خبر مؤسّسات مسيحيّة تبني مشاريع إسكانيّة لمحاربة الهجرة

الساعة 11:02 ص|14 يناير 2011

مؤسّسات مسيحيّة تبني مشاريع إسكانيّة لمحاربة الهجرة

فلسطين اليوم- وكالات

في خطوة غير مسبوقة لمحاربة هجرة مسيحيي القدس الفلسطينيين، لجأت بطريركية اللاتين ومؤسسة الفرنسيسكان الى بناء وحدات سكنية لهم في الشطر الشرقي من المدينة وترميم بيوتهم في بلدتها القديمة.

 

صرح مساعد بطريرك اللاتين، المطران وليام شوملي، عن القيام "ببناء 72 وحدة سكنية في بيت صفافا" بهدف مساعدة الفلسطينيين على البقاء وعدم الهجرة، وتابع ان البطريركية "ستقوم بانجاز مشروع إسكان ثاني".

 وأوضح المطران شوملي في حديثه، "احتجنا لنحو 15 عاما لنحصل على تراخيص من بلدية القدس" الإسرائيلية، مؤكداً ان "الحصول على تراخيص الإسكان الجماعي أسهل بكثير من الحصول على تراخيص فردية".

من جانبه، كان بطريرك اللاتين، فؤاد طوال، اشار عشية عيد الميلاد الى ان الدور المسيحي "تراجع في هذه البلاد في السياسة والمواقف الاخرى" نتيجة تراجع عدد المسيحيين بسبب الهجرة. وقال ان عدد السكان المسيحيين في كل مدينة القدس يبلغ "10 الاف فقط من كافة الطوائف مقابل 240 الف مسلم و450 الف يهودي". وتابع ان عدد المسيحيين في الضفة الغربية وغزة والقدس لا يتجاوز الخمسين الفا. واكد انه "رغم هذا العدد المتناقص، نحن اقوياء في مؤسساتنا مثل المستشفيات والمدارس".

من جهته، قال الوكيل المساعد للشؤون المسيحية في وزارة الأوقاف الفلسطينية الدكتور حنا عيسى إن «هجرة المسيحيين من الأراضي الفلسطينية أصبحت ظاهرة مقلقة في الآونة الأخيرة». وأضاف إن «آخر الإحصاءات تفيد بأن نحو 600 مسيحي من القدس والضفة وغزة يهاجرون سنوياً». وأوضح أنه «بين عامي 1967 و1993 غادر الضفة الغربية وقطاع غزة نحو 13 ألف مسيحي، هاجر منهم ثمانية آلاف من الضفة الغربية وخمسة آلاف من قطاع غزة».

 

وحذر عيسى من استمرار هجرة المسيحيين وخصوصاً الشرقيين من مدينة القدس لأن لديهم أملاكاً كثيرة في القدس الغربية، وقال «إذا أجبرت إسرائيل المسيحيين على ترك البلاد، فإن ذلك سيخلق مشكلة مع الغرب. أما إذا هاجروا طواعية فإن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سيبدو كأنه صراع إسلامي يهودي».

 

وفي إطار هذه المشاريع، تحدث الأب فراس حجازين من دير اللاتين في القدس عن مشروع سكني آخر في حي الشياح في مدينة القدس أنجز و«سكنت فيه 68 عائلة مسيحية في نهاية شهر تشرين الثاني الماضي». وقال إن «مؤسسة الفرنسيسكان لحراسة الأراضي المقدسة دعمت، برعاية دير اللاتين، مشروع بيت فاجي الذي أقيمت بيوته أساساً لمساعدة الأزواج الشباب وذوي الدخل المحدود».

 

وفي هذا الإطار، يقول سمير هودلي، أحد المستفيدين من مشروع إسكان الشيح، «شعرت براحة النفس والهدوء منذ سكنت هنا في أيلول الماضي»، وأضاف إنه يدفع «1300 شاكل، حوالى 350 دولاراً شهرياً لبيت مساحته 130 متراً مربعاً، مقابل 800 دولار في الشهر كنت أدفعها من قبل وصاحب البيت غير راض». أما أنطون الربضي، فيقول إن «الحياة كانت صعبة جداً في البلدة القديمة مع أننا نحبها كثيراً. لكن مساحة البيت هنا 130 متراً مربعاً ضعف مساحة بيتنا القديم».

 

إلا أن الأب فراس حجازين قال «إن عملنا هذا لا يكفي لإيقاف الهجرة. وحدنا لا نستطيع عمل ذلك، يجب أن تقوم مؤسسات أخرى بدعم مثل هذا العمل وأن تحذو حذونا». ورأى أن «مساعدة الناس في سكنهم ما هي إلا مساعدة بسيطة أمام تحديات الحياة الصعبة في القدس لأن هناك عناصر كثيرة تجعل الإنسان يرحل، مثل قلّة العمل والأشغال والدراسة والضرائب الباهظة ومستوى المعيشة المرتفع». ومثله، قال المطران شوملي إن تأمين السكن «لا يكفي لأن الناس بحاجة الى عمل»، موضحاً أنه «إذا لم يجد الفلسطيني عملاً فسيسعى إلى ترك البلاد للحصول على مصدر رزق».

 

وأضاف «وفرنا عملاً لنحو 66 عاملاً من القدس والولجة وبيت لحم» في الضفة الغربية «ونأمل أن تستطيع السلطة بناء مصانع وإيجاد أماكن عمل للناس».

 

وفي هذا السياق، أعلن جهاز الإحصاء الفلسطيني في بيان عن نتائج مسح الهجرة الأول في الأراضي الفلسطينية في عام 2010 أنّ الهجرة لا تطال المسيحيين فقط، إذ إن حوالى 32 ألف فلسطيني هاجروا. وأضاف البيان إن «هذا العدد لا يشمل الأسر التي هاجرت بالكامل»، بل يتعلق بالأفراد وحدهم. وأشار الى أن الشباب بين 15 و29 عاماً وخصوصاً حملة البكالوريوس والشهادات العليا يمثّلون ثلث المهاجرين، والذين تتراوح أعمارهم بين 30 و44 عاماً حوالى 26%.