خبر باراك ارتبط بالجانب الصحيح -اسرائيل اليوم

الساعة 08:58 ص|18 يناير 2011

باراك ارتبط بالجانب الصحيح -اسرائيل اليوم

بقلم: درور ايدار

(المضمون: خلافا للمحللين المأجورين، فان حزب العمل التاريخي لم يمت، وهو حي يرزق في الشراكة مع الليكود – مثابة المسؤولية الرسمية لقيادة السفينة الصهيونية في لجة مياه هائلة تهدد بتفكيكها من الداخل ومن الخارج. لقد أجرى باراك الحساب التاريخي، وفضل الارتباط بالجانب الصحيح - المصدر).

        من كان يحتاج أمس الى أخبار تعرض امس الى هجمة من التشبيهات والتصورات التي نسجت حول كلمات "موت"، "قتل"، "دفن" و "وفاة" بالنسبة للخطوة السياسية التي قام بها ايهود باراك. كما سمعنا غير قليل مرة عن "التهكم"، "الانتهازية" وكلمات مشابهة اكثر مما فسرت كانت تدل على الوضع النفسي لمستخدميها. لم افوت الوجه المكفهر لامنون ابرموفتش الذي فضلا عن الالفاظ العفنة نجح في أن يتفوه ايضا باسم "ليبرمان".

        وحيال هذه التوصيفات نذكر العناوين الرئيسة التي ارتبطت بشارون حين شق الليكود وداس على الديمقراطية. هذا بالفعل تفسير انتقائي. وقد أجمل فؤاد بن اليعيزر الامر فقال: "مع كل الاسف (الذين في الامر)". أسف كبير لليسار الاسرائيلي الذي أمل في اسقاط حكومة نتنياهو (وعمل ماذا؟) من خلال الضغط المهووس على باراك وحزبه للانسحاب من الائتلاف. نأمل أن يعرف الجمهور اين يوجد معسكر المسؤولية وأين يوجد معسكر التفكيك. اقوال باراك عن العمل تشبه المسيرة البائسة التي اجتازها اليسار الاسرائيلي من حزب بناء ومسؤول ذي تقاليد اصبح حزب لعبدة الاصنام الذين يضحون بمالهم ونشاطهم في سبيل رغبة السلام. باسمه سعوا الى تفكيك حكومة منتخبة وزج اسرائيل في معمعان انتخابي لا داعي له. باسمه تم التنديد على نحو دائم بالحكومة كرافضة للسلام، وان كان ثبت ان الفلسطينيين غير معنيين بالتوقيع على انهاء النزاع. وحتى السلام الان لم يعودوا يدفعون شيئا الى الامام غير خراب المستوطنات.

        رغبة تهكمية دعائيي وسائل الاعلام، تحدث باراك برموز مبايية: إرث بن غوريون، المسؤولية عن مصير الدولة، الصهيونية، محاولة وقف الانجراف نحو الانعزال عن أغلبية الجمهور. تحدث عن ما بعد الصهيونية التي قضمت من هوامش العمل، ولكن الحديث يدور عن وباء انتشر في قلب الحزب وقلب ما كان اليسار الصهيوني. لم يتبقَ اليوم منه سوى جزر من الخرائب الايديولوجية اساس فعلها هو التآمر على منظومة القيم التي قبعت في قلب الاجماع الاسرائيلي.

        خلافا للمحللين المأجورين، فان حزب العمل التاريخي لم يمت، وهو حي يرزق في الشراكة مع الليكود – مثابة المسؤولية الرسمية لقيادة السفينة الصهيونية في لجة مياه هائلة تهدد بتفكيكها من الداخل ومن الخارج. لقد أجرى باراك الحساب التاريخي، وفضل الارتباط بالجانب الصحيح.