خبر دور المثقفين- هآرتس

الساعة 09:07 ص|10 يناير 2011

دور المثقفين- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

مجموعة من المثقفين الاسرائيليين، بما فيهم حاصلين على جائزة اسرائيل، قررت القيام بعمل ما وارسال بيان لـ 41 نائبا في الكنيست أيدوا اقامة لجنة تحقيق لفحص مصادر التمويل لجمعيات حقوق الانسان. وفي كتابهم يحذرون من انه "اذا ما تشكلت لجنة الصيد، فستفقد السلطة في اسرائيل ما تبقى لها من شرعية. كل نشاطها وقوانينها ستكون غير قانونية على نحو ظاهر".

        احتجاج علني للأدباء في اسرائيل هو مظهر مشجع وهام. تحذيرهم من تدهور النظام في اسرائيل من الديمقراطية الى الفاشية العنصرية هو نداء أخير الى المنزلقين في هذا المنحدر الخطير. سباق القوانين التمييزية في الكنيست – "قانون الولاء"، حظر سكن العرب في البلدات المجتمعية، تعزيز مواقف الحاخامين العنصريين، والآن الحرب ضد منظمات حقوق الانسان – بات أكثر بكثير من مجرد ظاهرة مقلقة: فهو يُحدث انقلابا ثقافيا ونظاميا بدأ منذ الفترة التي كانت فيها المحكمة العليا مستهدفة من اليمين المتطرف والاصوليين.

        هذه ثقافة يديرها العناصر المتطرفة – الدينية، واليمينية في السياسة الاسرائيلية، ممن يتطلعون الى اعادة تعريف مفهوم حقوق المواطن والانسان. وسائلهم معروفة: في البداية يشككون بمنظمات حقوق الانسان، ويضيفون الى الشك فحصا وفي النهاية تصدر ايضا الادانة العامة، حتى وإن لم تكن بوسعها ان تثبت أمام المحكمة. وهكذا يتمكن هؤلاء المتطرفون من السيطرة على المجتمع المدني، الذي هو الملجأ الأخير للمواطن من وجه التعسف السلطوي.

        سيكون من الوهم الاعتقاد انه تكفي قوة المثقفين – والذين في واقع الامر هم مشبوهون في نظر جزء من الجمهور بصفتهم "مناهضين للصهيونية" – لوقف الموجة العكرة. دون عمل مشترك من السياسيين المستقيمين ودون تجند جماهيري نشط مشكوك ان تحطم الاصوات سوية العقل سور الفاشية الآخذ في محاصرة الدولة. لم يعد الحديث يدور فقط عن السمعة الطيبة لاسرائيل وعن صورتها في العالم، بل عن اعادة تعريف المجتمع في اسرائيل. تحوله الى مجتمع، مثلما في الصين، في كوريا الشمالية، في ايران، وفي جزء من الدول العربية، سيلفظ من اوساطه ايضا المفكرين الذين لا يزالون يسعون الى رسم الطريق السوي.