خبر « لا يوجد دواء للسخونة أو للتبخيرة بغزة »!

الساعة 09:40 ص|09 يناير 2011

"لا يوجد دواء للسخونة أو للتبخيرة بغزة"!

بقلم / د. منير عبد الله البرش -مدير عام الصيدلة

يحيا القطاع الصحي الدوائي في غزة وضعاً مأساوياً فالمستشفيات تشكو من قلة الدواء ومراكز الرعاية الأولية تكاد لا تجد فيها الدواء والكلمة المألوفة عند المرضى أصبحت لا يوجد دواء للسخونة أو للتبخيرة والسؤال الذي يتردد على مسمع الجميع أين الدواء ومن المسئول ؟؟ فإلى متى تبقى غزة بلا دواء وإلى متى يُحرم أطفالنا من شراب الأكامول الذي لا تجده في مراكز الرعاية الأولية في هذه اللحظات .

فإلى متى تبقى حكومة فياض تتلاعب بحياة الأبرياء وتمنع توريد مستحقات غزة من الأدوية ... وهل يعقل أن تعتمد حصة غزة لعام 2010 بــــ 60 مليون شيكل ولا يصل منها إلا ما يقارب 38 % بعجز سنوى قارب 62 % .

فغزة اليوم تشكو من نقص حاد من الأدوية والمستهلكات الطبية ويمنع عنها الدواء كمقدمة لحرب قادمة وما وضعنا اليوم إلا كالأيام التي سبقت الحرب على غزة ، الدواء أصبح أداة حرب يستخدمها المحاصرين لغزة لكسر ارادة المقاومة والصمود وخنق قطاع غزة وتقويض المشروع الإسلامي وقتل الجنين قبل بلوغه وشبه عن الطوق .

فالحصار المطبق والسياسة المبرمجة وتوزيع الأدوار ما زال قائما ، وأكذوبة تخفيف الحصار لا تنطلي على أحد فهو يؤثر بشكل مدمر على نواحي الحياة لا سيما الجانب الصحي للمواطنين ، فغزة التي تشكو من نقص حاد من الأدوية والمستهلكات الطبية في هذه الأيام والذي يبلغ ما يزيد عن 182 صنف من الأدوية رصيدها صفر و165 صنف من المستهلكات الطبية رصيدها صفر إنما هو ثمرة تنسيق أمنى مشترك بين أطراف الحصار من الاحتلال الإسرائيلي وحكومة فياض رام الله .

فهذا النقص الحاد من الأدوية ينذر بكارثة صحية تهدد المئات من المرضى بخطر الموت ، فمرضى نزيف الدم الوراثي (Hemophilia ) لا يجدون الدواء الخاص بهم في هذه اللحظات الأليمة ، ومرضى الثلاسيما الذي يتجاوز عددهم 300 مريض لا يجدون الدواء الخاص بهم ، أما عن مرضى زراعة وغسيل الكلى ينتظرون المضاعفات الخطيرة على حياتهم ، فالفلسطيني الذي ذهب لزراعة كلية خارج الوطن والذي تكلف مبالغ طائلة لا يجد علاج مثبطات المناعة بعد الزراعة (prograph ) والذي سيستمر معه لمدة زمنية طويلة.

والحزن أشد على المرضى أصحاب فتحة الإخراج الجانبية (Colostomy  ) الذين يشتكون من قلة أكياس القواعد البديلة .

أما عن مضادات السموم فلن تجد قطعة واحدة في غزة ، فليتصور ذلك المسئول الذي يمنع الدواء عن غزة أن طفلاً  قد لدغه ثعبان أو عقرب ولم يجد له ترياقاً يعالجه سيموت هذه الطفل أمام عينيه .

وهناك العديد من الأدوية كمضادات السرطان ، والأدوية النفسية للأطفال ومنظمات دقات القلب والأدوية الخاصة بأمراض الدم وحليب الأطفال العلاجي ، والأنسولين ، والفنتولين ، ومحاليل غسيل الكلى ...... إلخ .

إن القوانين التي كفلت جميع الحقوق الإنسانية بما فيها حق توفير الدواء لقادرة على محاكمة العابثين والساعين إلى قطع الدواء وقتل الأبرياء في غزة هاشم ، وقادرة على محاسبة الاحتلال الذى يقوم بجرائم حرب بمحاصرته شعب أعزل لا يقوى على توفير قوت يومه عوضا عن دوائه .

فالتاريخ لن يرحم احتلالا بغيضا استخدم الدواء وسيلة لإخضاع شعب أعزل ، ولن يرحم التاريخ أحداً خان شعبه وحرمه من أبسط حقوقه ومهما تنوعت أشكال الحرب على غزة بالصواريخ أو منع الدواء لن يهزم شعبنا بإذن الله