خبر فلسطينيو ال 48 يعيدون مجد الحمامات التركية في نابلس

الساعة 07:41 ص|12 يناير 2011

فلسطينيو ال ٤٨ يعيدون مجد الحمامات التركية في نابلس

فلسطين اليوم: نابلس

بعد أن كانت مدينة نابلس تضم أحد عشر حماماً من أرقى الحمامات التركية، لم يتبق منها سوى اثنين بفعل ظروف، "الشفاء والسمرة" اثنين، وهما الاحتلال، وما تعرضت له مدينة نابلس خاصة التي كان لها نصيب الأسد من جرائم الاحتلال وخاصة خلال انتفاضة الأقصى، حتى وصل الأمر بأحد قادة

سأجعل هذه المدينة: جيش الاحتلال بأن يقول ولأن المواطن الفلسطيني .الجميلة مجرد أطلال مشهود له بعشق التحدي، فقد تحولت «النابلسي» أمنية ذلك القائد العسكري الإسرائيلي إلى مجرد بعد أن تمكنت ثلة من أبناء نابلس ،«أحلام يقظة» من إحياء ما دمره الاحتلال، ومن ضمن ذلك اثنان من حمامات نابلس القديمة التي يقارب عمر أحدهما ال ٨٠٠ عام. « الشفاء » وهو الاحتلال قصف حمام الشفاء مرتين..!!

ويقول يوسف الجابي الذي كان له شرف ترميم الذي يعود بناؤه إلى عام ١٢٢٥ « الشفاء » حمام ميلادي، بأنه تمكن من ترميم الحمام، في العام ١٩٩٣ ، على نفقته الخاصة، بتشجيع من رئيس بلدية نابلس الاسبق حافظ طوقان، بعد أن كان الحمام مجرد كومة من الحجارة القديمة، وكميات من التراب، بسبب الحرب التي شنتها قوات الاحتلال على نابلس وخاصة الجزء القديم منها، موضحا بأن طيران الاحتلال قصف الحمام في العام ٢٠٠٣ ، وفي عام ٢٠٠٩ قام بإعادة ترميمه مرة أخرى، موضحا ،« حمام الجديدة » بأن حمام الشفاء واسمه القديم كان قبلة الزائرين لمدينة نابلس قبل مئات السنين، مؤكدا أن حمامات نابلس القديمة كانت أحد أهم

المتنفسات لعموم المواطنين.

ويؤكد محمد عامر ٣٥ عاما وهو أحد العاملين الرئيسيين في حمام الشفاء أن غالبية زوار الحمام ، هم من أبناء الداخل الفلسطيني المحتل عام ١٩٤٨ وخاصة من القدس ومناطق المثلث والجليل، مؤكدا بأنه يشعر بسعادة غامرة حين يقوم باستقبالهم، وتقديم الخدمة لهم، وقال ان حضورهم الى نابلس يؤكد على ترابط الشعب الفلسطيني الواحد.

..« لا نرتاح الا هنا » : زوار من الداخل يؤكدون وخلال زيارة الحياة الجديدة لحمام الشفاء، تحدث عدد من الزوار من أبناء الداخل الفلسطيني، وقال أحدهم وهومحمد ابو بدران ٤٥ عاما من جسر الزرقا، ان الهدف من زيارته لحمام الشفاء هو طلب الراحة والاسترخاء من كافة الجوانب، موضحا بأن الهدف الاساس هو رغبته بالبقاء أطول فترة ممكنة .« فلسطينيون » في مكان استجمامي لا يوجد فيه الا وأضاف بأن زياراته المتكررة الى نابلس وحمام الشفاء تحديدا، ساعدته في كثير من الأمور بصراحة أنا أقلعت » : الاجتماعية الخاصة به، وقال

كما أكد .« عن عادات سيئة جدا بعد زياراتي لنابلس ابو العبد عماش وهو ايضا من جسر الزرقاء ويبلغ من العمر حوالي ٥٠ عاما بأن الاسعار مناسبة جدا ومريحة، مضيفا بأنه لا مجال للمقارنة في أسعار التسوق عموما بين نابلس والمدن الاسرائيلية، وقال ان المهم هو قيامه بشراء ما يريده في ظروف نفسية .« بصراحة لا نشعر بالراحة الا هنا » : مناسبة، وأضاف مراحل الحمام..

