خبر رجل الهدم- معاريف

الساعة 08:59 ص|18 يناير 2011

رجل الهدم- معاريف

بقلم: عوفر شيلح

(المضمون: يجدر بنا أن نأمل في أن كل ما يبقي باراك في وزارة الدفاع هو بالفعل عدم الرغبة في الاختفاء عن المنصة وليس قرارا للنزول منها بفعل حربي محمل بالمصيبة، كذاك الذي حذر رئيس الموساد منه مؤخرا فقط - المصدر).

        الموعد الدقيق لوفاة حزب العمل فها هو: اليوم الذي اختار فيه عمير بيرتس، الامل الاخير للحزب لتغيير صورته – حقيبة الدفاع. كل ما حصل بعد ذلك كان محتما: انهيار بيرتس (الذي كان وزير دفاع مؤثر اكثر من خلفه، ولكن لم يكن له أي احتمال)؛ اعادة انتخاب باراك، الفعل الانتحاري الذي وضع فيه حزب يدعي الحكم على رأسه السياسي الاقل عطفا في اسرائيل؛ الهزيمة في انتخابات 2007، منازعة الحياة البشعة. كل شيء كان متوقعا، وهدامو ومخربو الحزب استخدموه بالفعل حتى النهاية.

        لا يتبقى غير التساؤل الى متى سيبقى في اسرائيل اناس يتعاطون مع أفعال باراك كـ "حملة مذهلة، على نمط سييرت متكال". ما الذي بالضبط أذهل أيا كان أمس؟ السياسي الاكثر هداما في الساحة، كبير خبراء التفجير الذي حطم ما تبقى من ثقة في المسيرة السياسية وفتت حزب العمل، قام مرة اخرى بالامر الوحيد الذي يعرف كيف يفعله: الهدم. وقد عمل انطلاقا من مصلحة شخصية مساحتها كمساحة الكرسي، في ما جر وراءه ليلا أخيرا من الاغبياء، السذج ومجرد المتهكمين. كل ما يريده باراك هو أن يكون وزير دفاع، وذلك لان البديل هو أن يختفي في بيته ويتوجه الى اشغاله (التي عن طبيعتها الدقيقة لم يكلف نفسه أبدا عناء الحديث). إذ حتى هو، الذي لسنوات شرح لنا بانه سيأتي اليوم لنفهم كم اخطأنا، بات يستوعب بان احدا لن يصوت له بعد اليوم.

        السؤال هو لماذا يتمسك بكرسيه بثمن كل الاهانة اذا قدرنا بانه يوجد شيء غير انعدام الرغبة في العودة الى البيت. فالحقيقة هي أن باراك هو وزير دفاع عديم الاهمية. تأثيره على الخطوات الاساسية لعهده، مثل "رصاص مصبوب" كان طفيفا. ولم يقد أي تغيير ذي مغزى في الجيش الاسرائيلي، باستثناء الافساد الفظيع للعلاقات مع رئيس الاركان. وهو لم يبث في هيئة الاركان روحا جديدة، لم يغير التشويهات في التجنيد وفي الخدمة، لم يتخذ قرارا واحدا يمكن أن يذكر له. في ضوء كل هذا يجدر بنا أن نأمل في أن كل ما يبقيه هناك هو بالفعل عدم الرغبة في الاختفاء عن المنصة وليس قرارا للنزول منها بفعل حربي محمل بالمصيبة، كذاك الذي حذر رئيس الموساد منه مؤخرا فقط.

        لا ينبغي لكم ان تخطئوا: الهدامون موجودون على جانبي الخطوة السياسية المهينة ليوم أمس. ليس باراك فقط، بل وايضا شالوم سمحون الذي سار معه وبن اليعيزر وهيرتسوغ اللذين بقيا خلفه. كل من صفى عن وعي الحزب كي يبقى وزيرا، من سرق أصوات مقترعين يساريين عديمي الوسيلة كي يتلقى الفتات من نتنياهو. منهم، بالطبع، لن يأتي خلاص اليسار والعمل في داخله. يجدر بنا أن نتذكر الجولة الثانية بين باراك وايالون في 2007.  بيرتس ارتبط بايالون، وظاهرا كان تحت تصرف المنافس (هو ايضا جنرال، اشكنازي وكيبوتسي فاخر) أكثر من 50 في المائة من الهيئة الانتخابية، مثلما صوتوا في الجولة الاولى. ولكن كان لفؤاد وشالوم الخلطات القديمة مع القطاعات. واكثر من الف مقترع، وهي نسبة هامة، انتقلوا الى باراك لانهم لم يكن بوسعهم ان يحتملوا فكرة أن يحظى ايالون بقوة المشاغب من الهستدروت ذاك الذي لم يطلق طلقة ولم ينشد حول الشعلة.

        هذان العاملان، الخلطات ومعتقدات اسرائيل القديمة التي أكل الدهر عليها وشرب، جعلت العمل جسدا يجب أن يتفكك. وسيحسن من تبقى منه العمل اذا ما توجهوا الان الى الخارج نحو أحد ما يمكنه أن يبدأ من الصفر فيربط ما تبقى من شظايا ميرتس وحركات الشارع ليجعل شيئا جديدا، يعرض جدول أعمال يوجد مؤمنون كثيرون به. انظروا اليهم وستفهمون: هذا لن يحصل.