خبر « كان يمكن فعل أكثر من اجل جلعاد شاليط ».. يديعوت

الساعة 10:33 ص|14 يناير 2011

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: مقابلة مع رئيس "أمان" السابق عاموس يادلي – المصدر).

عندما أنهى رئيس "أمان" عاموس يادلين خدمته في الجيش، في تشرين الثاني الاخير، كان اول عمل عمله اعفاء لحيته. قرر يادلين وزوجته كارين الخروج في رحلة حملة حقائب مركزة في بيتغونيا، في الطرف الجنوبي من القارة الامريكية. يادلين شخصية محروسة: فعلى حسب ما قيل في حفل الوداع الذي أُجري تكريما له، خصصت منظمات عدوة جائزة مليون دولار عن رأسه. وقد أطال لحيته بفعل الظروف. في الصور التي جاء بها من هناك جبال جليدية ضخمة، وسهوب ثلجية، ومشاهد غروب رائعة وألسنة بحرية بلون ازرق عميق لكن يوجد ايضا يادلين مختلف وحُر ومطلَق ومُلتحٍ.

خدم في الجيش الاسرائيلي اربعين سنة واسبوعين. فهو أول لواء يجتاز سقف الاربعين سنة. إن هذه الذروة تشهد على شخصية يادلين الخاصة أكثر مما تشهد على الجيش الاسرائيلي. قضى الفصل الاول من حياته المهنية طيارا حربيا. ففي حرب يوم الغفران حارب في التشكيلة 102، وهي تشكيلة طائرات "سكاي هوك" حاربت في القناة في الأساس. وخسرت التشكيلة في الحرب 17 طائرة. وفي احدى طلعاته تلقت طائرته اصابة في الجناح لكنه نجح في اهباطها في "بير جفجافة". في 1981 كان واحدا من الطيارين الثمانية الذين خرجوا لمهاجمة المفاعل الذري العراقي في نطاق عملية "أوفرا"، وبعد ذلك أصبح قائد قواعد سلاح الجو في نفاتيم وحتسريم، ورئيس وحدة استخبارية في سلاح الجو، وملحقا للجيش الاسرائيلي في واشنطن ورئيس "أمان" في السنين الخمس الاخيرة.

عيّنه دان حلوتس رئيس "أمان" بموافقة رئيس الحكومة شارون. وتولى يادلين عمله في اليوم الذي أُصيب فيه شارون بالجلطة. وباعتباره رئيس "أمان" عمل من قريب مع اثنين من رؤساء الحكومة (اولمرت ونتنياهو)، وثلاثة وزراء دفاع (موفاز وبيرتس وباراك) ورئيسي اركان (حلوتس واشكنازي). وبرغم ان كل واحد منهم في هذه السنين الخمس العاصفة شاجر زملاءه شجارا شديدا، فقد عرف يادلين كيف يُنمي علاقات ثقة بالجميع. فهو شخص حذر ومتزن ومعتدل. ويتم التعبير عن حذره في هذه المقابلة الصحفية ايضا وهي مقابلة تركه عمله. ذكّرني مرة بعد اخرى في اثناء المقابلة بأنه ما زال يلبس البزة العسكرية برغم انه يلبس الحُلة المدنية.

يُطل بيته وهو في بلدة في مركز البلاد على نصف دولة من الخضيرة الى أسدود. وقد رأى التل الذي يسكن عليه اليوم من حجرة الطيار عندما سخن محركا في تال – نوف. واستوضح أهو داخل الخط الاخضر، ثم مضى ليبحث عن بيت فيه. يقضي صباحاته الآن في ركوب طويل لدراجة هوائية ميدانية. وهو يركب في طرق غابات من قرية زراعية الى اخرى.

انه حفيد دافيد هكوهين الذي كان من رؤساء قطاع الهستدروت ومباي وتولى رئاسة لجنة الخارجية والأمن. وهو ابن الفائز بجائزة اسرائيل اهارون يادلين، الذي كان وزير تربية. وهو ابن كيبوتس حتسريم في النقب. في حفل الوداع الذي أُجري له تحدث أحد اصدقائه الطيارين عن ان يادلين عندما مضى الى صندوق الاقتراع بعد حرب يوم الغفران، صوت لحزب خصم، لا لحزب جده ووالده. وقد جاء هذا الصديق بهذه القصة مثالا على استقلاله.

