خبر في اليوم الذي لا تكون فيه قنبلة -يديعوت

الساعة 09:29 ص|09 يناير 2011

في اليوم الذي لا تكون فيه قنبلة -يديعوت

بقلم: سيفر بلوتسكر

احد الاقوال الاهم في تاريخ دولة اسرائيل في العقد الماضي لعب يوم الجمعة دور النجم في عناوين وسائل الاعلام الاسرائيلية على مدى يوم كامل. وجر عدة ردود أفعال، وبعض الملاحظات التحليلية، واختفى. القول نسب (ولم ينفَ) لرئيس الموساد المنصرف، مئير دغان.

 دغان، نموذج شكاك، حذر للغاية، يفضل بثبات ان يخطىء في جانب التشاؤم، اقتبس كمن قال: "لايران لن تكون قدرة عسكرية نووية على الاقل حتى 2015". والسبب: مصاعب وتشويشات فنية، تدق اسفينا في عجلات المشروع العسكري النووي لطهران. وللدقة، وفي الموساد يعتمدون على الدقة، "تلك المصاعب والتشويشات الفنية" سبق أن أدت الى تراجع لبضع سنوات في المشروع.

منذ نحو عقد من الزمان وأكثر واسرائيل تعيش تحت سحابة كثيفة من القنبلة النووية الايرانية. جدول الاعمال العسكري، الاقتصادي وحتى الاجتماعي يتأثر بها مباشرة. انتخاب نتنياهو لرئاسة الوزراء (وضم باراك الى الائتلاف) علل بالحاجة الى التنصيب على رأس الدولة ورأس جهاز الامن شخصيات قادرة على قيادة الشعب والجيش في سنوات الحسم حيال ايران. وبين الحين والاخر في ضوء الاخطاء التي ارتكبها الرجلان، كان على الرأي العام في البلاد أن يتعاطى معهما بتسامح بسبب ثقل وزن التهديد الايراني على كتفيه.

هكذا كان حتى يوم الجمعة، 7 كانون الثاني 2011. في هذا اليوم تغيرت انظمة الامور. التهديد الايراني النووي مات. لفظ أنفاسه. فاذا كان رئيس الموساد في دولة اسرائيل مستعد لان يخاطر بالتقدير بانه لن تكون لايران حتى ولا قنبلة نووية واحدة "على الاقل حتى 2015"، فمعنى الامر انه لن تكون قنبلة نووية لايران. نقطة.

ماذا حصل؟ الجواب الصحيح ستعرفه، هذا اذا ما عرفته، الاجيال القادمة. حتى ذلك الحين يجب الاكتفاء بالاساطير. والاساطير تروي عن تعاون لم يكن له مثيل في التاريخ بين الاذرع الاكثر سرية لمنظمات الاستخبارات الاكثر سرية في العالم، بهدف التشويش، العرقلة، التخريب والهدم للمشروع العسكري النووي لايران. وتروي الاساطير عن علماء نووي اختفوا ان تم اخفاؤه، عن مواد خام وردت أو لم تورد حسب الطلب، عن عناصر الكترونية وغيرها تفككت في لحظة التشغيل الحرجة، عن برامج حواسيب وبرامج انتاج زرعت فيها فيروسات فتاكة وعن الخوف الذي تملك كل اسرة النووي في الدولة التي تسمى ايران.

حتى هنا الاساطير. توجد أيضا حقائق. في يوم دراسي عن النووي الايراني عقد الاسبوع الماضي في بيت الشتات في جامعة تل أبيب تحدث خبراء كثيرون بنبرة واحدة، مع بشرى واحدة على ألسنتهم: العقوبات التي فرضها العالم على ايران في اعقاب قرار 1929 لمجلس الامن في ربيع 2010 – عقوبات اقتصادية، سياسية، عسكرية وثقافية – اضعفت دراماتيكيا النظام الايراني وعمليا أسقطت الدولة الايرانية على ركبتيها. وكنتيجة لذلك أصبح البرنامج النووي العسكري عبئا ثقيلا على الاقتصاد والمجتمع في ايران. كلفته أعلى بكثير من منفعته، ناهيك عن أن "التشويشات الفنية" ألغت معظم المنفعة.

في الزمن القريب القادم، كما أجمل المشاركون، ستحاول ايران التظاهر بان في يدها مقدمة لقنبلة نووية، مستعدة الا تستخدمها مقابل ثمن عال: الغاء كل العقوبات واعادة الجمهورية الاسلامية الايرانية الى اسرة الشعوب. ولكن تهديداتها هي تهديدات عابثة. الحقيبة مع القنبلة فارغة، والقنبلة هي مجرد صورة على الورق. لا يوجد سبب وجيه يجعل العالم يعقد صفقة مع أحمدي نجاد. يوجد سبب ان يعقد صفقة، صفقة أخذ وعطاء مع خلفائه.

بيان دغان عن ازالة التهديد النووي الايراني يحرر اسرائيل من كابوس، واع او مكبوت، القى علينا بظلاله السوداء الكبرى. وداع لكِ، أيتها القنبلة الايرانية. في غيابك حان الوقت لوضع مواضيع اخرى في قمة اهتمامنا. وهي لا تنقصنا.