وحول المراحل التي يمر بها الزائر لحمام الشفاء، أوضح محمد عامر بأن الزائر بمجرد دخوله إلى التي « القاعة الصيفية » الحمام، يتم استقباله في وبعد أن يتسلم ،« بحرة » تتوسطها بركة مياه صغيرة أحد الموظفين منه حاجياته ويضعها في صندوق « وزرة » خاص، ويقدم له صابونة نابلسية ومنشفة ووليفة، يدخل الزائر الى الجزء الثاني من الحمام وهو حيث يقوم بخلع ملابسه وارتداء ،« المشلح الشتوي » ثم يدخل الى الجزء الثالث من الحمام ،« الوزرة » والتي تتكون من ثلاث مراحل، أولاها الدخول الى حيث يستلقي عليه لمدة تتراوح « بلاط النار » قاعة بين ٣٠ الى ٤٠ دقيقة، موضحا بأن درجة حرارة حوالي ٥٠ دراجة مئوية، ويضيف بأن « بلاط النار » من أهم فوائد ذلك تنشيط الدورة الدموية، والغدد اللمفاوية وتفتيح مسامات الجسم، والمساهمة في علاج الغضروف والدسك وبعض الأمراض الجلدية.

ويضيف عامر، بأن الزائر يقوم بعد ذلك بالدخول الى غرفة الساونا وهي عبارة عن غرفة خشبية، وتبلغ درجة الحرارة فيها حوالي ٧٠ درجة مئوية، ويبقى فيها حوالي نصف ساعة، ثم يدخل الزائر الى غرفة البخار لمدة تتراوح بين عشر دقائق الى ربع ساعة، وبعد خروجه منه، يخضع الزائر حيث يقوم أحد موظفي الحمام « التكييس » لعملية المختصين باستخدام كيس مأخوذ من وبر الجمل ويفرك به جسم الزائر لاخراج الأجزاء الميتة من يخضع للمساج، « التكييس » جلده، وبعد الانتهاء من والذي يقوم به موظفون متخصصون. وللنساء نصيب..

ولم تغفل ادارة حمام الشفاء عن توفير الخدمة إلى النساء، بشكل لا يقل في الاهتمام عن خدمة

الرجال، ويوضح عامر، بأن ادارة الحمام تولي النساء في هذا المجال اهتمام وتركيز وحذر بشكل مواٍز للرجال وربما أكثر، ويقول انه ومن أجل ذلك، قامت الادارة بتجهيز خمسة متخصصات وثلاث عاملات مؤهلات، الى جانب موظفة خاصة لادارة الأيام المخصصة للنساء وهي الأحد والثلاثاء.

وأشار الى الحمام يقدم للزائرات اللواتي يزرن المكان من مختلف المناطق الفلسطينية الى جانب محافظة نابلس، الكثير من الخدمات اضافة الى الخدمات المقدمة للرجال، وخاصة في مجال الكوافيرات وتنظيف البشرة ونقش الحناء وتقشير البشرة، الى جانب المساج والتكييس.

وفيما يتعلق بالأسعار، أكد عامر أن ادارة الحمام حرصت على أن تكون الاسعار بمتناول الجميع، موضحا بأنه اذا ما تمت مقارنة اسعار حمامات نابلس بأسعار أي بلد في العالم، فستجدها مناسبة جدا.

وأعرب عن اعتقاده بأن وجود حمام الشفاء في مدينة نابلس، ساهم الى حد بعيد في تنشيط الحركة التجارية، الى جانب ترسيخ الروابط بين أبناء الشعب الواحد، سواء من جهة أبناء نابلس ومدن الضفة، أو أبناء الداخل الفلسطيني.