سألت يادلين عن هذا في هذا الاسبوع. "بعد ما جرى علينا في حرب يوم الغفران، لم استطع أن أصوت لهم"، قال.

سألته ما الذي اعتقده في مناحيم بيغن الذي قرر قصف المفاعل الذري العراقي فقال: "عندما سمحوا لنا بالحديث عن قصف المفاعل الذري، قلت دائما ان البطل الحقيقي للعملية ليس هو الطيار الذي قصف بل الرجل الذي اتخذ القرار. وكان هذا بعد أن فقد بيغن تأثيره السياسي بكثير".

قُصف المفاعل الذري مساء انتخابات 1981. وعندما جاء بيغن لتهنئة الطيارين وأكثرهم من أبناء الكيبوتسات، قامت زوجاتهم وبينهن كارين يادلين، قرب الجدار ورفعن لافتات كُتب فيها "شرط ألا يكون الليكود". ولم يساعدهن ذلك فقد فاز بيغن في الانتخابات بفضل قصف المفاعل الذري.

مُعايشة الصواريخ

سألت: هل سوريا مستعدة لتسوية سلمية مع اسرائيل.

قال: "يوجد عند الجماعة الاستخبارية رأيان متناقضان، فثم من يزعمون ان السلام مع اسرائيل مناقض لماهية نظام الحكم. ويقول آخرون العكس أي أن الأسد لا ينتمي انتماءا طبيعيا الى محور الشر. كان النظام السوري في الماضي مستعدا لصنع سلام مع اسرائيل بشروطه.

"في سنيّ الخمس في "أمان" رأيت تأييدا لهنا وهناك. وأوصيت بامتحان الأسد. لم يكن تعليلي استخباريا بل اخلاقيا: فاذا قُضي علينا بأن نمضي لمحاربة سوريا فليعلم كل جندي أننا فعلنا كل شيء لمنع الحرب".

وقلت إن للسوريين شروطا مسبقة.

"لهم وللفلسطينيين ايضا"، قال. "فهؤلاء وهؤلاء يرفضون اجراء تفاوض في الحدود. انهم يريدون الحصول على الحدود في الرواق لا في غرفة التفاوض. أرى انه يجب على السوريين التزام الانفصال عن ايران. لانه يجب ان تعادل مخاطرة اسرائيل بالنزول عن الجولان ترتيبات استراتيجية تُحسن وضعنا".

هل يحل اتفاق سلام مع سوريا مشكلتنا في لبنان، سألت.

"كان هذا صحيحا قبل عشر سنين"، قال. "إن قدرة سوريا على السيطرة على لبنان أصغر اليوم. فحزب الله يستطيع أن يوجد من غير سوريا. بعد أن حولت ايران مئات ملايين الدولارات الى حزب الله أصبح تأثيره أكبر".

قلت ان متحدثين اسرائيليين يتحدثون عن 45 ألف صاروخ تهدد اسرائيل.

قال يادلين: "ليس هذا دقيقا. لا يجوز الحديث عن 45 ألف صاروخ. فأكثر صواريخ حزب الله تشبه القذائف. وليست لها قدرة الوصول الى قلب اسرائيل. صحيح أن جميع السكان الاسرائيليين في الحرب القادمة سيكونون معرضين للصواريخ. لكن دولا صمدت لهذا الامتحان. خُذ مثلا سكان لندن في الحرب العالمية الثانية. عندما يوجد نظام يعطي إنذارا ويوجد نظام ملاجيء، واستخبارات جيدة وسلاح جوي جيد يمكن تقليل الاصابة الى مستوى محتمل. هل سيكون هذا أشد مما كان في 2006؟ اجل بيقين. هل يمكن العيش مع هذا؟ اجل بيقين".

وصفت الاستخبارات الاسرائيلية بشار الاسد بأنه مهرج لا يسيطر على دولته، قلت.

