خبر هنية: سنشرع في إعمار القطاع خلال يومين

الساعة 11:06 ص|16 يناير 2011

هنية: سنشرع في إعمار القطاع خلال يومين

فلسطين اليوم-غزة

أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني بحكومة غزة إسماعيل هنية عن انطلاق مشروع جديد لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال الحرب الأخيرة على غزة، مؤكدًا أن الحكومة ستضع حجر الأساس خلال 48 ساعة لهذا المشروع.

وأشار هنية في كلمته في حفل افتتاح الملتقى الدولي لإعمار غزة، والذي يعقد في مدينة غزة بمشاركة محلية ودولية إلى أنه بموجب هذا الإطلاق سيتم إنجاز المرحلة الأولى من إعادة إعمار كل بيت دمره الاحتلال في قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة.

وأكد رئيس الوزراء  أن وزارة الداخلية والأمن الوطني تمكنت من إعادة إعمار ما يقارب 60% من مقراته المدمرة حتى تستطيع الاستمرار في الحفاظ على امن الوطن والمواطن .

أهداف وطموحات

وأوضح أن الأموال اللازمة لهذا المشروع متوفرة، عادا أن هذه "رسالة نقدمها لشعبنا ولكل الذين راهنوا على هذا الشعب"، وقال: "ندخل الآن مرحلة جهاد البناء وهو جزء من توفير عوامل الصمود لشعبنا الفلسطيني"

ونوه إلى أن هذا المشروع سينفذ بدعم حكومي مباشر، وبتنفيذ من القطاع الأهلي والنقابي والمؤسسات المتصلة بالبناء على مستوى قطاع غزة، لافتا إلى أنه سيحقق أكثر من هدف.

وأكد هنية على أن الهدف الأسمى من هذا المشروع هو إيواء الناس في بيوتهم التي دمرها الاحتلال، "وعلى أنقاض البيت المدمر"، مبينا أن الهدف الثاني هو إيجاد مجال واسع للعمال والمهندسين والمتخصصين للعمل في ظل هذا الحصار الغاشم.

وطالب اتحاد المقاولين والمهندسين والعمال والمختصين بالبدء بالتحرك والاتصال بالوزارة ذات الاختصاص للنظر في كيفية بدء المشروع، وقال: "لا أتحدث عن أمنيات، أتحدث عن تنفيذ عملي على الأرض، تطبيقا لمبدأ "يد تبني ويد تقاوم، حتى يبقى مشروع المقاومة مشروع تحرير وبناء ونهضة".

وأكد على أن الحكومة تسعى لبناء شراكة حقيقية بينها -بمستوياتها ووزاراتها- وبين القطاع الأهلي والنقابي، قائمة على تحقيق المصلحة للشعب الفلسطيني، وأضاف "نريد أن نقدم نموذجا أن الوطن للجميع، وليس حكرا على أحد ولا على حكومة".

وشدد على أن قضية الإعمار مسألة تمس حياة المواطن وأمنه واستقراره، وأن المسئولية في ذلك تقع على كاهل الحكومة بالدرجة الأولى، ثم على كاهل كل المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني وأحرار العالم.

خطوات من البداية

وتحدث رئيس الحكومة بإسهاب عن الخطوات التي اتخذتها حكومته بهذا الاتجاه، لافتا إلى أنها طرحت منذ اللحظة الأولى على جدول أعمالها بعد الحرب التحديات التي تمثل أمامها، والتي كان في مقدمتها الإعمار، لاسيما وأن مساحة الهدم كانت ضخمة.

وأكمل "كان لا بد أن يكون لدينا تصور وقرار لنخفف هذه الآثار المدمرة، فاتصلنا بالعديد من الدول والمحبين والخيرين ليقدموا دعما إيوائيا عاجلا، وتسلمنا مبلغا يصل إلى 60 مليون دولار، وكان القرار بالبدء بتوزيعها على أصحاب المنازل المدمرة، لنعالج هذا الوضع الناشئ عن هذه المواجهة التي فرضها الاحتلال".

وتابع "ثم وجهنا النداء بضرورة إعادة الإعمار، وطرحت الحكومة أكثر من صيغة لتسهل عملية الإعمار، وقلنا لا مانع لدينا أن تشرف هيئة فلسطينية مستقلة على إعادة الإعمار بالتنسيق الكامل مع الوزارات المختصة، أو أن تشرف الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي، أو الأمم المتحدة، أو أن تشكل لجنة مختصة من رام الله وغزة رسميا للإشراف على إعادة الإعمار".

 لكنه استدرك "لكن للأسف، هذه التوجهات لم تواجه بالإيجابية المطلوبة، وتم تسييس الإعمار، ووضعه موضع الابتزاز، لابتزاز مواقف وحراكات سياسية لم يتمكن العدو من تحقيقها بالحصار أو الحرب" حسب قوله.

 

 

 

وأضاف "سمعنا أن هناك أموالا طائلة تم رصدها، لكنا نؤكد أمام كل الناس أنه لم يصل دولار واحد من هذه الأموال التي رصدت لقطاع غزة مطلقا خلال المؤتمرات الدولية، وفي مقابل ذلك تحركت مؤسسات أهلية وبدأت تقدم خطوات على طريق تخفيف هذه الأزمة، فقاموا ببناء وحدات وترميم منازل وبيوت وتقديم خدمات للناس".

وقال: "نحن رحبنا بهذه الخطوات المحدودة ولا زلنا، وندعو كل ممن لديه الجهوزية لتقدم أي عون أن يتقدم وبلا حرج، والحكومة جاهزة لأن تقدم كل الدعم والمخططات والأولويات اللازمة على هذا الصعيد، ما لم تكن هذه المعونات مشروطة بشروط سياسية تمس حقوق الشعب أو مواقفنا السياسية التي دفعنا دماء وأشلاء وعذابات من أجلها".

لم نناشد فحسب

واستطرد قائلا: "الحكومة لم تناشد فحسب، بل واجتهدت، فنحن قبل شهور قررنا بتوفير مبلغ شهري دوري يتصل إنفاقه لإعادة تأهيل بنية التحتية، وخصصنا 80 % من عائدات ضريبة الوقود للإنفاق على إعادة ترميم وتأهيل البنية في غزة".

وتابع "كما نظرت الحكومة في مساحات الأراضي الحكومية الواسعة، والتي تتعرَّض لاعتداءات من الناس، فاتخذت الحكومة قرارا استراتيجيا لإقامة مشاريع إسكانية في عدة مدن، والوزارة سوف تبدأ بتنفيذ المشروع بعدو مستويات".

واختتم هنية بالقول: رغم كل ذلك، لم نقدم كل شيء يريده المواطن، ولم نعالج كل مخلفات الاحتلال، لأن إمكانياتنا الذاتية بسيطة محدودة، وهذا الأمر يحتاج لدعم عالمي، وندعو الجميع لعدم إخضاع المسألة للانقسام، فهذا عين الابتزاز السياسي".

وقال: "شعبنا أثبت أنه شعب عظيم قادر على أن يدفع أضعاف معاناته مقابل عدم التنازل عن حقوقه وثوابته، وبكل المال لا نبيع قدسنا وخياراتنا أو نوافق على شيء مرفوض شرعا وأخلاقا وعلى كل المستويات، نحن أغنياء بالله وبإرادتنا وبإيماننا".