خبر ما معنى انضمامهم لكديما..إسرائيل اليوم

الساعة 08:50 ص|16 يناير 2011

بقلم: يوسي بيلين

نُشر في الاسبوع الماضي، في اليوم نفسه حقا، عن منضمين جديدين لكديما: رئيس "الشباك" السابق يعقوب بيري والخبير بالاقتصاد جلعاد شارون. قرن بيري نفسه الى المركز – اليسار في نشاطاته العامة المختلفة، كالمقابلة الصحفية الشهيرة مع رؤساء "الشباك" سابقا، الذين دعوا في 2003 رئيس الحكومة آنذاك اريئيل شارون، الى تقديم مسيرة السلام ووقف الجمود السياسي. وليس هو يساريا واضحا ولا يشارك في مظاهرات اليسار وأحداثه، لكنه ايضا لا يخفي رأيه ورأيه يُسمع.

        وجلعاد شارون ينشر مقالاته في الصحف، ومن أجهد نفسه بقراءتها رأى فيها آراء يميني واضح يتحلل من كل انحراف نحو السلام، ويلتف على نتنياهو من اليمين على الدوام، ودفاعه عن الانسحاب من جانب واحد من غزة الذي قام به والده كي لا يبدأ تفاوضا مع الفلسطينيين فقط، هو العلامة غير اليمينية الوحيدة التي تميزه.

        باركت رئيسة كديما تسيبي لفني انضمامهما. ولماذا لا تفعل؟ لكن ماذا ستفعل بهما. فبعد كل شيء ليس الحزب السياسي مجموعة اشخاص يرغبون في أن يكون كل شيء على ما يرام فقط. لانه يفترض أن يعرض الحزب مواقف ويقود الرأي العام ويناضل من اجل هدف ما – اقتصادي أو اجتماعي أو ديني أو سياسي أو بيئي. والمنضمان الشهيران الأخيران الى كديما يعززان صورته بصفته محط سيارات كبيرا. كل سيارة تصل اليه تُستقبل بمباركة، دونما صلة بسؤال الى أين تتجه بعد ذلك لان الشرط ان يكون محط السيارات مليئا.

        إن كديما هو حزب جاء كل ناخبيه من المركز ويساره، في حين ان جميع اعضاء الكنيست منه من المركز الى اليمين. فيه اعضاء كنيست يساعدون على مبادرات مضادة للديمقراطية خطرة، وفيهم من يعارضون كل اجراء سياسي وكثيرون عارضوا ايضا تجميد البناء الجزئي في المستوطنات في 2010. وليس عرضيا ان زئيف ألكين، وهو أحد اعضاء الكنيست من كديما في الولاية السابقة، انتقل الى الليكود وأصبح رئيس الكتلة البرلمانية ورئيس الائتلاف، هو واحد من الصقور البارزين في الكنيست ومشارك في المعارضة الداخلية في حزبه، وعضو كنيست يرى نتنياهو متخليا من الواجب تثبيطه.

        قد يكون هذا ممكنا في المعارضة. فالجميع ضد للحكومة، والجميع يريدون ان يكونوا الحكومة. لا يعني الامر ان هذا هدف قيمي لكن من المؤكد انه موحِّد. ماذا سيفعل كديما في الحكم؟ إن فريقا من اعضائه سيلتفون عن يمين "اسرائيل بيتنا"، وينضم فريق آخر الى مبادرات كراهية الاجانب وكراهية الأقليات، وسيكون فيه ايضا اولئك الذين يضعون عقبة أمام كل محاولة من الحكومة (مهما تكن) لتقديم سلام مع الفلسطينيين أو مع السوريين.

        إن رفض لفني الحق أن تنضم الى حكومة لا تلتزم مسيرة سياسية واضحة ينبع ايضا من معرفة انه في اللحظة التي ينضم فيها محط سياراتها الى الحكومة، ستخرج منه السيارات في اتجاهات متعاكسة، ولن تكون قادرة على مراقبتها. مع كل الاحترام لكون جلعاد شارون معنيا بالحفاظ على الحزب الذي انشأه والده عندما غضب على الليكود، فان كديما ليس حزب والد أي أحد. فاذا لم تُبين لفني لأناس ذوي آراء كآراء شارون أن حزبها سيقدم تصورا ليبراليا وسلاما بحسب معايير كلينتون في سنة 2000 فان محط سياراتها سيفرغ في أول لحظة حسم.