قال يادلين: "ليس في فترتي. فهو حاكم غير مضعضع. انه يسيطر على دولته منذ عشر سنين. ويستطيع ان ينظر الى مكانته في العالم في رضى. كان مقاطعا. وفي 2005 طردوه من لبنان. واليوم يراوده الجميع. حسّن العلاقات بتركيا وعزز الحلف مع ايران ويعترف السعوديون بمكانته في لبنان".

سألته: الى أين يمضي لبنان. تحدثنا قبل يوم من ترك حزب الله الحكومة هناك: وذكر يادلين استقالة الحريري باعتبارها امكانية واقعية.

قال: "لبنان معقد جدا. يوجد توازن بين الطوائف والمعسكرات المختلفة، المشترك فيه الرغبة في الاستقرار والنماء الاقتصادي. لهذا يُدبر جميع اللاعبين في لبنان الامور في حذر. من جهة لا يستطيع حزب الله قبول تأثيمه بقتل رفيق الحريري. فسيكون هذا إضرارا اخلاقيا بقلب المنظمة. فقد سمّى نصر الله الحريري "شهيدا" بعد يوم من القتل، لكنه بحسب نتائج التحقيق يتبين انه دبّر القتل بنفسه. ومن جهة ثانية سعد الحريري الابن الذي يصعب عليه أن يواجه الوضع الذي نشأ.

"تريد جهات من خارج لبنان ايضا استقراره، حتى دولة اسرائيل".

ثمة اربعة سيناريوهات ممكنة:

·        أن يترك حزب الله؛ وتشتد الازمة السياسية ويستقيل رئيس الحكومة الحريري.

·        أن يُفسر كل واحد من الأطراف تقرير المحكمة عن قتل الحريري بحسب طريقته، ويستوعب الاستنتاجات ويمضي قُدما.

·        أن يخرج الوضع عن السيطرة: فتُطلق النار لا بسبب قرار من أعلى خاصة.

·        أن يُصدر حزب الله الازمة الى اسرائيل بعملية عسكرية.

قال: "إن اللاعبين في الساحة اللبنانية يعطون الاحتمال الأكبر للامكانين الأولين. مع ذلك اذا وقعت مواجهة عسكرية داخلية فلا شك في أن حزب الله سيهزم جيش لبنان ويستولي على السيطرة على الدولة".

ليس مؤكدا ان هذا ما يريده نصر الله. قال يادلين: "ربما يدرسون في حزب الله حالة تولي حماس السلطة في غزة ويدركون القيود التي تفرضها المسؤولية الرسمية".

عُدت لسؤاله عن لبنان بعد اعلان حزب الله. "لحزب الله وللحريري ايضا نقطة هما غير مستعدين لتحمل ما يُجاوزها"، قال. "فحزب الله غير مستعد أن يتحمل اتهامه بالقتل؛ والحريري مدين لأبيه دينا اخلاقيا. في مكان كلبنان، مع الكثير جدا من السلاح، يوجد دائما خطر أن تخرج الامور عن السيطرة. مع ذلك أُقدر أن لا أحد من الأطراف له مصلحة في بدء اطلاق النار".

إن يادلين على ثقة من انه اذا وقعت مجابهة عسكرية بين ايران واسرائيل فان حزب الله سيهاجم اسرائيل. وثقته أقل من ذلك فيما يتعلق بحماس وسوريا. فسوريا تدرك ان لها ما تخسره.

سألته: هل العالم العربي ناضج لسلام مع اسرائيل.

قال: "في 1977 عُدت الى الجيش بعد فترة في الكيبوتس. وبعد يومين من مجيئي هبط السادات في البلاد. أردت أن أجري لأُسرح نفسي. لقيني قائد تشكيلة الطيران. فقال دعك من هذا فالسلام لن يصمد يومين. ومن الحقيقة ان السلام مع مصر صمد سنين طويلة. لنا سلام مع الاردن واتفاق مع الفلسطينيين. ولا ترفض سوريا السلام مع اسرائيل ولا السعودية برغم انها تشترط شروطا صعبة".

كابوس

إن يادلين، مثل مئير دغان وآخرين في الجماعة الاستخبارية، مشهور بأنه يعارض هجوما عسكريا على المشروع الذري الايراني. وهو يرفض الحديث في هذا. سألته هل بلغنا نقطة اللاعودة.

