خبر ثلاث حالات انتحار.. وفاة شاب جزائري أحرق نفسه بسبب البطالة

الساعة 05:18 م|16 يناير 2011

ثلاث حالات انتحار.. وفاة شاب جزائري أحرق نفسه بسبب البطالة

فلسطين اليوم- وكالات

الجزائر: توفى شاب جزائري بعدما أقدم على إحراق نفسه احتجاجا على رفض رئيس بلدية بوخضرة في ولاية تبسة شرقي الجزائر توظيفه.

وذكرت صحيفة "الوطن" الجزائرية بموقعها الالكتروني أن الشاب بوطرفيف محسن توفى متأثرا بجراحه في مستشفى الحرائق الكبرى بولاية عنابة.

وقالت مصادر مطلعة :"إن والي تبسة أقال رئيس بلدة بوخضرة على اثر هذه الحادثة".

وقد شهدت الجزائر أيضا ثلاث محاولات انتحار احتجاجا على عدم توفر السكن والبطال، ففي ولاية جيجل الواقعة على بعد 400 كيلومتر شرق العاصمة , أشعل مواطن يبلغ من العمر 27 عاما النار في نفسه أمام مقر الأمن للولاية مما أدى إلى إصابته بحروق في وجهه وصدره وفي الأطراف العلوية وبدأت أجهزة الأمن التحقيق لمعرفة ملابس الحادث وأسبابه.

وفى بلدية برج منايل بولاية بومرداس الواقعة على بعد 50 كيلومترا شرق العاصمة حاول محمد أوشيه 41 عاما أب لستة أطفال الانتحار حرقا احتجاجا على إقصائه من قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي.

وكان محمد أوشيه حارس أمن في دار بلدية برج منايل تسلم موافقة مبدئية للاستفادة من السكن و لكنه اكتشف أن اسمه تم شطبه تعسفا مما جعله يقدم على سكب البنزين وإشعال النار في جسده ولكن تمكن عدد من زملائه من إطفاء النيران التي اشتعلت في جسده.

وفي بلدية عين البنيان بالعاصمة الجزائرية أقدم شاب على إضرام النار احتجاجا على أزمة السكن وتسببت النيران في إصابة والده الذي كان يرقد في غرفته.

وأوضحت مصادر أمنية أن الشاب الذي كان في حالة سكر تم نقله للمستشفى بعد إصابته بحروق من الدرجة الثانية وفتحت مصالح الأمن تحقيقا في القضية لمعرفة ملابساتها.

يأتي ذلك على غرار حادث محمد بوعزيزي الشاب التونسي الذي قام بحرق نفسه بسبب سوء الأحوال الاقتصادية في بلاده وأهانته على يد شرطية قامت بالتعدي عليه بالضرب بسبب افتراشه للرصيف لبيع الخضروات، مما أدى لاحتجاجات شعبية أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي.

وكانت الجزائر قد شهدت اضطرابات اجتماعية قبل أيام قتل خلالها خمسة أشخاص بعد احتجاجات على الأوضاع المعيشية المتردية وقد اضطرت الحكومة الجزائرية إلى إلغاء قرار برفع أسعار بعض المواد الأساسية بعد موجة احتجاجات شهدتها العاصمة الجزائر وعدة ولايات أخرى.

وإضافة إلى مقتل 5 أشخاص، أدت المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن إلى إصابة قرابة ألف شخص، كما شنت السلطات الأمنية حملة اعتقالات في صفوف الشبان الذين شاركوا في تلك الاحتجاجات.

وكان هذا الشاب قد قام بإضرام النار في جسده السبت ، بعد أن أحضر قارورة من البنزين من المحطة القريبة على متن دراجة نارية، وذلك بعد أن تعرض لرد سلبي من رئيس البلدية الذي أجابه بعدم توفر فرص عمل له وللشباب العاطلين في البلدية، داعيا إياه إلى إتباع طريقة البوعزيزي في تونس.

ونقلت صحيفة "الخبر الجزائرية" عن شهود عيان من أقارب الشاب بوطرفيف محسن، والذي يبلغ من العمر 27 سنة، متزوّج وأب لطفلين، ويحترف البناء في ورشات الخواص، بأن هذا الشاب التقى برفقة 22 شابا آخرين يأملون في الحصول على سكنات أو محلات مهنية برئيس المجلس البلدي أمام مقر البلدية صبيحة أمس، وطالبه الشاب بفرص عمل له وللشباب الذين جاءوا معه، غير أن ممثل الشعب رد عليه بأنه لا يستطيع تشغيل أي شخص.

وأضاف الشهود أن الشاب قال له "سأحرق نفسي إن لم أستفد من عقد عمل بالمنجم" لافتين إلى أن رئيس البلدية دعا بكل سخرية هذا الشاب إلى حرق نفسه إذا كانت لديه شجاعة البوعزيزي التونسي.

وما كان من هذا الشاب إلا أن أحضر البنزين وقام بإضرام النار في جسده.

وبالرغم من تدخل المواطنين إلا أن الحروق وصفت بالخطيرة وصنفت من الدرجة الثالثة.

ونقل هذا الشاب على جناح السرعة إلى المؤسسة الاستشفائية الجامعية ابن رشد بعنابة وسط حالة من التذمّر والسخط.

والي الولاية تنقل على الفور إلى مقر البلدية والتقى بممثلي المجتمع المدني وأعيان المدينة واتخذ عدة إجراءات لتهدئة الوضع في مقدمتها إقالة رئيس البلدية وإمكانية حل المجلس نهائيا، وأمر بفتح تحقيق إداري في ملابسات الحادثة.

وتحدث شباب بوخضرة عن سوء تصرف رئيس البلدية وكل من يسير في فلكه من المسئولين الذين لا يجيدون الاستماع والاتصال بالمواطنين، بالرغم من أنها مهمة في صميم واجبهم المهني، فيما لا يزال الشباب بالمنطقة يطالبون بضبط التشغيل في المنجم في مناصب أعوان الأمن وغيرها، والتي تتم في أغلب الحالات بمنطق المعريفة، على حد تعبيرهم.