خبر فرصة جلعاد..يديعوت

الساعة 08:49 ص|16 يناير 2011

بقلم: اليكس فيشمان

الاب الروحي لرئيس الوزراء، زئيف جابوتنسكي، خلّف مفهوم "الهدوء هو ضلال". ولكن نتنياهو ملزم بان يرفع رأسه عن الكتب وعن الاستطلاعات، ويهتم باللحظة الخاصة التي نعيشها: الهدوء الذي تحاول حماس ان تحققه في الايام الاخيرة، بشكل شاذ، على حدود اسرائيل – غزة هو بالذات لحظة استثنائية، تنطوي – ربما – على انهاء قضية جلعاد شليت.  لعله تلوح في السحابة ثغرة يمكنها أن توفر للطرفين قطعة سماء صافية لفترة زمنية محدودة، لوضع حد لهذه المأساة.

        لاسباب ليست كلها واضحة تصر حماس على ان تنقل الى اسرائيل في الاونة الاخيرة موجات بث لا لبس فيها حول رغبتها في الهدوء. في الماضي ايضا حصل غير مرة ان في غزة فضلوا الهدوء، لاسباب تكتيكية ولكن لم يسبق أن استثمرت ابدا جهود كبيرة بهذا القدر – سواء دبلوماسيا ام ميدانيا – من أجل تحقيق وفرض هذا الهدوء.

        لهذه الدرجة من الشدة يرغب هنية ورجاله في الهدوء، بحيث أنهم قبل ثلاثة أسابيع توجهوا الى المصريين وطلبوا منهم ان يوضحوا للاسرائيليين بان هذه هي بالفعل نيتهم. فضلا عن ذلك: فقد طلبوا حتى من شخص يحتقرونه ويكرهونه – ابو مازن – بان ينقل رسالة هذا الهدوء الى اسرائيل (وبشكل عام، موجة مشبوهة من المصالحة تغمر حماس. وفد لفتح، برئاسة جبريل الرجوب وصل الى دمشق والتقى هناك خالد مشعل، تلقى منه رسالة عزاء طويلة تمس شغاف القلب لابو مازن على وفاة أخيه.

        على الارض ايضا تجري خطوات شاذة. صحيح، في الماضي ايضا حاولت حماس منع المنظمات الصغيرة من اطلاق النار نحو اسرائيل دون تنسيق ولكنها الان اقامت وحدات خاصة هذه غايتها وهذا مجال اختصاصها. هذه الوحدات انتشرت على طول الحدود وأُمرت بان تمنع بالقوة، النار الصاروخية. كما ان الجهاد الاسلامي انضمت الى هذه الخطوة. هم ايضا يريدون الهدوء الان.

        ماذا يحصل هناك؟ ماذا يشغل بالهم؟ ممَ هم خائفون؟

        أحد الافتراضات في حماس يقول ان اسرائيل تتوجه نحو الانتخابات، وفي مثل هذه الفترة من شأن نتنياهو ان يحاول جني المكاسب على ظهورهم. بتعبير آخر: هم مقتنعون بان اسرائيل ستنطلق الى رصاص مصبوب 2، كما انهم يترجمون الغارات الجوية الاخيرة ليس كرد على النار بل كعمل تمهيدي للحملة الكبيرة.

        لدى حماس أسباب ممتازة للتطلع الى الهدوء. الهدوء سيساعدها على تعميق حكمها، تعزيز المنظومات العسكرية ونيل الدعم الدولي. كما ان انعدام اليقين في لبنان، والتخوف من ضعف الحليف – حزب الله – يساهمان بدورهما. اضيفت الى ذلك امكانية أن تصبح ايران – السيد – هي ايضا متهمة في اغتيال الحريري، الامر الذي سيسهل على كل اعداء المنظمة – بدءا بالسلطة، عبر اسرائيل وانتهاءا بمصر، مهاجمتها.

        وهنا يدخل الموضوع الاساس: ليس مهما على الاطلاق "لماذا"، بل "ماذا". مهمة حقيقة أن حماس تريد بكل قوتها الهدوء. وذلك لانه اذا كان كذلك، فهذا هو الوقت لان تقترح عليها صفقة نهائية: تريدون الهدوء؟ هيا نغلق قضية شليت.

        حتى الان، تعيش حماس في احساس بان اسرائيل لم تقل بعد الكلمة الاخيرة في هذا الشأن، وسيكون ممكنا انتزاع المزيد فالمزيد منها مقابل الجندي المخطوف. الان، عندما يحتاجون الى تعاون اسرائيل، فانه يمكن وضع نهاية لهذا. على اسرائيل أن تعرض صفقة، فتسمح لحماس بالمرونة دون أن تهان. مثلا، موافقة على تحرير سجناء قلائل الى الضفة. فهذا ليس ما سيحل السلطة ويعيد الارهاب.

        وسائل الاعلام القت بستار على قضية شليت، ومريح للسياسيين بالطبع اسكات هذه المعضلة. ولكن بالذات عندما لا يكون رئيس الوزراء يخضع الى الضغط، فانه الوقت المناسب له لاثبات زعامته. فها أنا، كما ينبغي أن يقول لنا، صمدت امام الضغوط، واخترت التوقيت المناسب، وتوصلت الى الصفقة الصحيحة، واني آخذ المسؤولية على عاتقي واعيد جلعاد في الظروف الافضل التي يمكن أن نحققها. وتوجد هنا، بالمناسبة، فرصة أفضل لانجاز صفقة أوسع بكثير، تتضمن توافقا على هدوء لمدى طويل.

        حسب منشورات أجنبية، الوسيط الالماني لصفقة شليت زار غزة ثلاث مرات في الشهر الاخير. لعله هو ايضا يشم الفرصة؟