خبر بعد البوعزيزي..3جزائريين يشعلون النار في أجسادهم احتجاجا على أوضاعهم

الساعة 06:48 ص|17 يناير 2011

3 جزائريين يشعلون النار في أجسادهم احتجاجا على أوضاعهم

فلسطين اليوم-وكالات

قالت مصادر جزائرية من مدينة تبسة، القريبة من الحدود التونسية: إن شابا في الثلاثين من العمر يعاني حروقا بليغة في رأسه بعد أن أشعل النار في جسده، تعبيرا عن تذمره من وضعه الاجتماعي المزري. وأقدم الشاب على هذه الخطوة بعد أن تحداه رئيس بلديته أن يحرق نفسه كما فعل التونسي محمد البوعزيزي «إن كنت جريئا». ذكرت مصادر من تبسة، (600 كم شرق العاصمة) لـ«الشرق الأوسط»، أن الأطباء الذين وضعوا محسن بوطرفيف في العناية المركزة بالمستشفى، غير متفائلين بشأن تطور حالته الصحية. وقالت إن الحروق التي يعانيها امتدت إلى المخ. وعلى الرغم من وضعه الحرج، فإن زوجته متفائلة بنجاته من الموت، حسب المصادر ذاتها. وتعود الوقائع إلى صباح السبت الماضي، عندما قرر محسن بوطرفيف التوجه إلى مكتب رئيس البلدية حيث يقيم، يطلب منه أخذ إجراءات عاجلة من أجل العمل في منجم ببلدة تدعى بوخضرة. وقد كان محسن رفقة 22 شابا عاطلا عن العمل، عندما التقى رئيس البلدية الذي رد عليه بأنه لا يملك سلطة تشغيل أي شخص في ذلك المنجم الذي انطلق نشاطه حديثا.

وسرعان ما ظهرت علامات الغضب على ملامح محسن بعد سماعه ردا سلبيا من المسؤول المحلي، وقال له بنبرة غضب: «سأشعل النار في جسدي إذا لم أحصل على عقد عمل في هذا المنجم». عند هذا الحد، شعر رئيس البلدية بالاستفزاز ورد عليه غاضبا: «إذا كنت جريئا افعل ما فعله التونسي محمد البوعزيزي»، يقصد الشاب التونسي الذي أشعل النار في جسده في بلدة سيدي بوزيد بجنوب تونس، وأشعلت الحادثة شرارة غضب عارم في تونس أظهرت أن البلاد كانت على فوهة بركان. ولما سمع محسن كلام رئيس البلدية أحضر بنزينا، على وجه السرعة، ووقف أمام مبنى البلدية وسكب الوقود على جسمه وأشعل النار. ويقول شهود لـ«الشرق الأوسط»: إن الحادثة وقعت في بضع ثوانٍ، وسط ذهول سكان البلدية الذين كانوا مشدودين إلى ما يجري في تونس التي لا تبعد عنهم إلا بضعة كيلومترات. ونقل محسن إلى مستشفى مدينة عنابة القريبة، بينما انتقل والي تبسة (ممثل الحكومة محليا) إلى مكان الحادثة واجتمع بالمسؤولين المحليين، وأعلن في اليوم نفسه عن إقالة رئيس البلدية وأمر بحصر كل مطالب شباب المنطقة لحلها في أقرب وقت. وسمع الوالي من الأشخاص الذين رافقوا محسن إلى رئيس البلدية، احتجاجا على «المقاييس غير الموضوعية» المعتمدة في التشغيل بالمنطقة. وقال بعضهم إن المسؤولين المحليين يرفضون مجرد استقبالهم للاستماع إلى مشاكلهم.

ونظم سكان البلدة، صباح أمس، مظاهرات للتعبير عن سخطهم من المصير الذي لقيه محسن بوطرفيف، وهددوا بتدمير المنطقة إن لم تسارع السلطات إلى معالجة الأزمة الاجتماعية الخانقة التي يعيشها سكان المناطق الحدودية. وعاد الهدوء سريعا إلى البلدة، بعد تدخل وجهائها وأعيانها الذين دعوا الغاضبين إلى التعقل.

وذكرت صحف أن شابا في الـ26 من العمر حاول الانتحار بوسط مدينة جيجل (300 كم شرق العاصمة)، في اليوم نفسه. فقد سكب البنزين على جسمه وأشعل النار فيه. وهو حاليا بالمستشفى يخضع للعلاج بسبب الحروق المنتشرة في كامل جسمه. وتقول المصادر التي أوردت الخبر: إن دوافع الانتحار مشكلات عائلية يواجهها الشاب