خبر نجاح الردع الايراني- هآرتس

الساعة 09:07 ص|12 يناير 2011

نجاح الردع الايراني- هآرتس

بقلم: الوف بن

 (المضمون: النظام الصاروخي الايراني يردع اسرائيل أو فريقا من قادتها على الأقل عن القيام بعمل عسكري لقصف المنشآت الذرية في ايران - المصدر).

        يدّل كلام وداع رئيس الموساد التارك عمله مئير دغان، الذي تم تفسيره على انه تحذير من هجوم اسرائيلي على المنشآت الذرية في ايران، على جدل شديد في القيادة السياسية – الامنية: أتهاجِم أم لا تهاجِم؟ أتخرج في حرب ردعية تجلب اصابة شديدة للجبهة الاسرائيلية الداخلية أم تعتمد على الجماعة الدولية لاحباط التهديد؟ يبدو ان الاختلاف لم يُحسم بعد، وان العملية العسكرية ما تزال "على المائدة".

        هل يجب ان نقرأ تاريخ اسرائيل في السنتين الاخيرتين قراءة مختلفة، باعتباره صراعا بين النشطاء الذين سعوا الى قصف ايران، والمعتدلين الذين أرادوا الامتناع عن العملية؟ الاغراء كبير. إن الشأن الايراني يؤلف بين السياسة والاستراتيجية والسياسة الداخلية والعلاقات الخارجية والدسائس في القيادة.

        يوجد في الجانب الهجومي من المعادلة رئيس الحكومة ووزير الدفاع معا. فنتنياهو يرى القنبلة الذرية الايرانية خطرا على وجود اسرائيل والشعب اليهودي. ويخشى باراك ان تُدفع اسرائيل الى دونية استراتيجية. ويعتمد الحلف السياسي بينهما منذ يومه الاول على الرؤيا المشتركة لاحباط جهود ايران الذرية الذي سيمنح اسرائيل سنين اخرى من التفوق الاقليمي.

        ويوجد في الجانب المعتدل قادة أذرع الأمن والاستخبارات: رئيس الاركان غابي اشكنازي، ورئيس الموساد دغان، ورئيس "أمان" عاموس يادلين ورئيس "الشباك" يوفال ديسكين. يُنسب اليهم جميعا رأي ان التهديد الايراني شديد لكن الهجوم العسكري ليس الطريقة الصحيحة لاحباطه. وهم يرون ان حربا مُدبرة ستدفع اسرائيل الى كارثة فقط. ستتضرر الجبهة الداخلية، ويُقتل كثيرون، ويُشل الاقتصاد، وتحصل ايران على شرعية دولية لبناء منشآتها المدمرة من جديد وتنطلق الى الأمام الى الذرة.

        تقف الادارة الامريكية الى جانب المعتدلين. منذ اليوم الذي توليا السلطة فيه على التوازي شك الرئيس براك اوباما في ان نتنياهو سيفاجئه بالهجوم على ايران. لهذا تحقق من ان تكون اسرائيل تحت رقابة لصيقة.

        ثار الجدل شديدا قُبيل الربيع الماضي. فقد جند اشكنازي الى جانبه الرئيس شمعون بيرس والسابقين امنون ليبكين شاحك واوري ساغي، وتلقى وعداً من رئيس الحكومة ان يُسمع موقفه. وكلفه هذا قطيعة نهائية للعلاقة بينه وبين وزير الدفاع الذي بدأ اجراءات مغطاة اعلاميا لتعيين اللواء يوآف غالنت وريثا لاشكنازي. وكان الانطباع ان غالنت أكثر هجومية فيما يتعلق بايران، ولن يوقف نتنياهو وباراك المنطلقين نحو المعركة.

        يرى الساسة ان الجنرالات يخشون لجان تحقيق. فقد أفضت جميع الحروب الكبيرة بعد الايام الستة الى عزل قيادة الجيش إن لم نقل تبديل السلطة. لهذا يُجاري اشكنازي اليقين ويغطي نفسه مثل ايلي يشاي في ازمة اخماد الحريق. إن الجيش والاستخبارات لا يحذران مما سيحدث في ايران بل من الضرر الذي سيحدث بتل ابيب، وسيثير غضبا عاما ومطالب تحقيق وعزل وإقالة. ويؤمن باراك ان الجمهور يريد ألعاب فيديو وعمليات عنتيبة، وانه غير مستعد لحرب طويلة مؤلمة. في مقابلة ذلك، يرى الجنرالات ورؤساء الاستخبارات ان نتنياهو وباراك يحاولان أن يبدوا "قوميين"، وهجوميين، عالمين انه لن يحدث شيء، وانهما يستطيعان تعليق عدم الفعل بمستوى العمليات.

        مرت 2010 دون حرب مع ايران. وفي الشتاء لا يخرجون لحروب بسبب الغيوم التي تُقيد سلاح الجو. لكن الاختلاف في الرأي يثور في 2011. يفضل رئيس الموساد الجديد تمير بردو كسلفه توجه الاقتصاد في القوة لكن مكانته في هذه الشؤون مكانة مستشار. ويدأب يادلين على كتاب، وما زال اشكنازي الذي سيترك عمله في الشهر القادم لم يُعبر تعبيرا معلنا في شأن ايران.

        ثارت في خلال ذلك مشكلة سياسية. فحزب العمل يتهرب من الحكومة ويخشى نتنياهو ان يخسر باراك الى جانبه. سيكون وريث باراك المتوقع في حكومة يمين ضيقة هو موشيه يعلون الذي يُعد معتدلا في القضية الايرانية. وهذا ما يُفسر اجراءات رئيس الحكومة التي ترمي الى إبقاء العمل في الائتلاف.

        يستمر البرنامج الذري الايراني برغم ان العقوبات تقلق الايرانيين. وفي اسرائيل يستمر الجدل كما يذكر رؤساء جهاز الأمن. من الواضح فقط ان ايران نجحت حتى الآن في ردع اسرائيل عن عملية تستعمل القوة، بنظام القذائف الصاروخية والصواريخ التي نصبتها قريبا من الحدود. وهكذا أحرز العدو "التوازن الاستراتيجي" حتى دون قنبلة ذرية.