خبر نفاذ مخلفات المباني وقلة التهريب عبر الأنفاق يضعان العمال في غزة على المحك

الساعة 07:01 ص|16 يناير 2011

 

نفاذ مخلفات المباني وقلة التهريب عبر الأنفاق يضعان العمال في غزة على المحك

فلسطين اليوم-غزة

شهدت الأيام الماضية تزايداً ملحوظاً في أعداد الشبان المتعطلين عن العمل بعد التراجع الكبير الذي شهدته عمليات التهريب من خلال الأنفاق وتسريح مئات العمال، إضافة إلى نفاد مخلفات المباني والمنازل المدمرة التي كان عشرات الشبان يتخذون من جمعها حرفة لتحصيل المال.

المنطقة الحدودية التي كانت تعج يومياً بمئات العمال لم تعد كذلك ومن يقصدها منهم يأتي باحثاً عن فرصة للعمل في أحد الأنفاق القليلة التي لا تزال تعمل.

الشاب بسام جمعة من سكان مدينة خان يونس أكد أنه فقد عمله في أحد الأنفاق قبل عدة أشهر بعد أن اضطر مالك النفق لإغلاقه نظراً لتراجع الدخل، موضحاً أنه ومنذ ذلك الحين يبحث عن فرصة عمل جديدة دون فائدة.

وأوضح جمعة: أنه نجح في العثور على عمل في نفق متخصص في تهريب الأسمنت لكن هذا العمل لم يدم طويلاً بعد أن اضطر مالك النفق إلى تقليص عدد العمال عقب تراجع الطلب على السلعة المذكورة.

وقرب بوابة صلاح الدين الحدودية كان تقف مجموعة من الشبان يرتدون ملابس متسخة عليها بقايا أسمنت، أكدوا أنهم فقدوا جميعاً أعمالهم في أنفاق أغلقت بعد تخفيف إسرائيل الحصار وسماحها لعدد كبير من السلع بدخول القطاع.

وقال إبراهيم سلامة، أحد هؤلاء الشبان: إنه يتوجه ورفاقه يومياً إلى المنطقة المذكورة باحثاً عن رزقه، خاصة أن بعض المواطنين يأتون لشراء الأسمنت من الأنفاق ويبحثون عن عمال لتحميله على متن شاحنات وإنزاله في موقع البناء.

وأكد أنه كثيراً ما يغادر دون أن يحالفه الحظ في أي عمل وأحياناً ينجح مع زملائه في العثور على مبتغاهم فيتقاسمون الفتات العائد من عملهم الشاق، كما قال.

وأوضح سلامة: أن العمل في الأنفاق وعلى الرغم من خطورته فإنه كان يوفر دخلاً جيداً لمئات الشبان الذين انضموا الآن لجيش العاطلين عن العمل.

تناقص عمال الحصمة

وكانت شوارع وساحات المدينة بدأت تخلو شيئاً فشيئاً من عشرات الشبان والفتية الذين كانوا يجوبونها باحثين عن الحجارة وبقايا المنازل والمباني المدمرة، لجمعها وبيعها لتجارة الحصمة ومالكي مصانع الطوب الذين يقومون بدورهم بتحويلها إلى حصمة بواسطة كسارات صغيرة.

ويشير سائق سيارة الأجرة محمود يوسف إلى أنه كان يشاهد عدداً كبيراً من الشبان والفتية ينتشرون في مساحة من الأرض تقع في بلدة خربة العدس شمال المدينة، يبحثون عن الحجارة والطوب التي كانت تلقى فيها، لكن أعداد هؤلاء الشبان تراجعت بصورة كبيرة مؤخراً بعد نفاد الطوب من تلك المنطقة.

أما الشاب صلاح حمد وكان يستقل دراجة "تكتك" ويبحث عما تبقى من حجارة في شوارع وأزقة جانبية في تلك المنطقة، فأكد أنه ينوي ترك عمله المذكور بعدما أضحى غير مجد ولا يعود عليه بالمال، موضحاً أنه بالكاد يتمكن من تعبئة دراجته مرة أو مرتين في اليوم الواحد بعد أن كان يملؤها أكثر من خمس مرات يومياً.

وأشار حمد إلى أنه يفكر في بيع دراجته والبحث عن مهنة أخرى أو مشروع تجاري صغير يدر عليه دخلاً يمكنه من إعالة أسرته.

أما الفتى محمد أبو جزر فأكد أنه عاد ليقف بعربة الكارو قرب السوق المركزية، ينقل خضراوات وحاجيات المواطنين بعد أن كان ترك هذا العمل وانشغل في جمع وبيع الحجارة.

وأشار إلى أن شقيقه الذي كان يعاونه أضحى بلا عمل أما هو فقد انخفضت مدخولاته اليومية إلى أكثر من الثلثين.

يذكر أن المهنتين سالفتي الذكر كانتا من أهم المهن خلال الفترة الماضية في محافظة رفح وأكثرهما جذباً للعاطلين عن العمل.