خبر اتساع ظاهرة سماسرة العقارات بالقدس

الساعة 11:35 ص|10 يناير 2011

اتساع ظاهرة سماسرة العقارات بالقدس

فلسطين اليوم- وكالات

كشف مدير مركز معلومات وادي حلوة بالقدس المحتلة جواد صيام، النقاب عن نشاط مكثف لشبكات سماسرة العقارات وتغلغلها بين السكان العرب وتحديدا بسلوان والبلدة القديمة.

وفرضت شرطة الاحتلال الإقامة الجبرية على صيام بعد اعتقاله لمدة أربعة أيام، حيث أخضع للتحقيق بشبهة الاعتداء على عربي ينشط في السمسرة وتسريب العقارات الفلسطينية للشركات الاستيطانية.

وطلبت اللجان الأهلية بالأحياء المقدسية من السكان، توخي الحذر وعدم التعامل مع جهات وصفتها بالمشبوهة، والتي تنشط لشراء العقارات تحت غطاء مؤسسات عربية وإسلامية وفلسطينية ممولة من أثرياء الخليج.

تحرك نشط

وناشدت الأهالي الاستفسار عن هوية أي شخص يقترح عليهم شراء عقاراتهم لصيانتها.

ووفق المعلومات التي جمعها المركز، يلاحظ مؤخرا تحرك نشط لجماعات مشبوهة بأحياء القدس العربية، وتحديدا في سلوان، وادي حلوة، والبلدة القديمة، وتعرض هذه الجماعات على السكان بيع عقاراتهم.

وتدعي الجماعات بأنها تسعى للحفاظ على عقارات المقدسيين وعدم نقلها للشركات الاستيطانية، وقد حصلت على دعم مالي من السلطة الفلسطينية وصناديق دعم عربية وإسلامية.

حملة تحذير

وقال صيام "اعتقلت وأخضعت للتحقيق على خلفية نشاطي السياسي، وتمحور التحقيق حول حملة التحذير التي أطلقناها ضد نشاط سمسارة العقارات بالقدس".

وتابع في حديثه للجزيرة نت "وجهت لي شبهات الاعتداء على عربي ينشط بسمسرة العقارات لصالح الشركات الاستيطانية، وتحرياتي مع أناس حول الظاهرة، وعلاقاتي مع منظمات سياسية غير قانونية ومصادر التمويل التي نحصل عليها".

وأضاف "يحظى السماسرة المنتشرون حتى في بيت حنينا وشعفاط بحماية الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وهم بمثابة صمام الأمان للمشروع الاستيطاني". 

تحايل وتزوير

ولفت صيام إلى أن السماسرة يعتمدون كافة أساليب التحايل والتزوير لوضع اليد على العقارات، ويستهدفون أملاك الغائبين، وتزييف المستندات وتقديمها للدوائر الإسرائيلية لنقل ملكيتها للشركات الاستيطانية.

ولاحظ خلال اعتقاله، وجود حركة للسماسرة قرب غرفة التحقيق "أي أن نشاطهم بات علنيا، وسلطات الاحتلال على استعداد للكشف عن هوية أي سمسار من أجل التصدي لأي ناشط مقدسي يسعى لإفشال الصفقات المشبوهة".

وأوضح صيام أن هناك شبكات تزوير تستهدف العقارات والأراضي غير المسجلة بالطابو الإسرائيلي، من خلال إصدار شهادات وفاة مزورة لمالكيها، وبواسطة حارس أملاك الغائبين تنقل العقارات لملكية إسرائيل والشركات الاستيطانية.

ضغوطات وابتزاز

وتعتمد هذه الجماعات أساليب مختلفة لاختراق المجتمع المقدسي، حيث يستغل السماسرة عدم قدرة العائلات على تسجيل عقاراتها بالطابو الإسرائيلي.

وتتعرض العائلات التي ترفض التعاون معهم أو الكشف عن الوثائق التي بحوزتها، إلى ضغوطات وابتزاز من قبل السماسرة.

وقال مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر إن أفراد شبكات السماسرة يسعون لتسريب المنازل الفلسطينية للمستوطنين، إن كان بشكل مباشر، أو من خلال التحايل والتزوير.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت "يبلغ عدد العقارات بالبلدة القديمة قرابة 6000 عقار وهو أكبر احتياط من الأملاك الفلسطينية بالقدس، وهناك قرابة 70 عقارا سربت للجماعات الاستيطانية".

إغراءات مالية

وأكد عبد القادر أن حوالي مائتي عقار تسرب سنويا في جميع أنحاء القدس للشركات الاستيطانية عن طريق السماسرة، وتحبط عشرات المحاولات للاستيلاء على العقارات الفلسطينية.

وأشار إلى وجود صعوبة بتقليص ولجم الظاهرة التي اتسعت مؤخرا، بسبب الإغراءات المالية وتذرع هذه الجماعات بمساعدة الشعب الفلسطيني للحفاظ على عقاراته.

ودعا إلى إقامة صندوق عربي إسلامي لمواجهة الظاهرة ودعم صمود المقدسيين بالحفاظ على عقاراتهم. وخلص بالقول "نتحدث عن شبكات مدعومة من قبل بلدية الاحتلال وأجهزة الدولة بإسرائيل، وكل من يتصدى لها يتعرض للتهديد والمطاردة والاعتقال".