"إن سؤال متى سيصبح لايران قنبلة ذرية غير مهم ولا ذي خطر"، قال. "السؤال هو ما يلي: هل تقرر ايران أن يكون لها قنبلة، وكم من الوقت ستحتاج اليه كي تقطع المسافة الاخيرة. فعندها العلم والمواد والوسائل. وتعرضها ايران الآن باعتبارها جزءا من برنامج ذري مدني.

"لم يفعل الايرانيون شيئين حتى اليوم: التخصيب بنسبة عالية والقدرة على تركيب المادة الذرية في سلاح. اذا قرروا فعل ذلك فسيعرفون كيف.

"لهذا فان سؤال اللاعودة غير ذي صلة. كلما كانت القاعدة أوسع تضاءل الزمن بين القرار وإتمام القنبلة. من المحتمل افتراض ان يقوم الايرانيون بالاختراق الأكبر عندما يكون انتباه العالم مصروفا الى مكان آخر أو عندما يُقدرون أن زمن الاختراق قصير جدا ولا يُمكّن الامريكيين من التدخل. هدفهم التوصل الى المشروع في أمن من غير أن يشوشوا عليهم".

قلت: لنفترض انهم توصلوا الى القنبلة. هل سيستعملونها؟

"الى اليوم كانت الدول التي توصلت الى السلاح الذري حذرة جدا"، قال. "التقدير العقلاني عند النظام الايراني مختلف. تعلمت تقدير منطقهم لكنه يختلف عن منطقنا احيانا.

"إن تأثير ايران السلبي في الشرق الاوسط واضح للجميع. فهي تصدر الايديولوجيا والسلاح الى منظمات ارهابية وتدعمها بالمال. وايران اذا أصبحت ذرية ستجر دولا اخرى الى السباق الذري. وستريد كل دولة لها مكانة قوة اقليمية، سلاحا ذريا ولا سيما اذا كانت مسلمة سنيّة".

سألته ما الذي فعلته الاستخبارات الاسرائيلية وماذا فعل آخرون للعرقلة على المشروع الايراني. رفض الجواب لكنه قال شيئا عن مصير التحذيرات الاستخبارية. "تخيل أن الاستخبارات أنذرت بحرب يوم الغفران. كان الجيش الاسرائيلي سيستعد وكان المصريون يُحجمون وكانت الاستخبارات تظهر كاذبة".

سألته: هل تتفق اسرائيل والولايات المتحدة على تقدير الامور.

قال: "في 2007 نُشر التقدير الاستخباري الامريكي الذي نص على أن العناصر غير الشرعية في البرنامج الذري جُمدت. ومنذ ذلك الحين تلاشت الاختلافات في الرأي فلا يكاد يوجد جدل في الحقائق".

قلت: الانطباع من قراءة وثائق "ويكيليكس" هو ان الادارة الامريكية مجندة اليوم لنضال المشروع الذري الايراني.

قال: "هذا صحيح. فايران الذرية تعني نهاية نظام ميثاق منع نشر السلاح الذري. هذا كابوس. والى ذلك، فان علاقة ايران بالمنظمات الارهابية تقض مضجع الحكومات في الغرب".

بين الاحمر والازرق

قال يادلين: "الهدوء الذي يسود حدود اسرائيل مضلل. فعندنا نقاط ضعف". وقد عد خمسا منها:

·        سلاح ذري (ايران) وكيماوي (سوريا).

·        القدرة على اطلاق كميات كبيرة من النيران على الجبهة الاسرائيلية الداخلية.

·        زيادة تأثير المنظمات الارهابية في السكان (حزب الله وحماس).

·        ادراك انه يمكن المس باسرائيل بوسائل سياسية وربما ان يُفرض عليها تسوية بقرار من مجلس الأمن أو اعتراف من دول.

·        سلب اسرائيل شرعيتها، وسياستها وشكل استعمالها للقوة.

"كانت "أمان" قلقة سنين كثيرة من معاودة اخفاق يوم الغفران. كان الانذار مهما على نحو فظيع. وكان الزبون هو القادة: رئيس الاركان ووزير الدفاع ورئيس الحكومة. صرفت عنايتي الى تعزيز الجسم العسكري. يعرف كل جندي في "أمان" في السنين الخمس الاخيرة ان حاجتنا الى التزويد بأهداف للعدو في أعلى اهتمام.

