خبر بدائل « إسرائيل »: الحرب والـ« Politicide » ..سعد محيو

الساعة 10:34 ص|08 يناير 2011

بدائل "إسرائيل": الحرب والـ"Politicide" ..سعد محيو

إذا ما كان إعلان الدولة الفلسطينية بقرار دولي مجرد لعبة لن تستفيد من وقتها الضائع سوى "إسرائيل"، وإذا ما كان حل الدولتين بات هباء منثوراً، فما البديل؟

 

بالنسبة إلى "إسرائيل"، الصورة في غاية الوضوح. فهي في الشهور القليلة المقبلة ستمارس توجهين على مستوى الاستراتيجية والتكتيك.

 

الأول، هو مواصلة الحرب بكل أشكالها، سواء عبر القيام بعملية غزو جديدة لقطاع غزة أو اجتياح لبنان وفق أنموذج حرب 1982. وكلتا الحربين باتت الآن حرباً واحدة، في إطار الصراع الإقليمي العام في المنطقة بين إيران وبين "إسرائيل" والولايات المتحدة. هذا بالطبع إضافة إلى مواصلة استئصال كل أشكال المقاومة في الضفة الغربية.

 

الثاني، هو استئناف ما انقطع من استراتيجية "الإبادة الجماعية السياسية" ( Politicide ). وهذا التعبير اشتقه عالم الاجتماع "الإسرائيلي" باروخ كيمرلينغ، الذي ألّف كتاباً حمل العنوان نفسه "الإبادة الجماعية السياسية" ( Politicide )، وحدده بأنه النشاطات الهادفة إلى تدمير الوجود القومي السياسي لجماعة كاملة من الناس، وبالتالي نكران حقها في تقرير المصير. وهذه السياسة، التي يُمكن أن تشمل أيضاً التنظيف العرقي الجزئي أو الشامل، لطالما كانت هدف "إسرائيل" الأول والأخير في الحملات العسكرية الشرسة منذ الخمسينيات. وقد أعربت الكاتبة تانيا رينهارت عن الرأي نفسه:

 

 "بعد 35 سنة من الاحتلال، من الواضح كلياً أن الخيارين الوحيدين اللذين قدمهما النظام السياسي "الإسرائيلي" إلى الفلسطينيين هما التمييز العنصري أو التنظيف العرقي (الترانسفير). الفصل العنصري هو برنامج حزب العمل "المُستنير" (كما في خطة ألون أو أوسلو)، فيما القطب الثاني (اليمين) يُحبّذ الخنق البطيء للفلسطينيين إلى حين يكون في المستطاع نقلهم عنوة في خاتمة المطاف (الطرد الجماعي)".

 

كلا المؤلفين، إذاً، يرى إلى الاحتلال (في هذه الحالة الإبادة الجماعية السياسية) على أنه العقبة الكأداء الأكثر أهمية في وجه استقلال وتحرير الشعب الفلسطيني. والإبادة الجماعية السياسية، التي تُعرف هنا بالاحتلال، هي عملية تُغطي مروحة واسعة من النشاطات الاجتماعية، والسياسية، والعسكرية والبيروقراطية التي تستهدف تدمير الوجود السياسي والوطني لشعب بأكمله، وبالتالي إسقاط إمكانية حق تقرير المصير. هذا ما كانت "إسرائيل" تفعله بالشعب الفلسطيني بشكل متواصل منذ 1948 إلى 2010: أي بالتحديد تدمير نسيج الشعب الفلسطيني. وهذه العملية لا تزال تجري على قدم وساق، وهي شملت غزوات 1967، و1976، و1982، و2002 (مجزرة جنين)، و2006، والآن الحرب الأخيرة على غزة (2008- 2009).

 

هذا باختصار برنامج عمل "إسرائيل" التكتيكي والاستراتيجي. وهو برنامج يوضح مدى سرابية كل من إعلان الدولة بقرار دولي ومشروع الدولتين نفسه.

 

الحل الحقيقي للشعب الفلسطيني هو شطب السلطة الفلسطينية ومعها كل اتفاقات أوسلو، واستبدالها بشعار الدولة الفلسطينية الديمقراطية الواحدة، القادر وحده ليس على إعادة الأمور إلى نصابها وحسب، بل أيضاً وضع الدولة الصهيونية في القفص الوحيد القادر على خنقها: اعتبارها دولة فصل عنصري أسوأ بكثير من دولة النظام العنصري السابقة في جنوب إفريقيا.

 

إذا ما سئل "الإسرائيليون" اليوم عما يخيفهم أكثر من أي شيء آخر، فسيقولون فوراً هذا الشعار الأخير.

 

وهذا وحده كافٍ لدفع الفلسطينيين إلى تبنيه. فكما كان يقول فلاديمير أيليتش لينين عن حق: "حين تضيّع الهدف، دقّق بما يفعله عدوك وأفعل عكسه".