الحال في مشروع الاستيطان الذي عكس طريقة "سور وبرج" نحو الداخل، توجه رجال الفعل للعمل في مواجهة مواطنيهم.

إن عمق احتقار قادة الحكومة للكلمات ليس مفرحا. وكذلك ايضا حقيقة ان اعلان باراك في الميدان بـ "فجر يوم جديد" أضاء على الخصوص عالم المغتال وطلقاته الثلاث. وهنا، بعد العدد ثلاثة جاء اربعة العصابة. إن أكثر مواطني اسرائيل ما زالوا يفضلون الديمقراطية والحرية والكلمة. فاذا نشطوا الآن فقد تستطيع الروح التغلب قبل الحرب بخمس.