خبر الأيام المئة الأخيرة- هآرتس

الساعة 09:08 ص|13 يناير 2011

الأيام المئة الأخيرة- هآرتس

بقلم: آري شبيط

 (المضمون: الاشهر القريبة من ولاية نتنياهو حاسمة فاذا لم يفعل فعلا حاسما في مجال حل الصراع فسيؤول الى السقوط والتهاوي - المصدر).

        عندما يرفع بنيامين نتنياهو عينيه يرى واقعا لا يراه أكثر الاسرائيليين. ليس الهدوء الأمني عرضيا كما يزعم في غرف مغلقة. الهدوء نتاج سياسة الردع الحازمة التي استعملها. وكذلك ليس النماء الاقتصادي هدية الله. فالنماء نتيجة الاصلاحات التي أحدثها وزير المالية الماضي، والسياسة التي يقودها رئيس الحكومة المتولي عمله.

        إن الثلاثين مليار شيكل التي يخصصها نتنياهو للبنى التحتية توشك أن تُحدث ثورة في النقل العام. والمليارات السبعة التي يستثمرها في المعلمين والمدارس والتعليم العالي توشك ان تُحدث ثورة حيوية. إن النمو العالي الآن (4.5 في المائة) واماكن العمل الجديدة (120 ألفا) تجعل اسرائيل مكانا يطيب العيش فيه. وكسر سيطرة الشركات الكبرى في مجال الهواتف المحمولة وحقول غازنا يجعل اسرائيل مكانا أكثر عدلا وحرية. لكن الصحافة وحدها بقيت كما كانت: معادية ومطارِدة وتحركها مصالح اجنبية. لهذا ليست المشكلة هي الواقع الاسرائيلي بل وسائل الاعلام الاسرائيلية. إن ما يفترض ان يقول للجمهور الحقيقة يشوه الحقيقة كي يسقط الحكومة.

        إن كتاب دفاع نتنياهو في شأن الحريق في الكرمل صارم جدا. فلولا ان رئيس الحكومة عمل كما عمل لاحترقت أجزاء كبيرة من شمال اسرائيل. إن اخفاق الاطفاء الجوي هو اخفاق حكومات كديما التي تحاول حكومة الليكود اصلاحها الآن. في مقابلة ذلك، كتاب الدفاع ضعيف في طائفة من الشؤون الاخرى. فلا يوجد جواب يقبله العقل عن ضعف الديوان، وتركيبة الحكومة ومشكلة الزعامة. ولا يوجد جواب معقول عن التشريع الظلامي والتحريض والعنصرية. ولا توجد مواجهة حقيقية للشعور بالكآبة والمراوحة في نفس المكان والانحلال.

        يُقل نتنياهو من الحديث في الشأن السياسي حتى في أحاديث مغلقة مع مساعدين ومقربين. ولو كان عنده سر فانه لا يُفشيه. لكن اشخاصا اجانب التقوا مع رئيس الحكومة في المدة الاخيرة على ثقة بأنه يعمل على شيء ما. انه يقرأ الخريطة، ويعلم ان زمنه محدود ويحاول اصابة الهدف. ومن اجل هذا أرسل عددا من طوافات التنقيب الى عدد من حقول السلام الممكنة. ونفذ عددا من اعمال التنقيب في العمق.

        لم يتدفق السلام حتى الآن لكن بعض النتائج مشجع. البحر عاصف، والتحدي صعب ولا نعلم ماذا تكون النتيجة. لكن ليس يوجد أي شك في ان بنيامين نتنياهو يجهد في هذه الايام جهدا كبيرا من اجل المفاجأة.

        تتوقع تطورات في الاسابيع القريبة. ستتخذ خطوات لبناء الثقة بعضها ذو أهمية. سيفتتح السلام الاقتصادي مصانع لم يُرَ مثلها في الماضي. لكن هذه الخطوات لن تكون كافية. يفترض ان يعلم نتنياهو انه يجب أن يأتي على أثرها اعلان سياسة اسرائيلية جديدة. سيُحتاج الى خطبة بار ايلان ثانية. اذا كان رئيس الحكومة عنده رؤيا سلام حقا فيجب عليه ان يعرضها على الجماعة الدولية. ويجب عليه ان يقول كلاما صريحا في المستقبل القريب جدا. وعلى النحو الأكثر قطعا، وفي المكان الأشد إلزاما.

        هل ستفضي خطبة بار ايلان ثانية الى شق طريق؟ ليس هذا مؤكدا. فبحسب الشهادات المتراكمة، يفاجيء تفكير نتنياهو السياسي في 2011 الى هنا والى هناك. فهو يزن في مجالات ما تنازلات مدهشة. وهو صارم جدا في مجالات اخرى. لن يتخلى عن السيادة على الكتل الاستيطانية، ولن يُهادن في الوجود في غور الاردن، وسيحاول الدفاع عن المستوطنين. في مقابلة ذلك، سيكشف في مجال تبادل الاراضي عن استعداد للابعاد في السير. وعلى ذلك اذا كشف نتنياهو عن خبايا قلبه فستثور عاصفة. وسينشأ حراك جديد. وسيُتحدى براك اوباما وأبو مازن وتسيبي لفني ايضا.

        أخذ الزمن ينفد. ليبرمان في هياج، وحزب العمل ينحل والفلسطينيون يمضون الى الامم المتحدة. إن أمل نتنياهو الوحيد هو ان يقول حقيقته التي تتشكل وان يحاول تحقيقها. هل ستوجد عنده القوة لفعل هذا؟ الاشهر القريبة حاسمة. إن الايام المئة القريبة بالنسبة لنتنياهو هي الايام المئة الأخيرة.