خبر دول الخليج هل هي محصنة مــن «ثورة ياسمين»؟

الساعة 06:01 ص|19 يناير 2011

دول الخليج هل هي محصنة مــن «ثورة ياسمين»؟

فلسطين اليوم-رويترز

قبلت السعودية لجوء الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي إليها، لكن الثروة النفطية في المملكة وجيرانها ستضمن عدم امتداد الاضطرابات التي أطاحت ببن علي إلى الخليج.

وبالرغم من أن الأسرة الحاكمة في السعودية قد أثارت غضب البعض لقبولها لجوء بن علي إليها، فإنها سرعان ما أخفته بعيدا عن الأنظار على أمل حل سريع وهادئ لمصيره، ما قد يهدئ من الغضب سواء في تونس أو في المنطقة.

ويقول محللون إن الحكام في دول الخليج أبرموا صفقة ذهبية مع الشعوب خلاصتها السكون السياسي في مقابل الثراء النسبي. ففي حين تصدرت أخبار الاضطرابات في تونس عناوين الصحف في المنطقة، تبدو الأحداث هناك مختلفة سياسيا بالنسبة لكثيرين.

وأعرب مدير مركز «بروكنغز» في الدوحة سلمان شيخ عن ثقته بعدم انتقال تداعيات الأزمة التونسية إلى دول الخليج، معتبراً أن هذه الدول «ولكي نكون منصفين تركز على رؤية ما، وهي تتعلق بتنمية مجتمعاتهم».

بدوره، قال المحلل الأمني المقيم في دبي تيودور كاراسيك «أعتقد أن دول الخليج أكثر أمنا قليلا من بعض الدول الأخرى التي ورد ذكرها مثل مصر والأردن والجزائر. لذلك لا أرى أنها (الثورة) ستمتد إلى هنا».

وعندما سئل بعض الشبان في الإمارات عن تونس في مركز للتسوق في أبو ظبي، لم يكونوا مدركين أصلاً للأزمة التي تدور هناك. وفي الكويت، الدولة التي تشهد أكبر نشاط سياسي في الخليج، وصفت صحيفة «الوطن» اليومية الوضع بأنه أمر محل «ترحيب وتهديد».

غير أن الخطوة التي قامت بها الرياض لاستضافة بن علي أشعلت غضب بعض المدونين في السعودية وغيرها من دول المنطقة، في الوقت الذي قال فيه بعض السعــوديين إنهم لا يضمرون نية سيئة تجاه الزعيم التونسي السابق.

وأبدى المدوّن السعودي أحمد العمران عبر موقع «فيسبوك» سعادته بالشعب التونسي. وقال إن الأمر الوحيد الذي أثار ضيقه هو أن السعودية رحبت ببن علي ليلجأ إلى بلاده، فيما قال مدون سعودي آخر، وكان يكتب من الولايات المتحدة، إن السعوديين «مستاؤون للغاية» إزاء قرار استضافة بن علي.

أما دبلوماسيّاً، فينظر إلى قرار استضافة حاكم عربي مخلوع مثل بن علي بحساسية أكبر، فهو يبرز الافتقار إلى الديموقراطية في المملكة ذاتها. وتسعى الرياض جاهدة إلى تجنب أي تلميحات بوجود أي نقاط تشابه سياسية مع تونس، فيما اعتبر دبلوماسيون آخرون أن الهدف هو على ما يبدو الاستفادة من استضافته، لإظهار دور دبلوماسي سعودي في المساعدة على نزع فتيل أزمة دولية.

وفي الصحف السعودية، أعرب جمال خاشقجي، وهو صحافي بارز مقرب من أمراء في الأسرة المالكة عن «عدم رضاه»، كغالبية السعوديين، في أن تكون بلاده «وجهة للمستبدّين»، لكنه اعتبر أن قرار الاستضافة «محكوم بالتقاليد».

لكن علي بناوي، وهو من سكان جدة، لا يتفق مع هذا الرأي، إذ يعتبر أن بن علي «عربي»، مشيراً إلى أنه «كانت تربطــه علاقــات دبلوماسية يوما بالسعودية... ولم يفــعل ما يضر به بلدنا».

وقال مصطفى العاني وهو محلل سياسي مقيم في دبي إن السعوديين ربما ترددوا في بادئ الأمر في استضافة بن علي، لكنهم شعروا في النهاية بأن لديهم التزامات بحكم التقاليد، ولم يرغبوا في زيادة الوضع تفاقما في تونس. وأضاف إن «ذلك ليس لجوءا سياسيا. إنه لجوء إنساني»، ولذلك فإنّ من تنطبق عليهم هذه الشروط «ليس لهم الحق في العمل بالسياسة... ولا حق لهم في مغادرة البلاد من دون تصريح... ولا حق في الاجتماع مع أي أحد».