خبر الشعب معك يا غالنت -هآرتس

الساعة 09:06 ص|12 يناير 2011

الشعب معك يا غالنت -هآرتس

بقلم: عميرة هاس

 (المضمون: العلاقة التكافلية بين المستوطنين في المناطق المحتلة والجيش الاسرائيلي الذي يسلب الاراضي الفلسطينية بعلل أمنية - المصدر).

سيطرة على اراض عامة، وشق شوارع قرصنة، وتصريحات مضللة، ومعايير مزدوجة في تخصيص الاراضي – وكل ذلك تحت غطاء الملابس العسكرية. أهذا اختصار تاريخ الاستيطان الاسرائيلي (الاستعمار باللغة الاجنبية)؟ لا وكلا. هذه هي الدعاوى في أساس استئناف الحركة الخضراء على تعيين يوآف غالنت رئيس الاركان القادم، وهي دعاوى أثارها صحفي صحيفة "معاريف" كلمان لبسكند على الدوام في تحقيقاته في السنتين الاخيرتين.

        في خلال ذلك، طلبت المحكمة العليا أول أمس تفسيرات من المستشار القانوني لصورة علاج الشكاوى على غالنت. واليكم تفسيرا أصبح مكتوبا لكنه مملوء بالتناقض.

        إن جيش الدفاع الاسرائيلي، وهو البيت الذي نما فيه المواطن غالنت، هو سمسار الاراضي الرئيس في الارض الفلسطينية التي تم احتلالها في 1967. إن كل ما نجح السماسرة الخاصون في شرائه بالحيلة والخداع لا يعادل الاراضي الواسعة التي سلبتها الأوامر العسكرية بتوقيع مجيد من قادتنا. إن سيطرة الجيش على اراض "لأهداف عسكرية وأمنية" تُرجمت سريعا جدا الى سيطرة تتوسع لمصلحة النوع المدني الأعلى على حساب النوع الأدنى.

        إن جيش الدفاع الاسرائيلي هو الباني والحارس معا في عملية تفسير الكتاب المقدس باعتبار ذلك صك شراء عقارات. الارض العامة والارض الخاصة والارض الصخرية وينابيع الماء والارض غير المسجلة والارض المبنية هي مطمع روايات الفلاحة وتراث العمارة. أوجد رجال قانون من لابسي البزات العسكرية ورجال قانون مدنيون، يلبسون العباءات الجليلة للعلم والألقاب من أفضل المعاهد، أوجدوا ما لا يُحصى من البدع والحيل لسلب كل نوع من الاراضي.

        إن رجال القانون والقادة العسكريين، كمثل أدنى الجنود ممن يركز أمر سلب الارض والدمار في ساق شجرة زيتون، هم الرُسل. لكن في دولة الخدمة العسكرية فيها هي امتحان قبول ناجح مسبقا لحياة سياسية، يُطمس على الحدود بين مُبدعي السياسات وبين مُنفذيها.

        وينبغي ألا يوجد عدم فهم، فالمستوطنون رُسل ايضا. حتى عندما يثور الرسول مرة بعد اخرى على مُنشئه وحارسه فانه ما يزال أداة في تحقيق سياسة ثابتة وهي احباط كل احتمال لانشاء دولة فلسطينية قابلة للوجود (بعكس دولة جيوب يُقدمها الآن حزب كديما والعمل).

        تدين أجيال من الجنود والقادة بثروتها الاجتماعية لمشروع الاستيطان – وكذلك بمصدر عيشها في الجيش وفي السياسة وفي عالم الاعمال الأمني والمدني. فكلما اتسع المشروع كسب عدد أكبر من الاسرائيليين اليهود منه مباشرة وغير مباشرة. وكلما اتسع وكثروا، عظُم مسار سلب من ليس اسرائيليا يهوديا، وزادت الحاجة والطلب من تلقاء ذاتها بأحزمة أمنية اخرى. إن العسكريين في الخدمة النظامية والاحتياطية والدائمة يُسوَّقون باعتبارهم كيانا مُؤْثِرا على نفسه، ليس له ميول ومصالح، وانه مادة خام ومادة بشرية فاخرة رُكبت منها هذه الأحزمة الأمنية.

        إن التكافل بين المستوطنين والجنود ينبع من علاقة الحامي بالمحمي الحميمة ومن حقيقة ان الحديث عن جيش الشعب. في دولة تضاءل فيها منذ زمن عنصر "الرفاه" – نُقلت احتمالات التطوير الاجتماعي – الاقتصادي للشعب الاسرائيلي – اليهودي الى المستوطنات.

        تشوش هذا التكافل شيئا ما عند غالنت – بحسب الشبهة – وطبّق في ظاهر الأمر، على نحو مصغر ما يُطبقه مكان عمله على نحو مُكبَّر. لو انه كان من سكان مستوطنة عوفره مثلا، وفعل باراضي قريتي سلواد وعين يبرود ما يشكون من انه فعله بجيرانه اليهود – لقُدِّم كُتاب التحقيق ومُقدموا الاستئناف لتحقيق برلماني.

        ولا يوجد حتى داعٍ لتقديم استئناف آخر معارض لتعيينه رئيسا للاركان بسبب مسؤوليته المباشرة، باعتباره قائد المنطقة الجنوبية، عن قتل مئات المدنيين في غزة في عملية "الرصاص المصبوب" في ظروف غير قتالية على نحو ظاهر. الشعب من ورائك يا غالنت.