خبر رمز الفشل -معاريف

الساعة 08:58 ص|18 يناير 2011

رمز الفشل -معاريف

بقلم: شالوم يروشالمي

(المضمون: الكل يفهم بان باراك أصبح في واقع الامر دائرة وهمية في الليكود، ستتبدد حتى الانتخابات - المصدر).

        جلس ايهود باراك في مكتبه في الكنيست وانكفأ الى الوراء على كرسيه المستدير. وعلى الشاشة المقابلة برز وجه الوزير المستقيل بنيامين فؤاد بن اليعيزر. ذات مرة كان هذان الرجلان كيانا واحدا. لولا بن اليعيزر، لكان باراك لا يزال مستشارا في شركات دولية. بن اليعيزر هاجم في التلفزيون باراك على الخطوة التي فككت حزب العمل. باراك ابتسم. "ما الذي يريدونه مني أكثر"، همس لاحد ما. "حتى اليوم ارادوا ان يطيحوا بي. نهضت واطحت بنفسي".

        لقد صفى باراك امس نهائيا حزب العمل وفي الطريق صفى ايضا الحياة السياسية المهنية لثلاثة وزراء ربما ايضا خمسة نواب آخرين من العمل، تجولوا كلهم امس في اروقة الكنيست بحثا عن أنفسهم على نحو يائس. ولكن باراك قتل ايضا نفسه من ناحية سياسية. ليس هناك من يتعاطى بجدية مع الحزب الذي أقامه، "الاستقلال" كما يسمى، ولا حتى باراك نفسه. ليس هناك من يعتقد بانه حقا سيتنافس في الانتخابات القادمة. الكل يفهم بان باراك اصبح في واقع الامر دائرة وهمية في الليكود، ستتبدد حتى الانتخابات، حين ستختفي تماما. باراك اجتذب اليه الرفاق المريحين له، الذين هم ايضا بلا مستقبل سياسي، والان سيتمتعون جميعا بسنة أو سنتين أخريين من الابهة. وفي هذه الاثناء فانه يترك خلفه كتلتان في العمل تتقاتلان الواحدة مع الاخرى وكل واحدة في داخلها. الغضب الذي وجهه الجميع ضد باراك سيوجهونه الان الواحد نحو الاخر. للثمانية المتبقين في الخلف لا يوجد زعيم، ولا أمل في أن يوجد زعيم متفق عليه، لا توجد أجندة، لا يوجد نسغ رابط، لا يوجد مستقبل. ولا يوجد حتى اسم. كل في طريقه. هكذا يبدو اليوم حزب العمل، مؤسس الدولة، في نهاية الطريق المحزنة.

        المنتصر الاكبر في هذه الاثناء هو بنيامين نتنياهو، من طبخ على ما يبدو كل الخطوة. لقد تبقى نتنياهو اليوم مع حكومة ضيقة، يمينية، اصولية وكهنوتية، حكومة اراد دوما الفرار منها. ولكن يوجد لنتنياهو في هذه اللحظة ايضا حكومة اكثر استقرارا بكثير حتى وهي تعتمد على 66 نائبا. الليكود لا يتفكك، شاس لا تذهب الى أي مكان، وعن باراك واستقلاله سبق أن تحدثنا. يتبقى فقط افيغدور ليبرمان ليرقص الحكومة على وتيرة يمليها عليه المستشار القانوني للحكومة.

        الانشقاق في العمل لم يكن لحظة سمو روحي. باراك شبه نفسه لسبب ما ببن غوريون. شمعون بيرس وارئيل شارون الذين شقوا احزابهم. ولكن بالذات الحالة الاخيرة تدل على إفلاس خطوة باراك. شارون انطلق الى طريق جديد بارادته، انطلاقا من مكانة رئيس وزراء قوي وشعبي، يتوجه نحو احتلال الحكم لفترة اخرى، والانطلاق الى درب سياسي جديد. من ناحية شارون كان هذا انتصارا كبيرا. من ناحية باراك هذا رمز الفشل.