خبر أعطوني كراهية-يديعوت

الساعة 09:08 ص|12 يناير 2011

أعطوني كراهية-يديعوت

بقلم: عينات فيشباين

المشكلة مع افيغدور ليبرمان هي العواطف. فهو يثير الكثير من العواطف. يكفي أن نرى النائبة باينا كيرشنباوم تنظر اليه، بعد لحظة من نجاحها في اقرار مشروع قانونها، كي نفهم ما هو التفاني وما هو الاعجاب. يكفي ان نذكر اسمه امام اولئك الذين يسميهم "اللطفاء"، لنرى وجوههم تكفهر نفورا. يكفي وجهه المشع لملء القلب بمشاعر قوية، وليس مهما من أي نوع. هو جيد في هذا، ليبرمان. وهو يتسلى بالنفس الاسرائيلية كفنان.

والان هو في ذروة حبكة اخرى. هو نفسه يعرف بان لجنة تحقيقه ضد منظمات حقوق الانسان لن تأتي بشيء. فما الذي سيخرج من هناك، باستثناء قائمة متبرعين، بعضهم من الاتحاد الاوروبي، بعضهم ربما من فرنسا اعوذ بالله، وعنهم جميعا بلغت المنظمات مسجل الجمعيات؟ كما أنه لا ينشيء كل هذا المشروع الفاخر كي يزرع الخوف في قلوب رجال المنظمات واليسار. من مثله يعرف بانه احدا ليس غبيا بما فيه الكفاية كي يغير عاداته وارائه بسبب هجوم جبهوي فظ كهذا، بل العكس فقط.

ليبرمان يريد شيئا آخر تماما، وبالنسبة له فانه قادر على ان يقترح كل مشروع قانون سخيف يأتي على ذهنه: وضع اشارة س على اليساريين، اخراج مفهوم "حقوق الانسان" من القانون، مساواة ظروف المحاضرين في الاكاديمية مع ظروف الحبس في كتسيعوت، وما تيسر.

يريد فقط ان يثير شيئا واحدا: الكراهية. تجاه العرب، تجاه اليساريين، تجاه نفسه. كما أن منظمات حقوق الانسان يفضلها هو مفعمة بالكراهية، عمياء من الغضب، توجه سهامها اليه وليس الى مواقفها من الضعفاء، الفقراء، اللاجئين وضحايا الاحتلال. هو الوحيد الذي يمكنه أن يوحد الشعب تحت شعور واحد مشترك، إذ انه يفهم: في اللحظة التي تسيطر فيها الكراهية، يكون هو المسيطر.

وعليه فان السلاح الوحيد ضده، المناهض لليبرمان، هو المنطق. عدم الاكتراث. التوازن. بالضبط مثل الاطفال الذين يعلموهم كيف يقفون امام الاستفزاز. اذا وقف ليبرمان وصرخ "نا نا نا نا" سيقف مؤيدوه ويهتفون وراءه. على الانسان سوي العقل في هذا الوقت أن يأخذ نفسا عميقا، ويتذكر ما هو الصحيح، ويترك المياه العكرة تمر من فوق الرأس. لا يسكت، ولكن لا ينجر الى مواقع العواطف.

كلمة مكارثية، مهما كانت مخيفة، فانها تتضمن ايضا التوازن اللازم، وعليه فحسن استخدامها وليس بالمقايسات مع "الانظمة الظلامية". المكارثية كانت موجة عكرة من الكراهية (للشيوعيين) استمرت في الولايات المتحدة لاقل من عقد. مع كل الاقوال السيئة التي يمكن قولها عن هذه القوة العظمى، فقد احتوت الالية التي أدت الى نهايتها، كشفها، نبذها والقضاء على تعبيرها السلبي. المكارثية هي جزء أليم في التاريخ الامريكي، ولكنه بالتأكيد لا يصفه.

اسرائيل أيضا، كديمقراطية في خطر لا تزال تحوي في داخلها على آليات الدفاع هذه. وحتى في هذه الكنيست البائسة، وحتى من يبدو غير مبال، غير مكترث، أو جزء من آلية الكراهية، سينهضون في لحظة الحقيقة للدفاع عن طريقة الحكم الوحيدة التي يمكن لها ان تبقي الدولة على قيد الحياة. جزءا كبيرا من الاكاديميين، اقلية محترمة من الليكود، متبطلو العمل الذين لم يكلفوا أنفسهم الوصول الى ذاك التصويت الرهيب – سيستيقظون في اللحظة التي يجسد فيه ليبرمان رؤياه، يكف عن اثارة الاعصاب وينهض ليضرب الديمقراطية.

الليبرمانية مثل الكهانية، يمكنها أن تصبح في غضون عدة سنوات ذكرى مريرة. هذه لن تكون سنوات جميلة، سيستغرقنا زمن طويل لاصلاح اضرار الكراهية. ولكن هذا سيكون فقط شيء آخر اضافي من الاشياء التي يتعين علينا أن نتعلم كيف نتعايش معها ذات مرة، حين نقرر الشروع في العيش.