خبر بيت المفتي- يديعوت

الساعة 10:24 ص|17 يناير 2011

بيت المفتي- يديعوت

هذه عدالة تاريخية

بقلم: الياكيم هعتسني

(المضمون: في الاستيطان في بيت المفتي عدالة تاريخية لا مثيل لها ضد التطرف القومي الفلسطيني، اللاسامية، نزعة القتل والازدواجية الاخلاقية للبريطانيين - المصدر).

        "كرم المفتي" تسمى الارض في الشيخ جراح التي بملكية الحاج امين الحسيني في 1929 – في السنة التي أدى بها الى قتل 118 يهوديا بنى له في هذه السنة معماريان يهوديان – يكاد يكون تطوعا، بيتا فارها.

        الحاج امين، صاحب فكرة ربط الاسلام بحرب الابادة لليهود والصهيونية وأبو الارهاب الفلسطيني، كان أيضا نازيا ايديولوجيا، في الحرب العالمية أدار الدعاية النازية للشرق الاوسط من داخل ألمانيا. كان له بابا مفتوحا لدى هتلر وهملر، وبنى في البوسنه فرق اس اس وحصل على "امتياز" لابادة يهود بلاد اسرائيل على أيدي العرب المحليين، مع احتلال المنطقة من قبل رومل، كما توقعوا. كما أن المفتي منع انقاذ أطفال يهود مقابل اسرى حرب ألمان وحرص على ابادتهم في اوشفيتس.

        بعد الحرب، البريطانيون ليس فقط لم يحاكموه كمجرم حرب بل سمحوا له بمواصلة قتاله ضدنا حتى يومه الاخير.

        الان مستوطنون يهود في كرم القاتل النازي وفي بيته ستكون كنيس في ذكرى الكارثة: فهل يوجد عدالة تاريخية أكبر من هذه؟

        المفتي أجر البيت للمؤرخ العربي – المسيحي جورج انطونيوس، مخترع الاسطورة الفلسطينية الزائفة. فقد جند الحاج امين التزمت الديني في خدمة "القضية الفلسطينية" وانطونيوس وفر للغرب المثقف رواية فلسطينية، علمية زائفة، لمناكفة الصهاينة. وبالهام من زوجته كيتي عمل البيت كصالون اجتماعي التقيت فيه الطبقة النبيلة الفلسطينية مع القيادة البريطانية العليا. وهناك تبادل هؤلاء مع اولئك نفورهم العميق من اليهود ومشروعهم. أما سريرها فتقاسمته كيتي، ضمن آخرين، مع الجنرال باركر سيء الصيت والسمعة، قائد القوات البريطانية في بلاد اسرائيل وصاحب شعار "اضرب اليهود بجيبهم". ومع الايام، وجد رجال الهغناة رسائل الحب خاصته في البيت.

        مستوطنون يهود في عرش الوطنية الفلسطينية واللاسامية الاجتماعية في بلاد اسرائيل: فهل يوجد عدالة تاريخية أكبر من هذه؟

        في 13 نيسان 1948 تعرضت قرب "بيت المفتي" للهجوم القافلة الى جبل المشارف. وخرق البريطانيون تعهداتهم في الدفاع عنها، وعلى مدى ست ساعات، في وضح النهار، قتل بوحشية د. يسكي، مدير مستشفى هدايا، د. موشيه بن دور، مدير مدرسة الطب، الباحث اللغوي د. بنيامين كلار، د. ابراهيم فرايمن، خبير القانون العبري، اطباء، بروفيسوريين، ممرضات، مرضى. في بيت المفتي مكثت في تلك الساعة سرية بريطانية ولم تحرك ساكنا.

        ومثلما في الخليل في 1929 وضع البريطانيون حدا للمذبحة بعيار واحد، ولكن فقط بعد أن سفك دماء 68 يهوديا، هكذا قرب بيت المفتي لم يضعوا حدا للفظاعة الا بعد 78 قتيلا. بل العكس، منعوا البلماخ من الوصول لنجدة المذبوحين.

        على حدود "بيت المفتي" بنى البريطانيون مبنى قنصلية جميل، يستخدم، والا ماذا؟ - مركزا لمعارضة القناصل في ان تكون القدس عاصمة اسرائيل.

        الان، بريطانيون معادون لا يمكنهم أن يفتحوا نافذة دون أن يروا خلالها، قريبا قريبا، مستوطنون يهود: فهل يوجد عدالة تاريخية اكبر من هذه؟

        "بيت المفتي" يقع في مفترق مركزي، في نقطة التقاء القدس التاريخية. سلطات رام الله، وزارات الخارجية الامريكية والاوروبية ومتعاونوهم اليهود يدعون بان "مستوطنة" يهودية في هذا المكان ستمنع تقسيم المدينة وتحبط اقامة عاصمة فلسطينية في داخلها. يا ليت!

        مسألة واحدة فقط تبقى معلقة في الهواء دون جواب: ماذا حصل لنا، إذ نفقد القدرة على ان نستمتع برضى الانجاز، براحة النجاح وبفرحة النصر؟