"أدركنا انه لا يمكن الاعتماد بعد على بُعد واحد في العمل الاستخباري. يجب العمل على نحو متآلف. وكان هذا ثورة غير صغيرة في منظمة السرية فيها مهمة.

"وكان الهدف الاستراتيجي الثالث مجال حرب الحواسيب. هذا مجال حديث يأتي بمعلومات استخبارية ذات نوعية عالية ويساعد في الدفاع والقتال. ولاسرائيل في هذا المجال أناس لا نظير لهم.

"عرفنا كيف نمنح القادة تقديرات مستقلة وواعية لاءمت ما وقع بعد ذلك. أسهل شيء هو تقديم تقديرات متشددة. لم يُعزل أحد لانه تشدد في التقدير. أما نحن فقدمنا تقديرات صحيحة.

"لم أبلغ هذه الانجازات كلها وحدي. كان في "أمان" عمل مدهش من ناس كثيرين. فثمة الوحدة 8200، ووحدة الاقمار الصناعية، والاستخبارات البشرية واشياء اخرى لا استطيع تفصيلها".

سألته: كيف واجهت الساسة. وكان أكثرهم في نزاع.

"يُحتاج الى الثقة كي يكون لقاء"، قال. "لم يكن هذا سهلا لكنني أنهيت الامور مع الجميع على نحو لا بأس به.

"ولما كانوا لم يفكروا التفكير نفسه في نقاط حرجة، فان رأيي لم يُصب قط رأي واحد منهم أو اثنين أو ثلاثة. وبرغم هذا كانت ثقة. وهي لم تُشترَ بالتلطف".

قلت: الانتقاد عليك أنك كنت حذرا جدا. فهل امتنعت من قول رأيك؟

قال: "لا حقا. اهتممت بالتفريق بين مستويين. الاول تقدير ما يحدث عند العدو. وهذه مسؤوليتي. لكن المعركة تقررت بالتأليف بين الاحمر والازرق، بين العدو وبيننا.

"في نقاط رئيسة عبرت عن رأيي ايضا فيما يجب علينا فعله. وعبرت عنه في صرامة. يعرض رئيس الاركان موقف الجيش لكن عندما خالف رأيي رأيه لم أسكت. وعندما خالفني رئيس "أمان" للبحث في الرأي اهتممت باستدعائه".

أعطني مثالا حسم رأيك فيه الامر، طلبت.

حار يادلين. وفي النهاية قال: "في الحديث الختامي مع اولمرت ذكّر بواقعتين حيث اختلف في النقاش الذي حضره رئيس الاركان ورئيس "أمان" ورئيس الموساد ورئيس "الشباك"، اختلفت الآراء اثنين مقابل اثنين. وقال اولمرت نظرت اليك وقررت بحسب رأيك".

وكانت احدى الحالات هي الصفقة مع حزب الله لاعادة جثتي ريغف وغولدفاسر. فقد عارض رئيس الموساد دغان ورئيس "الشباك" ديسكين. وأيد يادلين. فقد اعتقد ان العوض – وهو عدة جثث للبنانيين والقاتل سمير القنطار – غير مبالغ فيه. وهو يعتقد هذا اليوم ايضا. لكنه عارض في مقابلة ذلك صفقة تعرضها حماس عوض جلعاد شليط. الاطلاق الجماعي للارهابيين الى الضفة سيفضي الى قتل اسرائيليين وسيكون مذلة استراتيجية ايضا.

سألته: هل فعلت الدولة كل شيء للإتيان بشليط دون صفقة، سألته. فقال: "كان يمكن فعل أكثر".

كان يجب على الدولة في المستوى الظاهر ان تتشدد في معاملة أسرى حماس، فلا تدعهم يشاهدون التلفاز ويدرسون ويستقبلون الأقرباء. وثمة وسائل ضغط ونشاطات اخرى رفض تفصيلها لكنه أضاف قائلا: "لكنني لا أقبل انه يجب فعل كل شيء".